الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سينما 30 يونيو

«السينما هى كيفية أن تعيش أكثر من حياة.. حياة جديدة مع كل فيلم تشاهده».. كلمات عبر بها المخرج الأمريكى «روبرت ألتمان» عن السينما. ذلك العالم الذى يستطيع إعادة سرد الحكاية علينا مرة بعد أخرى ليُذكرك بأدق التفاصيل ويجعلك تستعيد المشاعر بكل ما فيها من فرح أو حزن ليُعيدك لتلك اللحظة فى كل مرة كأنها الأولى.



 

وللسينما الواقعية التى تؤرخ الأحداث التاريخية، قوة تجعلها تحفظ التاريخ وتعيد سرده مرة أخرى بطريقتها الخاصة لتبقى معها حالة المشاعر الخاصة بذلك الحدث على مر العصور. وهو ما يجعلنا نشاهد أفلامًا عن ثورة 1919 أو انتصارات أكتوبر1973 وكأننا كنا هناك. وبعد مرور عشرة أعوام على ثورة 30 يونيو. نتأمل هذه الأفلام التى توثق هذا الحدث سواء كانت أفلامًا روائية أو وثائقية.

 الروائية.. القليلة

على صعيد السينما الروائية ليس هناك الكثير من الأفلام التى توثق للحدث بشكل مباشر، فأغلب الأفلام كانت تتناول الحدث بالإشارة من بعيد.. مثل فيلم (اشتباك) عام 2016 إخراج «محمد دياب» وبطولة «نيللى كريم وهانى عادل». والذى تدور أحداثه داخل عربة ترحيلات فى أحد الأيام التى أعقبت سقوط حكم الإخوان فى مصر عام 2013، بين المظاهرات المؤيدة للإخوان والمعارضة لهم. ويحذر الفيلم من تأثير الانقسام على مستقبل مصر. 

وفى إطار السينما الكوميدية يأتى فيلم (المشخصاتى 2) عام 2016 إخراج «محمد أبو سيف» وبطولة «تامر عبدالمنعم» حيث تناول الحديث عن الفترة ما بين 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 وتناول بشكل ساخر الشخصيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.

وفى 30 يونيو عام 2017 تم عرض فيلم (جواب اعتقال) إخراج «محمد سامى» وبطولة «محمد رمضان». وقد حاول الفيلم اكتشاف «سيكولوجية المتطرف» منذ طفولته ليتحول إلى قنبلة موقوتة، ويشرح العمل معمل صناعة الإرهاب من الداخل سواء كان الإرهابى الفعلى الذى يكفر المجتمع ويشرع القتل ويده نظيفة لا يمسسها الدم أو الأداة «الدماغ المغسول» الذى برمج على الطاعة دون تفكير.

وفى نفس العام 2017 عرض فيلم (الخلية) إخراج «طارق العريان» وبطولة «أحمد عز». ويتناول الفيلم جرائم الإرهاب من خلال قصة ضابط عمليات خاصة يتصدى لإرهابى. 

وبالعودة للأفلام الكوميدية نجد أن فيلم (القرموطى فى أرض النار) إخراج «أحمد البدرى» وبطولة «أحمد آدم». يقدم هو الآخر قصة عن اصطدام بطله «القرموطى» بأعضاء من تنظيم داعش الإرهابى. وينتهى الفيلم برسالة مباشرة عن توجيه الجيش المصرى ضربات لأوكار التنظيم الإرهابى فى ليبيا. 

 الوثائقية الصادقة

أما على صعيد الأفلام الوثائقية فتعددت الأفلام التى وثقت للحدث بشكل مباشر أكثر من السينما الروائية. فكانت البداية عام 2013 حينما قامت قناة صدى البلد بصناعة فيلم وثائقى يروى تفاصيل حكم الإخوان فى مصر من بداية الحكم عام 2012 حتى سقوط الرئيس المعزول «محمد مرسى».. وفى عام 2017 تم إنتاج الفيلم التسجيلى (30 يونيو حتمية الثورة) ويتناول الحديث عن فترة حكم الإخوان أيضًا وصولا للثلاثين من يونيو. وفى العام 2021 قامت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنتاج الفيلم الوثائقى (القرار) الذى عرض كختام للجزء الثالث من مسلسل (الاختيار) ويسرد الأحداث والكواليس التى سبقت وزامنت 30 يونيو.. وفى يونيو 2022 أنتجت إدارة الشئون المعنوية وزارة الدفاع المصرية الفيلم التسجيلى (إرادة وطن) والذى يقص حكاية الوطن منذ نكسة 1967 وصولا للثلاثين من يونيو. وفى نفس العام تم إنتاج الفيلم الوثائقى (وطن للجميع) الذى يتحدث عن فترة حكم الإخوان أيضًا حتى قيام ثورة الثلاثين من يونيو. وكانت آخر تلك الأفلام السلسلة التى عرضتها القناة الوثائقية تحت عنوان (حتى لا تكون آفة حارتنا النسيان)، والتى استعرضت فيها أحداث يونيو 2013. بكل ما ارتكبه الإخوان أثناء حكمهم وموقف الجيش المصرى آنذاك.

 كلمة أخيرة

هل بعد مرور عشر سنوات على ثورة 30 يونيو استطاعت السينما سواء الروائية أو الوثائقية أن تمنح هذا الحدث الجلل الطرح اللازم والمفترض.. هذا ما سألناه للناقدة السينمائية «ماجدة موريس» التى قالت: «الأفلام الروائية التى قدمت من أجل توثيق ثورة الثلاثين من يونيو قليلة جدًا ويُعتبر فيلم (اشتباك) هو الفيلم الوحيد الذى يمثل تصويرًا لفترة الصراع ما بين مؤيد ومعارض بين الشعب الرافض وجود الإخوان وبين البعض المؤيد له. إنما بقية الأفلام الروائية التى قُدمت كانت إشارات بعيدة وأحيانا غير واضحة، ولكن على العكس فهناك العديد من الأفلام التسجيلية التى قُدمت لتوثيق تلك الفترة. ومع ذلك لاتزال الأفلام التى تم تقديمها عن هذه الثورة قليلة ونحن فى حاجة لأفلام أخرى وتحليلات سينمائية سواء روائية أو تسجيلية. ونحتاج لحكايات تروى عن أناس تحسنت حياتهم. فكل ما نحن فى حاجته كتّاب ومخرجين أذكياء لأننا نفتقد للأفلام الجميلة التى توثق لروح الثورة، فمثلا بعد ثورة يناير شاهدنا أفلامًا حملت أبعادًا إنسانية رائعة، وهذا ما يجعلها قادر على الاستمرارية والبقاء لعصور وهذا ما نحتاج إليه لتوثيق ثورة يونيو، الجانب الإنسانى الذى يعد الأهم والأبقى».