الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتزيد إنتاجية المحاصيل والأراضى الزراعية الزراعة الذكية مستقبل الأمن الغذائى المصرى

الأمن الغذائى فى مصر ملف توليه الدولة المصرية أهمية بالغة، خصوصًا فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والتغيرات المناخية وغيرهما من المشكلات الناتجة عن الحروب وتماشيا مع استراتيجية التنمية المستدامة فى مصر «رؤية 2030»، كما يأتى الاهتمام بملف الأمن الغذائى تنفيذًا للبرنامج الوطنى للأمن الغذائى لدعم الفئات الأكثر احتياجًا ولضمان حقوق الأجيال القادمة.



 

واهتمت الدولة المصرية فى التوسع فى المحاصيل الاستراتيجية رغم التحديات الكبيرة فى إنشاء تلك المشروعات، ما أدى إلى التوسع فى هذه المشروعات وزيادة معدلات إنتاج المحاصيل الاستراتيجية ومنها القمح وهو المكون الرئيسى للخبز الموجود على كل مائدة مصرية أيًا كانت طبقتها الاجتماعية ويحتل القمح المرتبة الأولى من حيث الإنتاج والمساحة المزروعة مقارنة بأى محصول من الحبوب فى مصر.. واتجهت الدولة لاتباع طريقة حديثة فى الزراعة وهى الزراعة الذكية القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتعتبر منهجًا لإنقاذ المحاصيل والأراضى الزراعية. 

فى هذا السياق يقول دكتور محمد على فهيم، مستشار وزير الزراعة، رئيس مركز تغير المناخ: إن الزراعة الذكية تضع فى اعتبارها الاستدامة وأيضا لا تضغط على الموارد الزراعية ولا تستهلكها بشكل أكثر من اللازم ولا تلوث البيئة وأيضًا لا ينتج عنها الاحتباس الحرارى ولا يوجد بها زيادة فى استخدام الكيماويات والمبيدات وتستطيع أن تتأقلم مع الظروف المناخية المختلفة وتوفر أكبر قدر من المياه والأرض وحتى نصل إلى تحقيق ذلك يجب أن يكون هناك أدوات والأدوات هنا أقصد بها التكنولوجيا بكل أنواعها سواء كانت تكنولوجيا لها علاقة بالآلات والماكينات الحديثة التى تستخدم فى الزراعة والحصاد والحرث أو متابعة المحصول أو الرش والتى تستخدم تقنية تكنولوجيا الاتصالات أيضًا باستخدام الأقمار الصناعية أو التصوير الجوى سواء بالروبوتات أو باستخدام طائرات الدرون ويمكن أيضًا أن نتحكم فى الزراعة تحت الصوب والتهوئة الآلية والرش والرى وكل ذلك يسمى زراعة ذكية.

ويتابع الدكتور محمد على، إذا سألنا هل مصر تحقق الأمن الغذائى لمواطنيها فالإجابة نعم، فالأمن الغذائى له أربعة محاور الأول أن السلعة موجودة، ليس المهم أن تكون محلية أو مستوردة المهم أن تكون فى متناول الناس المحور الثانى هو أن تكون متاحة فى أى وقت أى السلعة الضرورية التى تحتاجها متاحة بالأسواق والمحور الثالث أن تكون فى متناول الناس من حيث الأسعار والمحور الرابع أن تكون صحية وسليمة، فتلك هى محاور الأمن الغذائى فى أى مجتمع وأى دولة فى أى وقت.

ويوضح فى مصر نستطيع أن نقول إن تلك المحاور محققة بالفعل ولكن بها نوع من الهشاشة بمعنى أن المياه والأرض والإمكانيات موجودة ولكن نستورد كميات من السلع الغذائية مثل الحبوب وفول الصويا والذرة الصفراء فبالتالى نصبح فى مرحلة اللا يقين لأنه لو نفترض أن الأسواق حصلت بها مشكلة ما أو الدول المصدرة توقفت عن التصدير أو الأسعار العالمية زادت سيصبح لدينا قلق فى ملف الأمن الغذائى وهذا ليس له علاقة بأنه محقق لدينا أم لا ولكن تحقيقه أصبح صعبا بسبب ارتفاع الأسعار ومشاكل النقل والحروب وهناك مناطق كانت تنتج قمحًا نستورد منها مثلًا وأيضًا الأمور الداخلية مثل معدل الاستهلاك لدينا فهو مرتفع جدا بسبب الزيادة السكانية والأنماط الغذائية غير الصحيحة أحيانًا فنحن نستخدم بكثرة النشا والكربوهيدرات، قمح ومكرونة دقيق وهذا فى حد ذاته خطر على ملف الأمن الغذائى لأنه بهذا الشكل نركز على سلع معينة ونترك السلع الأساسية مثل البروتين سواء نباتى أو حيوانى والبيتاكاروتين، فالأمن الغذائى ليس مجرد زراعة أو سلع موجودة فى السوق وجودة السلع فقط، ولكن فجزء كبير من التغذية هو جزء من الأمن الغذائى.

 «مشروع شرق العوينات»

يعد مشروع شرق العوينات ثانى أكبر مشروع زراعى عملاق بجنوب مصر لزراعة القمح بمساحة تتجاوز 186 ألف فدان وتقع  منطقة شرق العوينات فى الجزء الجنوبى الغربى لمصر على بعد 365 كم جنوب واحة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد على بعد 500 كيلومتر من بحيرة ناصر حيث التربة الغنية والخالية من الملوثات، ما يجعلها مثالية، وتبلغ مساحتها 528 ألف فدان مقسمة إلى قطع نصفها موزع على شركات زراعية تنتج محاصيل متنوعة تقدر بنحو  3 ملايين طن سنويا.

