الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بايدن يبدأ حملة انتخابات 2024 بالتركيز على الاقتصاد وتجاهل ترامب

فى إطار حملته الانتخابية لعام 2024 أشاد الرئيس الأمريكى چو بايدن فى ولاية بنسلڤانيا باستثمارات إدارته فى البنية التحتية والتقنيات المتطورة، داعيًا إلى ضرائب أكبر على الشركات الكبيرة وأصحاب المليارات متجاهلًا ذكر خصمه الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب. وفى مركز المؤتمرات فى ڤيلادلڤيا وأمام جمهور من النقابيين تحدث بايدن وسط الهتافات عن اقتناعه بأن هذا البلد على وشك الإقلاع. وقال بايدن إن الاستثمارات التى قمنا بها خلال السنوات الثلاث الماضية لديها القدرة على تغيير هذا البلد فى العقود الخمسة المقبلة، مشيرا فى هذا السياق إلى قانون الرقائق والعلوم الذى يوفر حوالى 53 مليار دولار للإنتاج والبحث فى قطاع الشرائح الإلكترونية وإلى قانون خفض التضخم لدعم الاستثمار فى الطاقة الخضراء.



 

وشدد بايدن خلال مخاطبته الحاضرين على أن فوز الجمهوريين عام 2024 يعنى أنهم سيهاجمون وظائفكم من خلال التراجع عن إصلاحاته. وفيما يتعلق بالأكثر ثراء قال إنه لا مانع من كونهم أصحاب مليارات عليهم فقط دفع نصيبهم العادل؛ ببساطة حان الوقت للشركات الكبيرة وأصحاب الثراء الفاحش ليبدأوا فى دفع نصيبهم العادل. وحذر من أن الجمهوريين سيتراجعون عن السياسات التى قال إنها أنقذت الاقتصاد الأمريكى كما ذكرت عنه وكالة «بلومبرج» الأمريكية.

وقالت الوكالة إن بايدن لم يذكر ترامب خلال التجمع الحاشد الذى حضره لكنه بدلا من ذلك قارن برنامجه مع أچندة منافسه الجمهورى الذى وجهت إليه اتهامات مرتين وهو التصرف الذى رأت بلومبرج أنه يشير إلى أنَ الرئيس الأمريكى يريد أن يضع القضايا الاقتصادية بدلا من الخلافات القانونية فى قلب حملته من أجل الحصول على ولاية ثانية. وخلال التجمع احتفى بايدن بإنجازاته الداخلية، مشيرا إلى أنها قادت النمو الاقتصادى والوظائف والمكاسب للطبقة الوسطى. كما استشهد بالقوانين التى تم إقرارها خلال أول عامين من توليه منصبه بما فى ذلك حزمة المناخ والصحة والضرائب والتمويل الجديد للبنية التحتية وتصنيع أشباه الموصلات.

وقالت «بلومبرج» إن تركيز بايدن على الاقتصاد يهدف إلى مساعدته فى تصوير الانتخابات وكأنها خيار بينه وبين الحزب الجمهورى، بينما يتجنب إثارة قضية ترامب الخاصة بالوثائق السرية وغيرها من الخلافات. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكى كان حريصا خلال التجمع على عدم التعليق على التهم الجنائية الموجهة إلى سلفه، وذلك خوفا من أن يؤدى هذا إلى دعم مزاعم الحزب الجمهورى بأنَ الملاحقة لها دوافع سياسية فضلا عن كونه يواجه أيضا تحقيقا فيدراليا يتعلق بحيازته وثائق سرية. ووفقا لشخصين على علم بخطط حملة بايدن فإن الرئيس سيفتتح مقر حملته فى ويلمنجتون، ديلاوير، هذا الصيف كما أنه يخطط لعقد المزيد من الفعاليات التى تهدف إلى تشكيل رسالته الاقتصادية. وكان تجمع بايدن فرصة حيث أطلق على نفسه أكثر رئيس مؤيد للنقابات فى تاريخ الولايات المتحدة لتحفيز ناخبى الطبقة العاملة الذين ساعدوه فى فوزه فى 2020 ومواجهة مخاوف الديمقراطيين حول الحماس الضعيف للرئيس الذى يسعى للحصول على ولاية ثانية فى سن الـ80. ويقول سيث هاريس وهو كبير مستشارى بايدن لشئون العمل السابق فى البيت الأبيض إن رسالة الرئيس يمكن أن تلقى صدى أيضا لدى الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعى والذين لا ينتمون إلى نقابات. مضيفا أنه يحاول أيضا زيادة أعداد ناخبيه بين أعضاء النقابات.

