عصام عبدالجواد
والله هتوحشنى
لم أكد أتخيل أو أتصور فى يوم من الأيام أن أكتب عن أحد أساتذتى وأصدقائى بعد أن وافته المنيَّة واختاره الله سبحانه وتعالى إلى جواره، وزاد الأمر صعوبة أن أكتب عن أهم وأعز الأساتذة والأصدقاء على الإطلاق الأستاذ عاصم حنفى.
فهناك بعض الشخصيات التى تعيش كالشهب التى تتوهج لتضىء سماء الدنيا فتهدئ الحيران وترشد الهائمين، وعندما تخبو سريعًا تكون قد تركت أثارًا وذكريات لا تُمحَى وتصبح عصيّة على النسيان وسنجد فى كل حدث ما يُذكِّرنا بها وأشهد أن الأستاذ عاصم من الشخصيات التى يمتد تأثيرها إلى ما بعد الحياة.
فقد استطاع الأستاذ عاصم الكاتب الساخر والصحفى المبدع أن يكون رقمًا مهمًا فى عالم الصحافة، ولكن الحقيقة أنه كان رقمًا أهم فى عالم الإنسانية والمحبة، ولأصدقائه وتلاميذه والمعلم والمرشد والناصح الأمين لكل من حوله.
استطاع أن يجمعنا حوله ويوصينا دائمًا أن نكون بجوار بعضنا يسعد كل منا الآخر ويكون فى جنبه وقت الشدة ووقت الفرح حتى أنه جعل من «روزاليوسف» قصة إنسانية هائلة لا يمكن أن يمحوها الزمن.
رحل الأستاذ عاصم خفيف الظل والروح شيق الحديث كريم الطباع شهم المعاملة محب الثقافة وصاحب التحليلات السياسية الساخرة والكتابة الجريئة لم يهب يومًا سلطانًا كانت له رؤية مختلفة تحيرك أحيانًا؛ لكن تأتى المناسبات لتثبت أنه على حق فيما كان يقوله.
أدعو الله عز وجل أن يجمعنا بك فى الجنة وأن يصبرنا على فراقك ويلهمنا وأسرتك وأصدقاءك ومحبيك الصبر والسلوان.
والله هتوحشنى يا أستاذ عاصم، ولكن عزائى قرب اللقاء فى جنة الخلد إن شاء الله.