وتوجد فى منطقة شرق العوينات قرية خدمية تسمى قرية العين بها نقطة إسعاف صغيرة ووحدة صحية ونقطة شرطة ومطار صغير، وقد دعمتها الحكومة بالمرافق وشبكات الاتصالات، وتعمل فى المنطقة 22 شركة استثمارية، تزرع مساحات شاسعة تُقدر بـ 220 ألف فدان بالمحاصيل المتنوعة على آبار المياه الجوفية والمستهدف الوصول بحجم الرقعة الزراعية إلى مليون فدان بمنطقة شرق العوينات بحلول عام 2030. 

وتستهدف الشركات الاستثمارية بمنطقة شرق العوينات العمل فى المجال الزراعى والحيوانى، وتسهم فى إنتاج كميات كبيرة من اللحوم للسوق المحلية، وتوجد فى المنطقة أكبر مزرعة مصرية للنعام، وانتهت الدولة من مشروع ربط منطقة شرق العوينات بالكهرباء من الشبكة الموحدة من أبوسمبل بتكلفة 1.6 مليار جنيه، وتم تنفيذ مشروع صوامع الغلال بسعة 60 ألف طن بتكلفة 120 مليون جنيه، وبالنسبة إلى القطن فقد أثبتت التحاليل الفنية لجودة الأقطان أن قطن شرق العوينات يتفوق على أجود الأقطان العالمية؛ حيث تمت زراعة 1000 فدان من الأقطان قصيرة التيلة بمنطقة من نوعى ليما وإيسا.

 وبالنسبة إلى التمور تضم المنطقة أكبر مزرعة للتمور على مساحة 40 ألف فدان بمعدل 2.5 مليون نخلة لأصناف مطلوبة فى الخارج ولها قيمة سعرية مرتفعة تعادل 5 أضعاف سعر الطن الحالى فى مصر؛ ومنها صنف بلح المجدول وتمر البرحى ومن المقرر استنساخ أصناف نادرة من التمور فى هذه المزرعة، وأيضا تضم المنطقة أكبر مزرعة للتمور على مساحة 40 ألف فدان بمعدل 2.5 مليون نخلة، فضلا عن دخول مصر موسوعة جينيس بأكبر مزرعة نخيل تمور فى العالم بمساحة 132 ألف كيلو مربع،

 مشروع مستقبل مصر 

 يقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج الضبعة الجديد، وهو الطريق الذى أُنشئ ضمن المشروع القومى للطرق، ويبعد 30 دقيقة عن مدينة السادس من أكتوبر، تم تقسيم المشروع إلى عدد 60طريقًا طوليًا، 35 طريقًا عرضيًا مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان.

ويعتبر موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدى العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات إلى جانب سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.

يهدف المشروع إلى تحقيق الأمن الغذائى وصولًا إلى الاكتفاء الذاتى تم البدء فى إنشاء منطقة صناعية على ثلاث مراحل طبقًا لأولويات التصنيع كالتالي:

 المرحلة الأولى: تشتمل على (ثلاجات بطاطس – محطات فرز وتعبئة – صوامع تخزين الغلال – محطات غربلة وإنتاج تقاوى – معامل تحليل التربة وأمراض النباتات)، والحالى منها (ثلاجات بطاطس بسعة 80 ألف طن – محطات فرز وتعبئة – صوامع تخزين الغلال سعة 20 ألف طن). 

 وتشتمل ​المرحلة الثانية على: (أنفاق تجميد خضروات وفاكهة – مصنع سناكس – مصنع بصل وثوم مجفف – مصنع تعبئة وتغليف بقوليات – مصنع تعبئة وتكرير زيوت – مصنع أعلاف ماشية – مزرعة أغنام وماشية) والمرحلة الثالثة تشتمل (مصنع إنتاج زيوت – محطة فرز وتعبئة برتقال).

 مشروع توشكى

يقع هذا المشروع بمنطقة توشكى جنوب أسوان بنحو 225 كيلومترًا، ويهدف لاستصلاح واستزراع 540 ألف فدان حول منخفضات توشكى، وذلك من خلال تخصيص هذه الأراضى لمستثمرين ولشركات تابعة للدولة، وفى إطار خطة الدولة لتوسيع رقعة المساحة المعمورة من 5 % إلى 25 % من مساحة مصر بكل ما يترتب عليه من آثار ديموجرافية واقتصادية واجتماعية وتمتاز منطقة توشكى بأرضها البكر التى لم تستخدم فيها المبيدات أو الكيماويات من قبل مما يضمن إنتاج محاصيل زراعية آمنة.

 يعتبر هذا المشروع إحدى صور نجاح الجمهورية الجديدة فى تدعيم ملف الأمن الغذائى وتحقيق التنمية المستدامة ضمن أهداف استراتيجية مصر 2030 والأكبر من نوعه فى قطاع الاستصلاح الزراعى فى الشرق الأوسط.

 الدلتا الجديدة

يشمل هذا المشروع مشروعى مستقبل مصر، وجنوب محور الضبعة ويقام المشروع بمنطقة جنوب محور الضبعة غرب مشروع مستقبل مصر، بالقرب من الدلتا القديمة وشبكة الطرق والموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية، ويربط بين الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة وذلك على مساحة 500 ألف فدان وتم إجراء حصر لمساحة 688 ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر وبعد الدراسة اتضح أن أكثر 90 ٪ من المساحة، صالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية وتبلغ 500 ألف فدان وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة وسيتم إنشاء محطة عملاقة طاقة 6 ملايين م3 / يوم لمعالجة مياه الصرف الزراعى لاستغلالها مرة أخرى.