وبعد حل أزمة سقف الديون فإن بايدن يعمل الآن على تكثيف أنشطته السياسية والتى كان يتم إجراؤها فى الغالب خلف الكواليس منذ إعلانه رغبته فى خوض الانتخابات فى أبريل الماضى، إذ يقول مستشاروه إنه لا ينوى تنظيم التجمعات بشكل متكرر هذا العام لكنه بدلا من ذلك سيركز هو وفريقه على جمع التبرعات.

وجمع بايدن أموالا لحملته فى جرينتش كونيتيكت فى فعالية استضافها ستيڤن ماندل وزوجته سو من شركة Lone Pine Capital LLC حيث تراوحت التذاكر من 50 ألف دولار إلى 100 ألف دولار. ومثلت هذه الفعالية بداية لحملة جمع التبرعات التى انطلقت منذ بداية يونيو فى نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو وضواحى ماريلاند. ووفقا لما ذكره شخصان مطلعان للوكالة، لم تكشف عن هويتهما، فإن جهود بايدن أصبحت تجلب أموالا طائلة للحملة إذ قالا إنه يتبع استراتيچية مشابهة لإحدى الاستراتيچيات التى اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما بعد إطلاق حملة إعادة انتخابه والتى تمثلت فى جمع الأموال من المساهمين الديمقراطيين الأكثر ولاءً فى وقت مبكر.

وتخطط مديرة حملة بايدن چولى شافيز رودريجيز ونائبها كوينتين فولكس والمدير التنفيذى لشركة DNC سام كورنال لزيارة 6 مدن هذا الصيف للقاء المانحين والمسئولين المحليين وقادة المجتمع لدعم حملة بايدن والحصول على دعم لاستراتيچيتهم وفقا لمسؤول فى الحملة. ووفقا لآخر استطلاع أجرته شبكة «سى بى إس نيوز» بالاشتراك مع يو جوف فإن ما يقرب من ستة من كل 10 أمريكيين لا يوافقون على أداء بايدن وثلثهم فقط يقولون إنه يجب أن يسعى لإعادة انتخابه؛ كما أنه حظى بتأييد ثلثى الأمريكيين من أصل إفريقى رغم تأييد ما يقرب من 90 % منهم له فى عام 2020 وبلغت نسبة رفضه بين الأمريكيين من أصل لاتينى 59 %.

ونشر بايدن 80 عاما مقطع فيديو دشن به حملته الانتخابية المرتقبة على تويتر؛ وقال فى الفيديو إن الحريات الشخصية فى الولايات المتحدة تحت هجوم من المتطرفين الجمهوريين. وقال بايدن الذى سيصبح عمره 86 عاما حين ينهى ولايته الثانية كل جيل تأتى أمامه لحظة يجب أن يدافع فيها عن الديمقراطية وأن يدافع عن حرياته الأساسية أعتقد أن هذه هى لحظتنا. وأضاف: لهذا قررت أن أسعى لإعادة انتخابى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية انضموا إلىَّ لننهى المهمة. وستدير حملة بايدن چولى تشاڤيز رودريجيز 45 عاما وهى ناشطة سياسية معروفة ومديرة مكتب الشئون الحكومية فى البيت الأبيض. وعقب الإعلان عن ترشحه اعتبر الحزب الجمهورى أن بايدن منفصل عن الواقع. وقالت اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى إن بايدن منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعدما تسبب بأزمة بعد الأخرى يرى نفسه جديرا بأربع سنوات إضافية محذرة من أنه فى حال فوزه فإن التضخم سيواصل ارتفاعه الصاروخى؛ ومعدلات الجريمة سترتفع والمزيد من الفنتانيل سيعبر حدودنا المفتوحة والعائلات الأمريكية ستكون أسوأ حالا.

