الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
من 2014 إلى الآن: مصر صوت إفريقيا فى العالم والمُعبرة عن قضاياها

من 2014 إلى الآن: مصر صوت إفريقيا فى العالم والمُعبرة عن قضاياها

ناقش الكاتبُ الصحفىُّ والإعلامىُّ أحمد الطاهرى، خلال برنامج «كلام فى السياسة»، والذى يُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، العلاقات «المصرية- الإفريقية» بمناسبة انعقاد قمّة الكوميسا فى زامبيا.



وقدّمَ «الطاهرى» إطلالة عامّة حول ما جرَى من جهد مصرى لاستعادة الدور المصرى فى إفريقيا.. موضحًا أن ذلك يتم وضعه تحت مظلة 10 سنوات على ثورة 30 يونيو.

وشارك فى الحلقة كلٌ من: الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيچية، والدكتور أسامة السعيد، نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار، والدكتور محمود زكريا، مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، والدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار، والكاتب الصحفى يوسف أيوب، رئيس تحرير جريدة صوت الأمّة، وأسماء رفعت، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيچية.

 العلاقات «المصرية- الإفريقية» دخلت مرحلة جديدة منذ عام 2014

أكد الدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيچية، أنه منذ عام 2014 حتى الآن يمكن التأسيسُ لمرحلة جديدة فى العلاقات «المصرية - الإفريقية».. مشيرًا إلى أن لهذه المرحلة عنوانًا مختلفًا وأهدافًا مشتركة مختلفة وأدوات مختلفة، ولكن الثابت أن القارة الإفريقية تمثل مساحة ومجال حركة مُهمًّا للدولة المصرية.

وأضاف «فرحات» إنه جرَى تحديد المصالح المصرية بدقة فى القارة الإفريقية بَعد عام 2014، قائلاً: «لم تَعُد المصالح المصرية فى القارة الإفريقية قاصرةً على دول حوض النيل فقط». 

وتابع مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيچية: إنّ العلاقات «المصرية- الإفريقية» أوسع من العلاقات مع دول حوض النيل، فهناك مصالح بين الدولة المصرية وعدد كبير من الدول الإفريقية.

 تقارُب كبير بين مصر وإفريقيا.. «أشقاء ولسنا مجرد شركاء أو أصدقاء»

قال الدكتور أسامة السعيد نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار، إنّ هناك تحولاً فى الرؤية المصرية للدائرة الإفريقية.. موضحًا: «كانت مصر تتحدث بلفظة الأشقاء عن العرب، الآن نتحدث عن الأشقاء الأفارقة، وهذا- فى حد ذاته- يكشف حجم التقارب الذى تهدف إليه السياسة الخارجية المصرية».

وأضاف «السعيد»: «لم نَعُد كأصدقاء وشركاء فى قارة واحدة فقط؛ لكننا أشقاء لأن إفريقيا هى الجوار القريب لنا والمؤثر فينا والذى نؤثر فيه أيضًا، والتقارب مع إفريقيا ليس موقفًا وطنيًا فقط، الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدّث عن رغبة مصرية ومطالبة «مصرية- إفريقية» بأن يكون هناك إقراض مُيَسّر للدول الإفريقية والدول النامية، وكان ذلك فى اجتماع البنك الإفريقى للتنمية فى مدينة شرم الشيخ».

وتابع نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار: إنّ مصر لا تتعامل مع قضايا القارة من منظور وطنى أو أحادى فقط؛ لكنها تأخذ قضايا القارة كى تكون جزءًا من اهتماماتها الوطنية وتذهب بها إلى الساحة الدولية.. مشددًا على أن هذا الأمر أحد التحولات التى أعادت مصر للسياسة الإفريقية وإلى قلب القارة الإفريقية.

 مصر أصبحت صَوت إفريقيا فى العالم وعبّرت عن قضاياها

وأكد الدكتور أسامة السعيد، أنّ مصر أصبحت صَوت إفريقيا فى العالم، وهذا ما حدث فى أكثر من مسار مثل قضية المُناخ، إذ تبنّت مصرُ الصوتَ الإفريقى، وبيّنت حجم الظلم الواقع على القارة فى قضايا المُناخ.. مشددًا على أن مصر استعادت مكانتها فى إفريقيا من خلال النشاط الدبلوماسى المكثف والدبلوماسية الرئاسية؛ حيث إن غياب الرئيس عن المنتديات الإفريقية يفسر على أن إفريقيا ليست أولوية؛ ولكن الرئيس السيسى حرص على حضور كل الفعاليات والجلسات. 

وأوضح «السعيد»، أن مصر تحدثت عن عدالة التمويل والمنظومة الاقتصادية الدولية فيما يتعلق بالقارة، كما تحدثت بصوت إفريقيا فى قضايا السلم والأمن عندما كانت عضوًا غير دائم فى مجلس الأمن.. مشيرًا إلى أنّ مصر عندما تولت رئاسة الاتحاد الإفريقى فى عام 2019 كانت نشطة للغاية، وأطلقت مبادرة إسكات البنادق ومبادرة التنمية فى إفريقيا ومنتدى أسوان للتنمية.. مشددًا على أنها فعاليات وأدوات استخدمتها الدولة المصرية.

