الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(الطريق إلى 30 يونيو).. تفاصيل الأسبوع الثالث من شهر نهاية الجماعة الإرهابية: الإخوان يقتلون المصريين فى أبوالنمرس.. ومرسى يواجه الثوار بخطاب (فودة وعاشور)

حتى لا ننسَى.. نستكمل سَويًا ونقدم قراءة تحليلية لأيام واحد من الشهور الحاسمة فى تاريخ وطننا مصر وهو شهر يونيو من عام 2013 والذى كتب نهاية جماعة الإخوان الإرهابية وتحرير الشعب من فاشيتهم ومحاولة اختطافهم إلى مصير كانت نهايته واضحة منذ اليوم الأول لتوليهم السُّلطة وهو (الدمار والحرب الأهلية).



وقد شهد الأسبوع الثالث من يونيو 2013 العديدَ من الأحداث التى مَهدت ليوم الخلاص من «مرسى» وجماعته فى نهاية الشهر نفسه، منها ما يدل على طائفية الجماعة وأنها لا تقبل الآخر، وشهد ما يعكس عدم احترام مرسى للقانون ودستور الدولة.. كل هذا بخلاف الخطاب (الغريب) الذى تحدى فيه إرادة الشعب متمسكًا بشرعية لم تكن موجودة سوى فى خياله وخيال مكتب الإرشاد.

 

 24 يونيو

(الزمان) 25 يونيو 2013.. (المكان) قرية أبوالنمرس.. أمّا ما حدث فكان غريبًا على الشعب المصرى المتسامح وإن لم يكن غريبًا على الجماعة الإرهابية.. وما حدث كان مجزرة انتهت بسحل وقتل 4 من الشيعة أبرزهم القيادى الشيعى حسن شحاتة.. الجريمة استمرت 8 ساعات كاملة، وتنوعت أدوات الضرب والسحل من الركل بالأيدى للطعن بالأسلحة البيضاء والشوم والطوب.. الشرطة وصلت بعد عمليات السحل والضرب ونقلت الضحايا الـ4 بين قتلى ومصابين إلى مستشفى الحوامدية، بينما ألقى الأهالى بالطوب والحجارة على أفراد الشرطة وأصابوا البعض منهم.

البداية كانت بحضور القيادى الشيعى حسن شحاتة إلى «أبوالنمرس» فى الثانية من ظهر يوم 23 يونيو.. والشيخ «حسن» معروف لدى الشيعة ومن منطقة «أبوكبير» بالشرقية.. حضور الشيخ حسن لمنزل شخص يدعى شحات عمر العريان فى «أبوالنمرس» كان لإقامة حفل بمنتصف ليلة النصف من شعبان، يشاركهما فيه 30 من المنتمين للشيعة يسكنون بالقرية.. الشيخ حسن شحاتة حضر من الشرقية ومعه 2 من أشقائه هما إبراهيم وشحاتة وشخص رابع مجهول حتى الآن.. والـ4 لقوا مصرعهم فى «المجزرة» بقيادة عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية بعد تحريضهم لبعض أهالى القرية بعد أن رددوا عليهم أن الشيعة كفار، وأحضر شباب الإخوان عددًا من زجاجات المولوتوف وقاموا بإلقائها على المنزل الذى كان متواجدًا به الشيخ حسن شحاتة ومن معه.

 سحل 4 أشخاص

 واقتحم البعض المنزل وتم تحطيم محتوياته والفتك بهؤلاء الأشخاص وتمكنت العناصر الإخوانية من الإمساك بـ4 أشخاص، هم: الشيخ حسن شحاتة و3 آخرون لتبدأ وصلات السحل والتعذيب. السحل 3ساعات: يدخل الأهالى إلى المنزل ويسحبون الضحايا الـ4 إلى الشارع، ويعتدون عليهم بالسحل والضرب والركل والطعن بالأسلحة البيضاء.. لا تتوقف ألسنة الأهالى عن ترديد الهتافات أثناء سحلهم للقيادى حسن شحاتة وباقى الضحايا.. وتواصل تعذيبهم لمدة 3 ساعات باستخدام أدوات القتال (العصى والشوم والأسلحة البيضاء والآلات الحادة)، حتى نثروا أجزاء من أجسادهم وسالت دماؤهم فى شوارع القرية، ولم يتركوهم إلا بعد أن تمكنت المباحث من السيطرة عليهم، بعد الدفع بقرابة 5 تشكيلات أمن مركزى، ونقلت جثث القتلى داخل سيارة أمن مركزى إلى مستشفى الحوامدية.