والمتوقع إن بايدن الذى يدور جدل حول صحته وعمره المتقدم يراهن على الإنجازات التشريعية التى حققها فى ولايته الأولى وأن خبرته التى تزيد على50 عاما فى واشنطن ستتغلب على المخاوف المتعلقة بعمره. ويواجه بايدن طريقا سلسا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى نظرا لعدم وجود منافسة مع ديمقراطيين آخرين؛ ولكن يتوقع أن يواجه صراعاً شاقا للاحتفاظ بالرئاسة فى دولة منقسمة انقساما حادا. ويتزامن إعلان إعادة الترشح مع الذكرى الرابعة لإعلان بايدن عن خوض السباق نحو البيت الأبيض فى عام 2019 عندما وعد باستعادة روح الأمة فى ظل الفترة الرئاسية المضطربة للرئيس السابق دونالد ترامب. ولكن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال وفقا لبلومبرج. ورغم أن مسألة السعى إلى إعادة الانتخاب يعد من المسلمات بالنسبة لمعظم الرؤساء المعاصرين؛ لم يكن الأمر كذلك دائما بالنسبة لبايدن إذ قال عدد كبير من الناخبين الديمقراطيين إنهم يفضلون عدم ترشحه فى الانتخابات المقبلة لأسباب منها عمره. ووصف بايدن هذه المخاوف بأنها مشروعة تماما. 

ومع ذلك، أدت بعض الأمور إلى توحيد الناخبين الديمقراطيين مثل احتمالية عودة ترامب إلى السلطة واستقرار المكانة السياسية لبايدن داخل حزبه بعد أن حقق الديمقراطيون أداءً أقوى من المتوقع فى انتخابات التجديد النصفى التى أجريت العام الماضى. وبينما تبدأ ملامح حملة بايدن فى التبلور يخطط الرئيس للترويج لسجل إنجازاته. وأمضى الرئيس أول عامين من ولايته فى مكافحة ڤيروس كورونا وتمرير مشاريع قوانين رئيسية مثل مشروع قانون البنية التحتية المدعوم من الحزبين والتشريعات الخاصة بتعزيز صناعة التكنولوچيا الفائقة والإجراءات المناخية. ومع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب فى الوقت الحالى؛ وجه بايدن تركيزه إلى تنفيذ هذه القوانين الهائلة والتأكد من أن الناخبين يرجعون الفضل إليه فى التطورات؛ مع زيادة حدة الاختلاف مع الحزب الجمهورى قبل المواجهة المتوقعة بشأن رفع سقف الاقتراض فى البلاد مما قد يكون له عواقب مدمرة على اقتصاد الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يدعو بايدن الناخبين خلال حملته إلى منحه فرصة أخرى لتحقيق الأهداف السياسية والوعود التى قدمها فى حملته الأولى ولم يتم الوفاء بها بعد.

وفى الوقت الحالى يعد ترامب المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهورى مما ينذر بمواجهة جديدة بينهما فى الانتخابات الرئاسية لعام 2024. ويخطط بايدن للاستمرار فى وصف جميع الجمهوريين بأنهم يتبعون سياسات «MAGA» المتطرفة فى إشارة إلى شعار حملة ترامب «فلنجعل أمريكا عظيمة من جديد».