 إفريقيا جزءٌ من الهوية المصرية بموجب الدستور

وقال الدكتور محمود زكريا أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن هناك محددات حاكمة لعلاقة مصر بإفريقيا؛ حيث وضع دستور 2014 إفريقيا ضمْن محددات الهوية المصرية، وأن مصر إفريقية بحُكم التاريخ والجغرافيا.

وأضاف: إن المحدد الثانى الذى يربط مصر بإفريقيا هو كثافة الزيارات الرئاسية؛ حيث وصل منذ منتصف 2014 حتى الآن نحو 30 زيارة، ويعتبر أول رئيس مصرى يزور چيبوتى، وأول زيارة قام بها الرئيس السيسى بعد توليه الحُكم كانت للجزائر؛ لما لها من ثقل عربى وإفريقى؛ حيث تتقاسم مصر مع الجزائر دوائر مهمة فى الأمن القومى فى منطقة الساحل والصحراء.

ولفت إلى أن منطقة الساحل والصحراء بها عدد كبير من التهديدات الأمنية العابرة للحدود، مثل حركة بوكو حرام وحركة الشباب المجاهدين وتنظيم القاعدة وتهريب الأسلحة والاتجار فى البشر، وانتقال تنظيمات إرهابية من بعض الدول العربية لهذه المناطق.

وأوضح أن الزيارات الرئاسية شهدت تنوعًا للأقاليم الإفريقية، فأكثر دول زارها الرئيس السيسى هى السودان وإثيوبيا بواقع 7 زيارات لكل دولة، بينما زار الرئيس مساحات كانت بعيدة عن دوائر التركيز الرئاسى، مثل السنغال وغينيا كوناكرى وكوت دى فوار وتنزانيا، والعمل التنموى المصرى فى تنزانيا عبر شركتى المقاولون العرب والسويدى.

 فى العام 2028 يجب أن تمتلك إفريقيا «جماعة اقتصادية» بموجب معاهدة أبوجا

ونوّه الدكتور محمود زكريا، إلى أن بداية التكامل الاقتصادى الإقليمى بين الدول الإفريقية؛ كان فى معاهدة لاجوس فى نيچيريا 1980، التى تحدثت عن إنشاء سوق إفريقية مشتركة، ووضعت مرحلتين لتحقيق التكامل الاقتصادى؛ مرحلة تخص الثمانينيات، ومرحلة تخص التسعينيات، لكن المعاهدة الأكثر انتشارًا تحت مظلة منظمة الوحدة الإفريقية سابقًا هى معاهدة أبوجا يونيو 1991؛ حيث تحدثت عن تأسيس ما يُعرَف بالجماعة الاقتصادية الإفريقية، وحددت 6 مراحل لإنشاء هذه الجماعة، بمدَى زمنى يصل إلى 34 سنة بداية من 1994، أى حتى العام 2028.

وذكر أنه بموجب معاهدة أبوجا فإنه فى العام 2028 يجب أن نمتلك فى القارة الإفريقية ما يُعرَف بالجماعة الاقتصادية الإفريقية، على 6 مراحل، أهمها إنشاء تجمعات اقتصادية فى الأقاليم التى لا يوجد بها تجمعات وتطوير الأداء فى المناطق التى بها تجمعات، ثم الإلغاء التدريجى للحواجز الجمركية وغير الجمركية، وهذا ما حدث بنسبة كبيرة؛ حيث أطلقت كوميسا عام 2000 منطقة التجارة الحرة، وبها 11 دولة من بينها مصر، وأعطت للمنتجات إعفاءً كاملاً على أن تكون بلد المنشأ من كوميسا.

 مصر تلعب دورًا اقتصاديًا كبيرًا فى إفريقيا منذ عام 2014

قال الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار، إنّ مصر لعبت دورًا كبيرًا للغاية فى القارة على المستوى الاستراتيچى والعسكرى والسياسى والأمنى.. مشيرًا إلى أن التحول المهم الذى حدث فى الدولة المصرية منذ عام 2014؛ أنها تسعى إلى لعب هذا الدور على الصعيد الاقتصادى.

وأضاف «إبراهيم»: «قبل عام 2014 لم يكن يتاح للدولة المصرية أن تلعب هذا الدور فى القارة الإفريقية على الصعيد الاقتصادى، ومنذ عام 2014 فإن مصر تتعامل مع مشكلات جذرية فى بنية الاقتصاد المصرى».

وتابع أستاذ التمويل والاستثمار: إنّ مصر تعاملت مع مشكلات الكهرباء لأكثر من هدف، مثل تلبية احتياجات داخل المصانع والمنازل، بالإضافة إلى تحقيق مستهدفات الدولة المصرية فى المحيطيْن الإقليمى والدولى، وهذا ما يتسق مع استراتيچية التنمية فى 2063:

«عندما كانت تلعب هذا الدور داخليًا فيما يتعلق بإعادة بناء الدولة فى كل قطاعات النشاط الاقتصادى والمشروعات القومية لم تكن حدود مصر إقليمية، لكن مصر كانت عينها على القارة الإفريقية بالكامل».

