الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لدفع جهود التسوية وتعزيز التعاون بين البلدين.. رئيس البرلمان المصرى يزور ليبيا للمرة الأولى لدعم الحوار

زار رئيس مجلس النواب المصرى حنفى جبالى مدينة بنغازى شرق ليبيا الأسبوع الماضى على رأس وفد برلمانى، حيث ألقى كلمة خلال جلسة رسمية لمجلس النواب الليبى.. وقال جبالى، الذى يزور ليبيا للمرة الأولى، إنه جاء لدعم البرلمان الليبى «فى قيادة الحوار الليبى الليبى» باعتباره السلطة المنتخبة من الشعب، مشددًا على دعم مصر لسيادة واستقرار ووحدة ليبيا ومسار الحل السياسى للأزمة الليبية، وحق الليبيين فى الحفاظ على هويتهم الوطنية ووحدة أراضيهم بعيدًا عن الأيديولوجية أو القبلية التى تدفع إلى انقسام».



 

 دعوة إلى مجلسى النواب والدولة

وشدد «جبالى» على حرص القيادة السياسية المصرية على تقديم جميع أشكال الدعم لكل ما من شأنه تحقيق استقرار ووحدة وسلامة ليبيا.

وأوضح أن بلاده دأبت على التأكيد بالقول والعمل على حرصها على دعم سيادة واستقرار ووحدة ليبيا، ولم تألو جهدًا لدعم مسار التسوية السياسة للأزمة الليبية، انطلاقًا من ثوابت راسخة لا تقبل التجزئة ألا وهى حق الليبيين فى الحفاظ على هويتهم الوطنية ووحدة أراضيهم، بعيدًا عن الأيديولوجية أو القبيلة أو المناطقية، التى تدفع إلى تقسيم الدولة الليبية، مشيرًا إلى أن أهم تلك الثوابت مبدأ الملكية الليبية للعملية السياسة التى تهدف إلى استعادة السلم والأمن وبناء مؤسسات الدولة، من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى أقرب فرصة ممكنة ورفض أشكال التدخلات الخارجية، بما لديها من مآرب تستهدف النيل من استقرار ووحدة ليبيا وثروات ومقدرات الشعب الليبى، بالإضافة إلى تشكيل قاعدة انطلاق لتهديد دول الجوار، الأمر الذى يشكل تهديدًا للأمن القومى الإقليمى والدولى.

وكشف «جبالى» أنه فى ضوء هذه الثوابت استضافت مصر على مدار عام ونصف العام، اجتماعات المسار الدستورى برعاية الأمم المتحدة، التى توجت بالتوافق الذى جرى بمقر مجلس النواب المصرى فى القاهرة بين المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، وخالد المشرى، رئيس المجلس الأعلى للدولة، إذ توافق الأشقاء على القاعدة الدستورية التى تمثل نقطة انطلاق نحو بناء المؤسسات الليبية وهو ما رحب به كل الأطراف والشركاء الدوليين.

وتابع: «شهدنا بالفعل عددًا من الخطوات التى تلت هذا التوافق من خلال تشكيل لجنة 6+6 المشتركة من مجلسى النواب والأعلى للدولة الليبيين، بهدف إعداد القوانين الخاصة بالانتخابات الليبية نحو استكمال استحقاقات الدولة الليبية».

ووجه «جبالى» حديثه إلى أعضاء مجلس النواب الليبى «لقد أتينا إليكم اليوم للتعبير عن دعمنا الصادق لكم ولدوركم فى قيادة الحوار الليبى – الليبى، باعتباركم السلطة المُنتخبة من جانب الشعب الليبى».

ودعا رئيس مجلس النواب المصرى، أعضاء المجلسين النيابى والأعلى للدولة الليبيين، إلى ضرورة مواصلة دورهما فى إطار الصلاحيات المنصوص عليها فى اتفاق الصخيرات، بما يهدف إلى استيفاء جميع الأطر اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى ليبيا، تحقيقًا لتطلعات الشعب الليبى.

بدوره، قال أحمد العوضى رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، فى كلمته خلال جلسة البرلمان الليبى ، «لقد جئنا اليوم بوفد برئاسة رئيس مجلس النواب، لزيارة دولة ليبيا الشقيقة التى تربطنا بها علاقات تاريخية وعلاقات من قديم الأزل، وهذه العلاقات موجودة مع الشعب الليبى وليست كدولة شقيقة فقط ولكن كدولة تربطنا بها علاقات نسب وجذور من عائلات ليبية موجودة داخل الأراضى المصرية».

