الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رئيس التحرير فى حواره على شاشة «إكسترا نيوز» المؤتمر جاء حرصًا من الرئيس السيسي على وضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة بصورة سليمة

أكد رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، أن استضافة مصر لقمة جوار السودان تستهدف حقن دماء أهلنا فى السودان والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، كما أن الاجتماع يأتى فى إطار الاستراتيچية المصرية فى اعتماد العمل الجماعى لحل المشاكل الدولية والإقليمية وكذلك السعى نحو تحقيق المستهدف وليس صيغة الأدوار، ومن ثم فإن استضافة مصر لمؤتمر قمة دول الجوار بداية ومسار حقيقى للحل.



 

جاء ذلك فى حوار أجرته معه الإعلامية خلود زهران على قناة «إكسترا نيوز»، تم خلاله تناول استضافة مصر لمؤتمر دول جوار السودان، وما يمثله ذلك من أهمية بالغة فى احتواء الأزمة السودانية وإرساء دعائم الاستقرار فى المنطقة، كما أنه يعكس الدور المصرى والاستراتيچية المصرية الراسخة فى السعى الدائم لحل النزاعات والمشاكل الإقليمية والدولية وفق آليات العمل الجماعى

أهمية انعقاد القمة

بدأت الإعلامية خلود زهران بالسؤال عن أهمية انعقاد مؤتمر قمة دول جوار السودان فى ذلك التوقيت؟ وقال الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى: «أولًا لا بُد أن نرصد المسار الذى تأتى فيه هذه القمة، نحن أمام تحرك للجغرافيا السياسية المجاورة والحاضنة للسودان، ويعد الباب الأكثر نفعًا وجدية لاحتواء الكثير من النزاعات المتفجرة المتشابهة، إذن هنا نتحدث عن محيط جغرافى يتأثر بما يجرى فى السودان، ويؤثر فيه». 

وأضاف: «لم يختلف سياق منهج العمل المصرى منذ 15 أبريل الماضى، منذ اللحظة الأولى تقوم أعمال جماعية، واليوم هى الدولة المضيفة التى دعت إلى هذا الحدث، وتلك الأعمال لها أبعاد واضحة، مثل البعد الإنسانى حيث الإنسان السودانى أولًا، حقن دم أهلنا فى السودان، وحدة السودان، وسلامة أراضيه، عدم التدخل الأجنبى فى الشأن السودانى، أهمية أن يضطلع المحيط الإقليمى والمجتمع الدولى بالدور المطلوب تجاهه، وبدأ العمل الجماعى من اللحظة الأولى، حيث كانت هناك مساعٍ مصرية مع جنوب السودان وتبنى مبادرة مشتركة، وإيفاد مبعوثين لدول الجوار مثل تشاد، وجنوب السودان، بالإضافة إلى الاتصالات الدولية المستمرة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للتأكيد على الثوابت المصرية فى المحافل الدولية كافة، وفى الاستراتيچية المصرية الحديثة مصر يهمها المستهدف وليس صيغة الأدوار، وظهر ذلك فى المبادرة الخاصة بالحرب الروسية - الأوكرانية (مبادرة جنوب أفريقيا)، حيث انضمت مصر كداعمة لأن ما يهمها المستهدف». 

وأكد أن «السودان يشكل أمنًا قوميًا لمصر، وهذا الأمر لا يحتاج إلى أحاديث كثيرة، مصر وضعت الجوار الجغرافى للسودان لأنهم جزء مما يجرى يتأثر ويؤثر، جميع الأطراف الجالسة سيهمها نهاية وقف هذا الصراع بأسرع ما يكون، ومن جهة أخرى فى الإشارات الواردة فى التصريحات الرسمية لمتحدث الرئاسة المستشار أحمد فهمى نجد معنى مصريًا حاضرًا أن هذا العمل وهذه القمة مكملة لمسارات أخرى ولا تتعارض مع هذه المسارات».

