الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

استضافة مصر لـ«قمة دول الجوار» فرصة ذهبية لتسوية النزاع سياسيون سودانيون: القمة تستهدف إزالة الحرب وتعزيز العمل الإنسانى

أشاد سياسيون سودانيون بقمة دول الجوار التى استضافتها مصر، وأكدوا أن المؤتمر تأكيد على حرص الدولة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدَّراتها، وذلك كله من خلال التنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة. 



 

قال شريف عثمان الأمين السياسى لحزب المؤتمر، إن مؤتمر قمة دول جوار السودان سينعكس على نحو إيجابى على الأزمة بشكل عام، موضحًا، أن الجميع فى السودان يترقبون وينتظرون نتائج المباحثات التى تتم بين الرؤساء.

 وأضاف «عثمان» إن حضور الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية فى هذه القمة مهم جدًا، وبخاصة أن هناك عددًا كبيرًا من الأطراف التى دعت إلى حل الأزمة، وبالتالى يجب العمل على توحيد الجهود وتشكيل منبر موحد لمنع التنافس الدولى والإقليمى حول الحل السياسى فى السودان.

وتابع الأمين السياسى لحزب المؤتمر السياسى، أن القوى المدنية والعسكريين يتابعون هذه القمة باهتمام بالغ، مشيرًا إلى أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أكدت على ضرورة إيجاد آلية لوقف هذه الحرب وكيفية استعادة الاستقرار فى السودان. 

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد أكد خلال كلمته أمام قمة دول الجوار السودانى، أن مصر ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة إلى السودان عبر الأراضى المصرية، بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، مشيرًا إلى أن رؤية مصر لخروج السودان من مأزقه سترتكز على عددٍ من العناصر وهى مطالبة الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد، والبدء فى مفاوضات جادة لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار، ومطالبة كل الأطراف السودانية تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، مع وضع آليات تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، وموظفى الإغاثة الدولية لأداء عملهم.

آليات موحدة

وعلق الدكتور أمجد فريد، السياسى السودانى، على استضافة القاهرة قمة دول جوار السودان، لبحث الأزمة السودانية الراهنة، للخروج من المأزق الحالى، مؤكدًا أن مصر لم تتخل يومًا عن السودان.

وقال السياسى السودانى إن دول الجوار تتأثر بما يحدث فى السودان، وأنه يتوقع خروج هذه القمة بآليات موحدة تساعد المجتمع الدولى، وحل المشكلة فى السودان، مشيرًا إلى أن الأشهر الماضية كانت هناك أكثر من قمة من أجل حل الأزمة الموجودة فى السودان، منذ أبريل الماضى.

ولفت إلى أن السودان لا يزال يعانى من مشكلات كثيرة، فضلًا عن حالة تدهور والمشكلات الأمنية التى يشاهدها الشارع السودانى نتيجة الصراعات، مؤكدًا أن استجابة الدول لهذه القمة دليل على الرغبة فى وقف الحرب.

وأكد السياسى السودانى، أن حل الأزمة السودانية، يستند إلى التفاهم بين الأطراف فى السودان.

احترام السيادة

وفى السياق نفسه، قال مجدى عبدالعزيز كاتب ومحلل سياسى سودانى، إنه لا بد لأى أزمة أن تنتهى بحل سياسى، مشيرًا إلى أن ما جرى فى الخامس عشر من أبريل كان عملًا عسكريًا بالدرجة الأولى له أهداف محددة، منها اختطاف السلطة فى السودان، لكن هذه العملية انتهت تمامًا وتحولت إلى تحدٍ أمنى وجنائى. وأضاف «عبدالعزيز» إن الأزمة فى السودان سياسية بالدرجة الأولى حيث احتدم خلاف شديد بين السودان وأدى إلى انفجار هذه الحرب، لافتًا إلى أن الوضع بعد الحرب أصبح متغيرًا تمامًا عن فترة ما قبل 15 أبريل، كما أن الشيء الذى دفع دول جوار السودان إلى عقد مؤتمرها هو مساعدة السودان فى تحقيق الاستقرار بمحددات واضحة جدًا، من ضمنها احترام سيادة السودان والحفاظ على مؤسساته. 

