الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تكلفة تطوير ميناء الإسكندرية بلغت 60 مليار جنيه الرئيس السيسي: نطور الموانئ المصرية للدخول على خريطة المنافسة العالمية

في إطار قيام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أول أمس «الخميس»، بحضور افتتاح محطة «تحيا مصر» متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية الكبير، ورفع العَلم على سفينة وادى الملوك، أكبر وأحدث سُفن الأسطول التجارى المصرى؛ استقبل سيادته السيد «رودولف سعادة»، الرئيس التنفيذى لشركة الخطوط الملاحية الفرنسية العالمية «CMA CGM»، وعددًا من كبار المسئولين بالشركة، وذلك بحضور الفريق كامل الوزير، وزير النقل.



صرّح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن السيد الرئيس أشاد بعلاقات التعاون التاريخية الوثيقة بين مصر وفرنسا، مؤكدًا أن التعاون مع الشركة الفرنسية يمثل قيمة مضافة لتطوير إدارة ميناء الإسكندرية الكبير؛ خصوصًا على صعيد إنشاء المناطق اللوچستية لزيادة الطاقة الاستيعابية به، بما يعزز من قدرته في دعم التجارة والتصدير والاستيراد، ويرسخ من مكانة مصر كمركز لوچستى وتجارى عالمى.

من جانبه؛ تَقدّم الرئيس التنفيذى لشركة «CMA» الفرنسية بالتهنئة بمناسبة افتتاح محطة «تحيا مصر».. مشيدًا بمناخ الأعمال فى مصر.. ومؤكدًا تطلع الشركة لتعزيز التعاون مع الجانب المصرى فى إدارة الموانئ، وكذا التوسع فى نطاق عمل الشركة ليشمل تشغيل مناطق لوچستية ومحطات إضافية فى موانئ أخرى بجانب ميناء الإسكندرية.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أول أمس «الخميس»، أن تحويل الدولة إلى حال أفضل يتطلب جهدًا كبيرًا وضخ أموال كثيرة. وقال الرئيس السيسى- خلال افتتاح محطة (تحيا مصر) متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية- إن «الرؤية من أجل أن تتحقق لا بُدّ أن تكون وراءها أفكار وجهود.. مشيرًا إلى أن ميناء الإسكندرية استمر من دون تغيير لمدة 25 عامًا».

وتابع الرئيس السيسى: «نحن طرحنا المرحلة الأولى من ميناء السخنة من قبل لمستثمر ليقوم بتنفيذه، وبالفعل نفذه، لكن تطوير ميناء الإسكندرية من أجل أن تنفذه الدولة كان لا بُدّ أن نضع له برنامجًا ضخمًا جدًا».

وأضاف الرئيس السيسى، إن «الميناء الذى يتحدث عنه وزير النقل كامل الوزير- ميناء الإسكندرية- لكى نضيف له 18 كيلو مترًا أرصفة أخرى فى أقل من عامين، تطلب ضغطًا نفسيًا وضغطًا على مواردنا ليتم تنفيذه فى أسرع وقت، وذلك لكى نضع أنفسنا على خريطة المنافسة، ونقول إن الدنيا تتغير وفى مَحاور أخرى بتخلق، ومن حق الناس كلها أنها تطوّر وتستفيد من موقعها ومن قدراتها».

وتابع الرئيس السيسى: «أنا لدى قدرات مالية وفوائض من حقى كدولة أستخدمها».. مشيرًا إلى أنه منذ 25 عامًا لم نطور شيئًا فى ميناء الإسكندرية.. متسائلاً: «هل توجد دولة يظل فيها شىء 25 عامًا بدون أى تطور؟!».

وسأل الرئيس السيسى، وزير النقل كامل الوزير: «لقد قلت تم زيادة أراضى الميناء بحوالى 4 ملايين متر مربع، كام منها على البحر؟».. فأجاب كامل الوزير: «كلها على البحر».. فسأله الرئيس: «بكام المتر؟».. فأجاب كامل الوزير: «يتراوح بين 3 و4 آلاف دولار ليكون الإجمالى 12 مليار دولار».. فسأل الرئيس السيسى؛ كامل الوزير عن تكلفة تطوير الميناء؛ فأجاب: «حوالى 60 مليار جنيه».