المبادرات الداعمة للسودان 

وفى شأن تعدد المبادرات الخاصة بالوضع فى السودان أوضح الطاهرى أن «دلالة ذلك أن الوضع فى السودان أصبح مهددًا إقليميًا؛ بل أكثر من ذلك فى طريقه إلى أن يصبح مهددًا دوليًا بسبب الموقع الجغرافى للسودان وتقاطعها مع أمن البحر الأحمر، وغيرها من الأمور وبالتالى لا أحد يحتمل أو لديه القدرة على تحمل فاتورة الفوضى فى السودان». 

وأضاف: «سواء مبادرة «إيجاد» أو المبادرة السعودية- الأمريكية فجميعها جهود تهدف إلى إنهاء الصراع السودانى، وهذه الجهود لكى تحقق المرجو منها يجب أن يكون هناك تفاعل وتعاون وتوحيد فى وجهات النظر بين الجغرافيا السياسية الحاضنة للسودان، ومن هنا تأتى قمة دول جوار السودان وأهميتها».

 الاستعدادات المبكرة

وعن رؤيته للتحرك المبكر لمصر من خلال الاتصالات الدبلوماسية والتواصل مع أطراف النزاع المختلفة وجولات وزير الخارجية سامح شكرى لتسوية هذه الأزمة قال: «فى تقديرى أن قمة دول جوار السودان بهذا الحضور جاءت نتيجة المسار والعمل الجماعى الذى عملت عليه مصر منذ اللحظة الأولى للأزمة السودانية، فضلًا عن أن مصر قامت بدور عظيم فيما يخص عمليات الإجلاء ليس فقط إجلاء الرعايا المصريين؛ ولكن مساعدة مختلف الدول فى إجلاء رعاياهم بسهولة ويسر وتأمين مسارات وممرات لضمان الحماية والأمان للرعايا». 

مخرجات قمة دول الجوار 

وحول توقعاته لمخرجات قمة دول الجوار قال الطاهرى: «يمكن أن نتعرف على هذه المخرجات من صوت مصر للتحضير والإعلان عن تلك القمة، وفى تقديرى أنه سيتم الترحيب بكل الجهود الإقليمية والدولية التى استهدفت حل النزاع فى السودان، وسيتم التأكيد على وحدة السودان والحفاظ على مقدراته، سيتم التوجيه بوقف إطلاق النار تمهيدًا لبدء عملية سياسية، والتأكيد على دور المنظمات الإقليمية وعلى رأسها مفوضية الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية، مع دعوة المجتمع الدولى لمساعدة دول الجوار وتحمل الأعباء الناتجة عن هذا الصراع، ودعوة المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته». 

بداية مسار للحل 

وفيما يتعلق باستضافة مصر لمؤتمر قمة دول الجوار قال الطاهرى: «إن المؤتمر جاء حرصًا من الرئيس عبدالفتاح السيسى على وضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سليمة، كما أن مصر منذ بداية الأزمة لها عدد من الأهداف، ويجب أن تتحقق لأنها أهداف مشروعة تناقش سلامة شعب ودولة والحفاظ على مقدرات دولة وشعب، وبالتالى القيادة المصرية الحكيمة وقراءاتها الاستشرافية لأبعاد المشهد هى من جعلت التحرك باتجاه دول الجوار يخرج بشكل صيغة موحدة نأمل أن تحقق المرجو منها». 

وأضاف إن «العمل السياسى السودانى يجب أن يظل سودانيًا، وبناء السودان الجديد يجب أن يظل سودانيًا، حيث إن الانحياز لطرف هنا أو هناك فى ذلك التوقيت يكون له عواقب كارثية على السودان، ومصر دائمًا تثبت أن صمتها حكمة وليس تفريطًا، فمصر لم تتهاون فى مصالح السودان وأمنها لأنها مصالح مصرية وأمن مصرى، ولا تتهاون فى رؤية السودان يتجه بهذه السرعة نحو الفوضى، والعمل المصرى خطواته مدروسة هدفها تحقيق نتائج واضحة لا تتقاطع مع مسارات أخرى ولا تختصم من أدوارها ولكن تدعمها بسياق أكثر شمولية». 

واختتم بالتأكيد على أن استضافة مصر لمؤتمر قمة دول الجوار بداية حقيقية للحل وبداية مسار حقيقى للحل.