اشتباك مرسى والنائب العام

وشهد يوم 26 يونيو 2013.. قيام دائرة رجال القضاء بمحكمة النقض برفض دعوى النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود التى طالب فيها بوقف تنفيذ الإعلان الدستورى الصادر من الرئيس محمد مرسى فى نوفمبر 2012 وحدد فيه مدة عمل النائب العام بأربع سنوات أوجبت عزل النائب العام السابق وتعيين النائب العام وقتها طلعت عبدالله فى منصبه.

وقررت المحكمة ضم الطعون المقدمة على حُكم بُطلان تعيين النائب العام الجديد وقتها (المستشار طلعت عبدالله) لنظرها فى جلسة واحدة بتاريخ 2 يوليو 2013، وقال وقتها المستشار مدحت سعد الدين، نائب رئيس محكمة النقض ووكيل المستشار عبدالمجيد محمود إن الحُكم تعلق بجزء من الطلبات المبداة وهى الخاصة بوقف تنفيذ الإعلانات الدستورية الصادرة فى 21 نوفمبر2012 و8 مارس 2013.

 طعن عبدالمجيد محمود

وأشار سعد الدين إلى أنه تقدم بمذكرة إلى هيئة المحكمة فى جلسة للرد على ما ورد فى مذكرة نيابة النقض التى أوصت برفض طعن النائب العام السابق لعدم المصلحة، كما أنه قدّم ردودًا وافية على كل ما ورد بمذكرة نيابة النقض وسلمها للمحكمة، وأوضح قائلًا: إذا كان النائب العام وهو عضو مجلس القضاء الأعلى قد عُزل من منصبه وفقًا للإعلان الدستورى فكيف لا يكون مختصمًا فى الدعوى أو ليس صاحب مصلحة كما ذكرت النيابة فى رأيها حول الطعون المقدمة.

خطاب الأزمة

فى يوم 26 يونيو.. خرج مرسى بخطاب جديد يعلن تحديه إرادة الشعب مساء هذا اليوم وانتهى بعد منتصف الليل (فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى)، وفى هذا الخطاب هاجم مرسى كل الأطراف بداية من منافسه فى الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق، مرورًا بالقضاة، وحتى مَن وصفهم بالبلطجية من رجال الحزب الوطنى المنحل «فودة من المنصورة، وعاشور من الشرقية»، مختزلاً أزمة انقطاع الكهرباء فى رشوة شاب لفصلها.

الخطاب الذى استمر لمدة ساعتين و36 دقيقة كان فارقًا فى تأكيد الشعب المصرى أنه («مفيش» فايدة) من غباء مرسى وجماعته..وأن الخلاص منهم واجب وفرض عين، فبدلاً من أن يستمع الناس لخطاب لحل الأزمات استمعوا لخطاب هو فى حد ذاته (أزمة)؛ خصوصًا أنه أخذ يهدد ويتوعد بشكل هستيرى!

 تجاهل التظاهرات

تجاهل محمد مرسى، فى خطابه الذى ألقاه بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، الدعوات لمظاهرات 30 يونيو؛ حيث ارتفعت المَطالب من إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، إلى إسقاط نظام الحُكم، كما وجّه مرسى العديد من التهديدات والوعيد لرجال الأعمال وبعض الشخصيات.

وقد هاجم عددًا من رجال الأعمال فى خطابه قائلًا: «محمد الأمين وأحمد بهجت مسلطين علينا القنوات بتاعتهم»، متهمًا كلاً من «الأمين» و«بهجت» بالتهرب من الضرائب، ورُغْمَ الاشتباكات التى شهدتها مدينة المنصورة قبل سويعات من الخطاب؛ بدأ مرسى حديثه بتهنئة المواطنين بقرب حلول شهر رمضان، قائلًا: «اسمحوا لى فى بداية هذه الكلمة أن أنقل إلى أهل مصر التحية الواجبة باقتراب شهر رمضان».