وأضاف: «زيارتنا اليوم لدعم الشعب الليبى ودعم مجلس النواب الليبى، لأن استقرار ليبيا مرتبط بالأمن القومى المصرى، والقيادة السياسية بمصر حريصة كل الحرص على أمن واستقرار ليبيا وعودة ليبيا كما كانت دولة موحدة».

وتابع «العوضى»: «ندعو الله فى هذه الأيام المباركة من شهر ذى الحجة أن تعود ليبيا دولة مستقرة وموجود بها كل الكيانات الموجودة وكل المؤسسات الليبية وأحفاد عمر المختار قادرون على الوصول لهذا الحل والتواجد، فكل التأييد والدعم للشعب الليبى والدولة الليبية».

عقيلة يشيد بدعم مصر

وأشاد رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح بـ«الدور التاريخى» لمصر فى دعم ليبيا، منذ فترة الاستعمار عندما قدمت الدعم لليبيين بالسلاح وغيره من أجل التحرر، كما استضافت تأسيس الجيش الليبى إبان حقبة المملكة، مشيدا بدورها المحورى فى الملف الليبى الآن تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأعرب «صالح»، خلال جلسة بالبرلمان الليبى حضرها حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب المصرى، رفقة وفد برلمانى، عن تقديره للدور الذى تلعبه مصر فى دعم ليبيا وشعبها، مستعرضًا بعض المحطات التاريخية بين البلدين، التى كان أبرزها تأسيس المقاومة والجيش الليبى فى مصر لقيادة عمليات تحرير ليبيا من الاحتلال الإيطالى.

وحول المشهد السياسى وجهود لجنة «6+6»، أكد «صالح» أن البرلمان الليبى سيعمل مع مجلس الدولة على تشكيل حكومة تتولى العمل على الاستحقاق الرئاسى فى أقرب وقت ممكن.

وشدد على تقديره للجهود التى قامت بها لجنة «6+6» من أجل تقريب وجهات النظر، بغية الوصول إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والاستمرار فى تنفيذ ما ورد بالاتفاق الليبى، وصولًا بالبلاد إلى السلام والأمن.

وتابع رئيس مجلس النواب الليبى، أنّ السلطة التشريعية التى تملك التشريع فى ليبيا هى مجلس النواب، مشددًا على أن دعم مصر لبلاده ليس موقفًا غريبًا على مصر، فقد كان رئيس مصر عبدالفتاح السيسى مع الليبيين منذ الأيام الأولى، وذلك حتى يلتئم شمل الليبيين وتكون ليبيا دولة واضحة.

وأوضح المستشار عقيلة صالح أنّه تحدث مع حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب المصرى، عن ملاحظاته على اتفاق 6+6، مشددًا على أن مجلس النواب الليبى يصدر القوانين: «تسلمنا النسخة الأصلية من المخرجات وسندرسها فى المجلس بعد العيد، وسيصدر قانون الانتخابات، ولدينا ملاحظات قد تكون فنية وتنظيمية لن تؤثر فى الجوهر».

ولفت «صالح» إلى أن زيارة رئيس مجلس النواب المصرى لمجلس النواب الليبى تاريخية، إذ إنه أول رئيس برلمان عربى يزور مجلس النواب: «هذا الدعم سيسمعه كل العالم، ومصر تدعم ليبيا، وما قلناه فى هذا الصدد اليوم لم يكن عملًا سياسيًا أو مجاملة لمصر، لكن مصر التاريخ والحضارة ولها منّا كل التحية والتقدير».

وحول الدعم المصرى غير المشروط لبلاده، والمختلف فى شكل الدعم المصرى قياسًا بباقى أشكال التدخل، أكد رئيس مجلس النواب الليبى: «الكثير من الدول لديها مصالح وصلت إلى درجة من يحكم ليبيا؟ ولكن، لم نسمع مرة واحدة من المصريين من يحكم ليبيا أو من يكون رئيس وزراء ومن يكون وزيرًا فى ليبيا؟ لم نسمع من مصر إلا دعم ليبيا؛ حفاظًا على وحدتها واستقلالها وكرامة الليبيين».