وقال الرئيس السيسى إن المسار الذى كنا عليه لمدة 25 سنة كان مسارًا جيدًا، لكن كان هناك أكثر من ذلك.. مضيفًا «إنه كان يجب الاستفادة من موقعنا الجغرافى الموجود على محور شريان رئيسى للتجارة العالمية؛ حيث إن 12 أو 13 % من التجارة تمر من أمامنا».

وأكد أن هذا هو المهم، وهذا هو المستقبل.. موضحًا أن كل ما نقوم به ليس لنا ولكن من أجل أولاد مصر وأحفادهم.

وأضاف الرئيس السيسى: «قبل ذلك كنا نقول للمستثمر بأن يدخل فى الاستثمار، وينفذ المشروع ثم يأخذ حق انتفاع، لكن فى هذا النموذج قلنا إننا ننفذ حاجتنا ونطرحها ويأتى المستثمر لتشغيلها، ونعطى الفرصة للجميع».

واستطرد الرئيس قائلاً: «عندما كنا نطلب من مستثمر واحد ونقنعه بأن ينفذ المشروع شىء.. وأن نقول أنا لدى مكان جاهز للتشغيل هذا شىء آخر».. مشيرًا إلى أن ما قمنا بتنفيذه نموذج آخر، تكلفته مرتفعة ولكن فى النهاية نعطى الفرصة لمشغلين آخرين لو كانوا مهتمين بأن يأتوا لدينا، وهذا ما حدث».

وقال الرئيس السيسى: «عندما نتحدث عن ميناء الإسكندرية أريد أن أذَكّر المواطنين أننا لم نكن ننفذ المشروع على أرض فضاء، بل نفذناه على ميناء أهدرت حدوده وضاعت معالمه».

وردًا على تساؤل الرئيس السيسى عن منطقة (نجع إيسو والألومنيوم).. قال وزير النقل كامل الوزير: «إنه تم إخلاء 900 شقة سكنية فى نجع إيسو ونجع الألومنيوم ونقل المواطنين إلى منطقة (بشاير الخير) وبلغت تكلفة ذلك مليار جنيه.

وأشار الرئيس السيسى إلى أن تلك الإجراءات يتم مثلها فى مدينة العريش الآن.. مؤكدًا: «أننا بدأنا فى تنفيذ المشروعات فى ظروف ليست عادية».. مسترشدًا بميناء دمياط وحجم قضايا التحكيم التى دخلنا بها نتيجة أحداث 2011.

وتابع الرئيس: «أتوجَّه بهذا الكلام فى حضور المستثمرين حتى يروا كيف أن الدولة تكافح لتضع نفسها على خريطة العالم، وكيف تم تنفيذ تلك المشروعات؛ لأن هذا المشروع كان من الصعب تنفيذه؛ حيث إنه من الصعب جدًا أن تدخل لتنفيذ مشروع فى مكان حدث به تشويه كبير جدًا، مع وجود مواطنين، وهناك اضطرارية لإخلائه، مع عدم ظلم المواطنين، وهذا ما يزيد من التكلفة».

وأوضح السيسى، أنه حتى يكون ميناء الإسكندرية بهذا الشكل ويكون دُرَّة مصر؛ تم إنفاق الكثير من الأموال حتى يتم فقط تسوية الموضوع.. منوهًا بأنه حتى يتم التحدث عن محور لوچستى من السُّخنة إلى الإسكندرية هناك تفاصيل كثيرة جدًا تم تنفيذها، منها طريق السخنة، الذى يتم تنفيذه لخدمة الميناء.

وقال الرئيس السيسى: «يجب أن يعرف المصريون قيمة الدولة، وأنها ليست مجرد مأكل ومشرب فقط؛ فالدولة شىء آخر لذلك كان من الضرورى أن أتحدث فى ذلك».

وأكد الرئيس السيسى أهمية المنطقة اللوچستية المتكاملة بحوض المتراس، التى ستشهد بعض الصناعات للدولة والشركات الكبرى.. مشيرًا إلى أن هذه المنطقة ستشهد قيام بعض الدول الصناعية الكبرى بتنزيل منتجاتها فيها من أجل تسويق بعضها والبعض الآخر يتم تغليفه وتنظيمه لنقله عقب ذلك فى مراكب ذات حمولة صغيرة.

