زينب حمدي
الفهامة .. التطوير إصلاح وتثمين لقيمة الشىء
فرحت وفرح المصريون بقرار تطوير حديقة الحيوان وحديقة الأورمان لما لهما من مكانة ومحبة خاصة فى قلوب المصريين وإن كان القرار تأخر كثيراً.. فالمصريون مازالوا يفضلون الذهاب إلى حديقة الحيوان رغم إهمالها لسنوات طويلة، ونفوق الحيوانات بها والموجودة منها حالها يدعو للعطف والأسى، خاصة فى الإجازات والأعياد والعطلات لما لها من ذكريات فى طفولتهم لا تنسى.
من منا لم يذهب إلى حديقة الحيوان وهو طفل صغير تحمله أمه وأبوه لمشاهدة الحيوانات والتعرف على أسمائها ربما حتى قبل أن يتعلم الكلام والمشى، ومن منا لم يقم بإطعام الزرافة الجزر والبطاطا، والقردة الفول السودانى والموز، ومن منا وهو صغير لم يركب الفيل ويشاهد الحمار المخطط والأسد والنمر والطيور ذات الألوان الجميلة؟!.. ومن منا فى شبابه لم يجلس فى حديقة الشاى وشاهد جبلاية القرود وكانت من أهم معالم الحديقة وكان يتم تصوير الأفلام بها، بالإضافة إلى مكانتها التاريخية والأثرية والحديقتان لهما ذكريات عند خريجى جامعة القاهرة، حيث يقعان أمام باب الجامعة الرئيسى ويتوسطهما ميدان النهضة وكانت ولا تزال الحديقتان المكان المفضل لطلاب جامعة القاهرة لقضاء فترات ما بين المحاضرات فيها ومقصد للقاء الزملاء والأصدقاء والأحباب والعشاق.
وتعتبر الحديقتان من المعالم الرئيسية لمحافظة الجيزة مثل الأهرام وأبوالهول وما زالت الشوارع التى تطل عليهم تسمى باسميهما وما زال الناس يسمون شارع مراد بشارع حديقة الحيوان حتى بعد تغيير اسمه إلى شارع شارل ديجول رغم وجود سفارات أجنبية عديدة به وفندق كبير مشهور وبنوك.
وهما أيضًا الرئة التى يتنفس بها سكان المحافظة.
وأتفهم أن يتم إسناد أعمال التطوير إلى وزارة الإنتاج الحربى لما لها من إمكانيات مادية ومعدات.
ورأى كثيرون ممن تحدثت معهم ضرورة أن يشارك فى التطوير كل من وزارات الزراعة والعلوم والآثار ومراكز البحوث وجمعيات محبى الأشجار والبيئة لما للحديقتين من مكانة خاصة تاريخية وأثرية.. فحديقة الحيوان بها حيوانات وأشجار نادرة تم جلبها من كل بلاد العالم أيام مصر الخديوية وهى ثروة لا تقدر بثمن يجب الحفاظ عليها.. وحديقة الأورمان تعد أكبر حديقة نباتات نادرة وأيضًا والأهم أنها مركز تعليمى وعلمى وبحثى لطلاب كليات الزراعة والعلوم وطلبة الماجستير والدكتوراه ومراكز البحوث الزراعية ويقام بها كل عام مهرجان الربيع.
والتطوير وهذه حقيقة علمية ترميم وإصلاح وإضافة وتنمية وتثمين وتعظيم لقيمة الشىء وليس تجريفًا وتقليلًا من قيمته.. وهو مما ننتظر أن نراه فى الحديقتين.