 دور مصرى مهم

دور مصر يأخذ خطًا واضحًا ومتميزًا عن أطراف إقليمية أخرى، بالوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية قدر الإمكان، ومحاولة تقريب وجهات النظر، كما يؤكد المحلل السياسى الليبى محمد الأسمر.

وتكلل الجهد المصرى فى دعم الأطراف الليبية نحو حل الأزمة بإعلان التوافقات الدستورية بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشرى فى يناير من العام الجارى، كما يشير الأسمر. حيث جرى البناء على تلك الخطوة عبر إصدار التعديل الدستورى الثالث عشر والذى مكن من تشكيل لجنة «6+6» المعنية بإعداد القوانين الانتخابات.

وأثنى عز الدين قويرب، عضو مجلس النواب الليبى، على الدور المصرى مُثمنًا الدعم والمساندة التى تقدمها مصر قيادةً وشعبًا للشعب الليبى

وأضاف عضو مجلس النواب الليبى أن ليبيا لن تنسى المواقف المصرية المشرفة مع الشعب الليبى.

وتابع أن نواب البرلمان قاموا بوضع القوانين وتقديمها إلى مجلس النواب من خلال لجنة 6+6,لافتًا إلى أنه من حق نواب البرلمان إبداء آرائهم فى مسودة اللجنة، وعلى أعضاء اللجنة تقديم التبرير للقوانين الواردة فى المسودة.

وأشار إلى أن ما خرج من لجنة 6+6 يُمكن البناء عليه، مع الأخذ فى الاعتبار أن المسودة من الممكن أن تحتاج إلى بعض التعديلات، بحسب رؤية أعضاء البرلمان الليبى.

وأوضح أن اللجنة مُستعدة للجلوس مع نواب البرلمان الليبى وأعضاء اللجنة من البرلمانيين للتناقش حول مخرجات المسودة.

بجانب ذلك، ثمن فوزى الطاهر النائب الأول لرئيس البرلمان الليبى، الجهود المصرية لدعم استقرار ليبيا، باستضافتها اجتماعات لجنتى مجلس النواب ومجلس الدولة الليبيين، وهو ما أسهم فى إنجاز خطوات كبيرة نحو المسار الدستورى.

وقال فى تصريحات صحفية إنّ زيارة وفد من مجلس النواب المصرى برئاسة المستشار حنفى جبالى، لمجلس النواب الليبى تأتى فى إطار تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، وتعزيز أواصر العلاقات الأخوية بين مصر وليبيا.

وأوضح أنه فى ظل التدخلات الخارجية التى شهدتها البلاد على مدار السنوات الماضية، فإن مجلس النواب هو آخر جسم منتخب يمثل الشرعية فى ليبيا، كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار، ويمثل الليبيين من جميع التوجهات وفى أرجاء الوطن كافة.وعن الخلافات والتداخلات فى الشأن الليبى، قال الطاهر إن المسار الدستورى تعطل بسبب بعض الخلافات والتدخلات والتغيرات التى مرت بها ليبيا عقب الثورة. وشدد على ضرورة التمسك بدور البرلمان الليبى لإنجاز جميع الاستحقاقات، من أجل المضى قدمًا نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وقال فتحى المريمى، المستشار الإعلامى لمجلس النواب الليبى، إن بعثة الأمم المتحدة تحاول أن تلعب دورًا فى احتواء الأمور بليبيا، إلا أن الليبيين لديهم إرادة حقيقية وجب على الجميع احترامها، ويتبقى على بعثة الأمم المتحدة مساعدة الشعب الليبى فى إجراء الانتخابات وتقريب وجهات النظر، موضحا أن هناك خطوات جرى اتخاذها تمهد الطريق للانتخابات الرئاسية، خصوصًا بعد اجتماعات 6+6 التى وصلت إلى نسبة كبيرة من التفاهمات.

وأعرب عن سعادته بزيارة المستشار حنفى جبالى رئيس مجلس النواب المصرى لليبيا، واصفا إياها بالزيارة التاريخية، خاصة أن مصر هى الشقيقة والجارة الكبرى وعلى مدى السنوات تدعم الشعب الليبى فى أزماته. وتابع: «إننا حريصون على تبادل الخبرات مع مصر فى المجالات كلها وجميع مشاكلنا، والقضايا يجرى طرحها على الأشقاء فى الدولة المصرية؛ لأنها باستمرار تقدم يد العون والمساعدة، فأمن ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى».