وأشار الرئيس السيسى إلى تصريحات سابقة له شدّد فيها على حاجة إفريقيا إلى آلاف المليارات من الدولارات، وإنهاء حالات الاقتتال التى تُشعر مواطنيها بانعدام الأمن وتستبعد تحقيق آمالهم المستقبلية.

وأوضح أن الموازنة التى تم تخصيصها خلال فترة تولى كامل الوزير لوزارة النقل تبلغ 2 تريليون جنيه.. متسائلاً عن حجم المَبالغ التى تم تخصيصها لوزارة النقل خلال الثلاثين سنة الماضية.

وأكد الرئيس السيسى حرص القيادة السياسية على تحقيق أفضل مستقبل من خلال المشاريع التنموية التى تقوم بها فى مختلف المجالات على مستوى الجمهورية.. مشددًا على متابعته الدقيقة والشديدة لكل الأعمال والمشروعات التى تنفذ فى مصر.

وقال الرئيس السيسى، إنه حريص على محاربة كل أشكال الفساد ومحاسبة المسئولين عنه.. مضيفًا إن الدولة لا تتهاون فى مواجهة التعديات على أملاك الدولة على الإطلاق.. مشيرًا إلى الشخص الذى استولى مؤخرًا على أرض داخل ميناء الإسكندرية بأوراق مزورة.

وأكد الرئيس السيسى مواصلة الدولة فى جهودها المبذولة فى البناء رُغْمَ التحديات الراهنة.. لافتًا إلى أن الجهود الرامية إلى تطوير الموانئ تهدف لوضع البلاد على خريطة المنافسة والاستفادة من قدراتها وموقعها.

ووجَّه الرئيس السيسى تحية شكر وتقدير للأشقاء فى دولة الكويت فى قضية التحكيم لمحطة الحاويات (تحيا مصر)، على تجاوبهم فى هذه القضية.. مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ جزء ليس كبيرًا من العمل المتفق عليه.. قائلاً: «نحن نطرح الفرصة ويأتى ناس لتنفيذها.. لكننا من الممكن نكون السبب فى التعثر، وهذا ليس جَلدًا للذات، فرغم تعاقدنا على تنفيذ هذا الميناء لم يتم تنفيذ جزء معين منه».

وأضاف: إن البلاد يتم إدارتها ليس بإعطاء الموظف أمرًا وتركه يعمل بمفرده، لكن لا بُدّ من الجلوس مع الموظف لحل المشكلات والمسائل العالقة لكى يتم تنفيذ العمل على أكمل وجه ممكن.. موضحًا أن المقصود من ذلك كله الانتهاء من الميناء فى 2024.

وحول سبب تنفيذ طريق (طابا- النفق) بطول 350 كيلو مترًا، وطريق عرضى (1) من بورسعيد إلى السويس.. قال الرئيس السيسى: «لو أنا عايز أنقل من طابا لبورسعيد هنقل إزاى؟!».

ووجَّه الرئيس السيسى الشكر إلى وزارة النقل والوزير كامل الوزير وكل أجهزة الدولة، التى شاركت فيما يتحقق الآن، وما سوف يتحقق، كما رحب بكل الضيوف الموجودين من الشركات الأجنبية سواء (هدسون أو سى إم إيه) وكل الشركات الأخرى.. مؤكدًا استعداد مصر للتعاون الجاد المخلص من أجل العمل والتنمية والفائدة المشتركة.

وقال الرئيس السيسى: «نحن فى مصر جادون فى كل شىء نعرضه عليكم وكل التزام نلتزم به أمامكم.. نرحب بكم وسعداء بوجودكم معنا».

وأعرب الرئيس السيسى عن تمنياته أن يعلم جميع الضيوف من الشركات الأجنبية عن الخريطة التى تعمل بها مصر ومدى الجدّيّة التى تتحرك فيها لتحويل مصر إلى مركز عالمى للتجارة العالمية.. موجهًا حديثه للشركات الأجنبية: «لا تنسوا قناة السويس والبحر الأحمر والمتوسط، كما توجد شبكة موانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى وجود البنية الأساسية اللازمة التى تساهم فى إنجاح ما نتحدّث عنه».