 مهاجمة مكرم محمد أحمد

وقال مرسى: «هناك البعض يتحدث باسم الثوار، لكنه لم يكن من الثوار مثل مكرم محمد أحمد، من امتى مكرم كان من الثوار؟، وصفوت الشريف، وزكريا عزمى بكره يطلعوا من الثوار!.. ما كله بيطلع براءة!». واستطرد: إن هناك مَن يتوهمون إمكان إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء.. مضيفًا: إن بعض بقايا النظام السابق من المستفيدين منه يعز عليهم أن تكون مصر بجيشها وشرطتها «مع بعض».

وأضاف مرسى: إن الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية، متهم فى قضايا ومطلوب للعدالة، ويعمل على قلب نظام الحُكم من الخارج.. مضيفًا: «عليه قضية كبيرة فى أرض الطيارين، وهناك من يذهب إليه».. وأضاف مستنكرًا: «هو شفيق من الثوار؟!». وأضاف: على محمد أحمد النمر قاضٍ مزوّر.. ودعا الفريق شفيق أن يرجع إلى أرض الوطن حتى يذهب إلى المحكمة. وتابع ساخرًا: «هيطلع فى تزوير فى الانتخابات!»، وأضاف: «لكن القضاء محترم وهيشوف الحقيقة، إن كان هناك فساد سيطهره القضاة من أنفسهم».

فودة وعاشور

وقال مرسى إن هناك شخصًا فى المنصورة اسمه «فودة»، وآخر فى الشرقية يدعى «عاشور»، وآخر فى المعادى يعطون البلطجية فلوسًا وأسلحة ليرهبوا الشعب.. وتابع أنه يحترم الثوار الذين لهم مطالب.. مشيرًا إلى أن مهمة وزارة الداخلية كبيرة، ولا ينامون.. مؤكدًا أن انتقاء السوس من الجسد العظيم ليس سهلًا، آن الأوان لإجرائها.. وأضاف أنه يتفهم اختلاف المعارضة ما شاء لها وأن تمارس فى الديمقراطية، ولكنه يربأ بها أن تتحالف مع أعداء الثورة، ولا أظنها تفعل ذلك. وتابع: «هناك مئات الآلاف من الشرفاء لم يجدوا مكانًا فى هذا التناحر».. مشيرًا إلى أن وجود أغلبية ومعارضة لا يعنى الانقسام، وهذا موجود فى العالم كله.. وتابع: «أفيقوا أيها الناس؛ نحن لدينا شرعية دستورية».

 أزمة الكهرباء

وقال مرسى إن أزمة الكهرباء ليست مستحدثة.. مشددًا على ضرورة ترشيد الاستهلاك.. متسائلاً: «ترضوا نمد إيدينا لحد؟»، وأضاف: «الواحد قلبه بيتقطع لما نقطع الكهربا على المواطنين».. وأكد محمد مرسى أنه يبذل جهدًا كبيرًا لحل مشكلة الكهرباء حتى لا يشعر بها المواطن المصرى.. مؤكدًا أنه على المصريين أن يصبروا.

وتابع باستهجان: «حسن عبدالرحمن أصبح من الثوار؟ يا عم اقعد ساكت. طلعت براءة اقعد ساكت إنت وأمثالك»، ثم أكد فى إشارة لأمن الدولة: «أنا أعرفهم كلهم واحد واحد، وسأتخذ معهم كل أساليب القسوة». وقال مرسى إن المليونيات العديدة لا تساعد على الاستقرار.. مشيرا إلى أنه لو توافر الاستقرار لما احتجنا لنمد إيدينا لأحد.. وأضاف إنه: «من النجاح السياسى هو كتابة دستور مصر الجديد».. مشيرًا إلى أنه «من الممكن تعديل بعض مواده»، وتابع: «الدساتير ليست كتبًا مقدسة، ولكنها عمل بشرى».