 لجنة 6+6 فى ليبيا

قال الدكتور عبدالسلام نصية، عضو مجلس النواب الليبى: إنَّ ليبيا تمر بمرحلة حرجة، وعمل لجنة 6+6 المكلفة بوضع قواعد العملية الانتخابية ضرورى للعملية السياسية.

وفى تصريحات صحفية له ، أوضح «نصية» أنَّ جلسة النواب التى عُقدت شهدت الكثير من التحفظات على ما توصلت إليه لجنة 6+6، مشيرًا إلى أنَّ هناك أطرافًا ليبية أخرى عبَّرت عن مخاوفها من بعض التحفظات أيضًا.

وذكر عضو مجلس النواب الليبى، أنَّ النقاش داخل جلسة اليوم تركز حول تحفظات بعض الأعضاء بشأن بعض المسائل الإجرائية التى تهدف إلى نجاح الانتخابات الرئاسية.

وفى إطار التغيرات الإقليمية والصراع الدائر بين روسيا وأمريكا فى أوكرانيا، أكد «نصية» أننا متخوفون من نقل الصراع الإقليمى إلى ليبيا فى ظل هذه الفوضى ونرفض أى صراع إقليمى داخل الأراضى الليبية.

لافتًا إلى إصرارهم على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية واستعادة الدولة عن طريق وجود رئيس، ويجرى التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية، محذرًا من استمرار انتشار السلاح ووجود حكومتين لأن ذلك لا يكون فى صالح ليبيا.

 حكومة موحدة

وقال عبد الله اللافى، نائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى، إن زيارة المجلس للجامعة العربية تأتى فى إطار سلسلة لقاءات لحشد الدعم لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية فى ليبيا، مؤكدًا حاجة بلاده إلى حكومة موحدة قوية، وأن هناك مؤشرات لتعافى الاقتصاد.

وأكد «اللافى» أنه جرى مناقشة عملية الانسداد السياسى الحاصلة الآن فى العملية السياسية، ودعم مبادرة عبدالله باتيلى، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا.

وأوضح نائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى، أن اللقاء الذى جمعة بالسفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية وعدد من المستشارين بالجامعة، ناقش مسار مشروع المصالحة الوطنية وإلى أين وصل بمساراته الأربعة.

وأشار إلى أن المجلس الرئاسى أعدّ مشروع المصالحة الوطنية الليبية، لافتًا إلى أنه «إنتاج ليبي» من خلال رؤية استراتيجية بمشاركة مؤسسة الدولة الرئيسية، مؤكدًا جاهزية قانون العدالة الانتقالية، وأنه سيتم إحالته للسلطة التشريعية لاعتماده.

ولفت إلى أنه يتم الإعداد لتحديد موعد المؤتمر الجامع، وهو الأمر الذى تدعمه الجامعة العربية.

وشدد على أن المجلس الرئاسى الليبى يدعم مشاركة الجامعة العربية فى اللجنة التحضيرية للمصالحة، لأنها هى مفتاح الحل للأزمة السياسية فى ليبيا.

وقال إن الانتخابات فى ليبيا ليست غاية، وإنما هى وسيلة إلى الاستقرار والأمن والتداول السلمى على السلطة، لافتًا إلى ضرورة الحوار لاستعادة الثقة بين الأطراف السياسية الليبية.

وتابع: الانتخابات تحتاج إلى 3 مسارات فى مقدمتها وضع القوانين ثم البيئة المناسبة لإجرائها وأخيرًا القبول بالنتائج، لافتًا إلى أنه لابد من العمل على خلق بيئة مناسبة لإجراء الانتخابات، وهو الأمر الذى يسعى له المجلس الرئاسى الليبى

وذكر أن خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا مطلب شعبى، وأن المجلس الرئاسى الليبى يدعم جهود لجنة 5+5 لخروجهم وتوحيد المؤسسة العسكرية.

وشدد على أن العلاقات بين مصر وليبيا تاريخية واستراتيجية ومصير مشترك، وأن القاهرة تدعم العملية السياسية الليبية وخاصة مسار الانتخابات، وأن اجتماعات المسارات الليبية التى تعقد فى الدولة المصرية دائمًا إيجابية.