وتابع، إن القمة تستهدف إزالة الحرب وتعزيز العمل الإنسانى وتهيئة الفرصة للسودانيين من أجل التوافق على رؤية سياسية مستقلة، مشددًا على أنه لن يكون هناك استقرار فى السودان إلا بفتح الممرات الآمنة، كى تصل الإغاثات للمواطنين ويعود النازحون إلى منازلهم، وهو ما كان واضحًا للبيان الختامى للقمة.

محددات النجاح

وأكد مجدى عبدالعزيز، الكاتب والمحلل السياسى السودانى، أن من أهم محددات نجاح اجتماعات قمة دول جوار السودان، ضمان عدم التدخل فى الشأن الداخلى السودانى ومتابعة خطط تغيير الديموجرافية. 

وأوضح، أن هذه المحددات تأتى نتيجة إلمام مصر بالتركيبة السودانية وما يدور هناك، مؤكدًا أن العلاقة بين البلدين ليست علاقة تقليدية.

وأضاف «عبدالعزيز»، إن مصر بالنسبة للسودان ليست كأى دولة فى الإقليم أو العالم، لافتًا إلى أن ذلك الارتباط الوثيق بين البلدين يتم دعمه الآن عبر المحددات الاستراتيجية سالفة الذكر، متابعًا: «مصر تقود مبادرة قمة دول جوار السودان لتحقيق الاستقرار فى البلد الشقيق».

وتابع إن تحقيق الاستقرار فى السودان بالتأكيد يحقق الاستقرار فى العمق الجنوبى لمصر، مضيفًا: «لم يكن هدف المبادرات الآن فى الأزمة السودانية هو تحقيق السلام وإيقاف الحرب، هناك أجندات كثيرة فضلا عن وجود محاولات لاستغلال بيئة الحرب فى السودان لتمرير بعض الأجندات وخدمة مصالح بعض الدول الأخرى، لذلك كان هذا السبب الرئيسى فى فشل المبادرات السابقة».

وأشار إلى أن تاريخ العلاقة بين مصر والسودان ممتد، إذ أن خصوصية العلاقة بين الدولتين سمحت لمصر بالتواجد فى الخلافات السودانية منذ إعلان حق المصير قبل الاستقلال، وحينها عملت مصر على توحيد جميع شرائح وفئات الشعب السودانى.

 

قمة مهمة

ورأى الهندى عز الدين، رئيس تحرير جريدة المجهر السياسى السودانية، أن مؤتمر قمة دول جوار السودان، والذى استضافته القاهرة، مهم بالنسبة للشعب السودانى ويعول عليه الكثير أن يكون فرصة أساسية لإنهاء الحرب فى السودان.

وأضاف: «فرصة هذا المؤتمر هى أن يلبى تطلعات الشعب السودانى وبما يوافق ما نادى به الجيش السودانى، ويعمل عليه من خلال عملية تنهى تعدد الجيوش والميليشيات فى السودان، على أن تكون المؤسسة العسكرية هى القوات المسلحة السودانية هى جيش سودانى واحد».

وقال إن الدور المصرى مهم فى هذه القضية، موضحًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ظل، خلال السنوات الأخيرة، يتحدث كثيرًا عن رفض مصر لتعدد الجيوش ورفضها الميليشيات فى الإقليم.

الكلمة النهائية لمصر

وأكد عماد السنوسى، رئيس تحرير موقع نبض السودانى، أن توقيت استضافة مصر قمة دول جوار السودان مناسب جدا، إذ يعيش السودان حالة من الفوضى بسبب الحرب، وجاء دور القاهرة لتحكيم صوت العقل ووقف صوت البندقية وحقن دماء السودانيين.

وأشار السنوسى إلى أن قمة دول جوار السودان جاءت بعد فشل كل المفاوضات الدولية، لافتًا إلى أن السودانيين يعولون كثيرا على مخرجات القمة، بحيث تكون مخرجاتها ملزمة.

وأوضح أن الكلمة النهائية ستكون لمصر لإيقاف الحرب الدائرة فى السودان، إذ إن مصر وقفت على مسافة واحدة لكافة الأطراف المتحاربة فى السودان، ولم تسعَ سوى لمصالح الشعب السودانى.

وأوضح أن أكثر من 40 % من إجمالى عدد النازحين من السودان توجهوا إلى مصر، وهو ما يؤكد أن الحمل الأثقل من تداعيات هذه الأزمة تحملته مصر.

وكان المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، قد صرح بأن مصر تستضيف فى 13 يوليو 2023 مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالى والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.