الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التأكيد على احترام سيادة السودان وعدم التدخل فى شئونه وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة.. رسائل الرئيس السيسي خلال «قمة جوار السودان»

أكد البيان الختامى لقمة دول جوار السودان على ضرورة حماية الدولة السودانية ومؤسساتها، معربًا عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية فى البلاد.



ودعا البيان الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أول أمس الخميس، إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شؤونه، واعتبار النزاع الحالى شأنًا داخليًا، مؤكدًا على إطلاق حوار جامع يلبى تطلعات الشعب السودانى، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية يكون اجتماعها الأول فى دولة تشاد.

رسائل الرئيس السيسى 

وخلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لقمة دول جوار السودان، قال الرئيس السيسى إنه ليس خافيًا، خطورة الأزمة الراهنة التى يواجهها السودان الشقيق، وتداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، والذى نتج عنه إزهاق أرواح المئات من المدنيين، ونزوح الملايين من السكان، إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان، أو اللجوء إلى دول الجوار، فضلًا عن الخسائر المادية الجسيمة، التى تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى البلاد. ويضاف إلى ذلك، العقبات التى تواجه الموسم الزراعى، مما ترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، كما أدى الصراع وتداعياته السلبية، إلى تدهور المؤسسات الصحية، ونقص فى الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، وهو الأمر الذى كانت له تداعيات كارثية، على مجمل الوضع الإنسانى.

وأضاف الرئيس خلال كلمته إن هذا التدهور الحاد للوضع الإنسانى، وتلك التداعيات الكارثية للأزمة، تتطلب الوقف الفورى والمُستدام للعمليات العسكرية، حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وعلى مؤسسات الدولة، لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين، وهو ما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة، والمُنسقة والسريعة، من كافة أطراف المجتمع الدولى، بما يرتقى لفداحة هذه الأزمة الخطيرة، التى تتطلب معالجة جذورها، عبر التوصل إلى حل سياسى شامل، يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السودانى.

وأضاف الرئيس قائلًا: لا يفوتنى فى هذا الإطار، الإشادة بالجهد الكبير والموقف النبيل، الذى اتخذته دول جوار السودان، التى استقبلت مئات الآلاف من النازحين، وشاركت مواردها المحدودة، فى ظل وضع اقتصادى عالمى بالغ الصعوبة. وأطالب فى هذا المقام، كافة أطراف المجتمع الدولى، بالوفاء بتعهداتها التى تم الإعلان عنها فى المؤتمر الإغاثى لدعم السودان، الذى عُقِد خلال شهر يونيو الماضى 2023، من خلال دعم دول جوار السودان، الأكثر تضررًا من التبعات السلبية للأزمة، بما يعزز قدرتها على الصمود، ويرفع المعاناة، عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.

رؤية مصر

وحول رؤية مصر لخروج السودان من تلك الأزمة قال الرئيس السيسي: 

اسمحوا لى أن أغتنم هذه الفرصة، لأطرح على حضراتكم تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن، الذى يرتكز على العناصر التالية: 

أولًا: مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، فى مفاوضات جادة، تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.

ثانيًا: مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة، لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفى الإغاثة الدولية، لتمكينهم من أداء عملهم.

ثالثًا: إطلاق  حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلى المرأة والشباب، يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى، فى الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.

رابعًا: تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة، والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة. 

البيان الختامى 

وأصدرت القمة بيانها الختامى حيث توافق المشاركون على ما يلى:

1 - الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمنى والإنسانى فى السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السودانى وإتلاف الممتلكات.

2 - التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأنًا داخليًا، والتشديد على أهمية عدم تدخل أى أطراف خارجية فى الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من أمدها.

3 - التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما فى ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة فى محيطها، وهو الأمر الذى سيكون له تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل.

4 - أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ فى الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذى سيمثل ضغطًا إضافيًا على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضى ضرورة تحمل المجتمع الدولى والدول المانحة لمسئوليتهما فى تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التى تم الإعلان عنها فى المؤتمر الإغاثى لدعم السودان، والذى عُقِد يوم 19 يونيو 2023 بحضور دول الجوار.

5 - الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية فى السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، ومناشدة كافة أطراف المجتمع الدولى لبذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد فى الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء.

6 - الاتفاق على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضى دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفى الإغاثة الدولية.

7 - التأكيد على أهمية الحل السياسى لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى فى الأمن والرخاء والاستقرار.

8 - الاتفاق على تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول فى جمهورية تشاد.

بيان مشترك بين مصر وإثيوبيا

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد استقبل رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، آبى أحمد، لاستئناف المناقشات بينهما.

 حيث جدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، انطلاقًا من الرغبة المشتركة فى تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضًا بشكل فعال فى تحقيق الاستقرار والسلام والأمن فى المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.

 ‏ كما ناقش الزعيمان سبل تجاوز الجمود الحالى فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، حيث اتفقا على النقاط التالية فى هذا الصدد:

1 - الشروع فى مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.

2 - خلال فترة هذه المفاوضات، أوضحت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجى 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذى شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.