مصر أصبحت تمتلك أذرعَ استثمارية فى إفريقيا

وذكر الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار، أن مصر ما كان لها أن تتبنى التوجه المتعلق بمساندة القارة الإفريقية ولعب دور مهم للغاية على المستوى الاقتصادى إلا إذا أُتيح لها العديد من القدرات والإمكانيات.. موضحًا، أنه أصبح لمصر أذرع استثمارية فى دول القارة الإفريقية مثل بناء محطات الكهرباء وبناء السدود والبنية الإنشائية العقارية ومشروعات الربط مع العديد من الدول الإفريقية.

ولفت إلى أنّ مصر تؤدى دورًا كبيرًا فى مبادرة «الحزام والطريق»، كما نجحت فى أن تكون صوتَ إفريقيا، كما أن القضايا الإفريقية أصبحت موجودة فى الأچندة الدولية.. موضحًا: «مصر تعمل على متابعة وتقييم ما تطرحه من مطالبات إفريقية على الساحات الدولية، فهناك دأبٌ على تنفيذ هذه المطالب على أرض الواقع، وهو ما حدث فى «cop 27»، بالإضافة إلى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش اجتماعات بنك التنمية الإفريقى فى شرم الشيخ؛ حيث أكد أن إفريقيا تحتاج إلى 200 مليار دولار».

 مرحلة ما بَعد 2014 هى مرحلة عودة الروح بين مصر وإفريقيا

فيما أكد الكاتب الصحفى يوسف أيوب رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، أن مرحلة ما بَعد 2014 هى مرحلة عودة الروح بين مصر وإفريقيا، وتحدّث الرئيس السيسى بصوت مصر فى مصالح إفريقيا، ونحن قادرون على العمل المشترك، وكان أول رئيس يذهب للبرلمان الإثيوبى يتحدث عن أن مصر لا تنوى ضررًا بأى دولة إفريقية.. وأضاف: إنه تم استدعاء الدور المصرى، وحدثت شواهد، منها أن مصر تحولت، من دولة مجمدة عضويتها إلى دولة عضو فى مجلس الأمن عن إفريقيا خلال عامَيْن، ورئيسة مجلس السلم الإفريقى، الذى أصدر قرار تجميد عضوية مصر، وبَعد 5 سنوات فقط تكون مصر رئيسة الاتحاد الإفريقى، وهى لحظة فارقة فى التاريخ المصرى والتاريخ الإفريقى.

ولفت إلى أن مبادرة السلام بين روسيا وأوكرانيا الآن، والتى تشارك فيها مصر، هى امتداد للمبادرات التى أطلقتها مصر فى عام 2019، مع وجود الأسُس المصرية مثل المشاركة، ومثل الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، لا تنافس مع أى دولة، بل استراتيچيات واضحة لتحقيق التنمية والاستقرار عبر المشاركة.

وذكر أن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة، واعتبار أسوان عاصمة الشباب الإفريقى، جعل مصر تتحدث وفق أچندة إفريقية وليس أچندة مصرية فقط، وحين أطلقت مصر حملة «100 مليون صحة»؛ قرّر الرئيس السيسى منح خلاصة التجربة للصحة الإفريقية قبل الصحة العالمية، فاليوم مصر ترسم خريطة طريق لبناء الإنسان الإفريقى.

 فترة 2012 شهدت أحداثًا كارثية أثرت على علاقة مصر بإفريقيا

ونوّه الكاتب الصحفى يوسف أيوب رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، إلى أن الفترة الماضية يمكن تقسيمها إلى 3 مراحل؛ ما قبل 2011، ومن 2011 إلى 2014، ومن 2014 حتى الآن؛ لنعرف لماذا استدعت إفريقيا الدور المصرى.. مضيفًا: إنه قبل 2011 تحولت الدول الإفريقية من التحرُّر إلى البحث عن التنمية، وأخطأت الدولة المصرية آنذاك حين لم تواكب هذا التحوُّل وظلت تتعامل على إرث الماضى، وبدأت الدول الإفريقية تسأل عن الدور المصرى، ورُغْمَ وجود مجهود دبلوماسى ومن عدد من الأجهزة؛ فإن رأس الدولة كان مبتعدًا عن إفريقيا.

وأوضح: إن مصر فى فترة ما قبل 2011 لم تكن لها استراتيچية شاملة، وبعيدة عن دوائر القرار المصرى، وفى الفترة بين 2011 إلى 2014 كانت تتسم بالميوعة، ومسيئة للدولة المصرية، حتى الوفود التى زارت دولَ إفريقيا أساءت لمصر وخلطت بين الدولة والنظام.. مشيرًا إلى أن فترة 2012 تحديدًا شهدت أحداثًا كارثية أثرت على علاقة مصر بإفريقيا، وعلى رأسها اجتماع الاتحادية الكارثى، الذى نعانى من آثاره السلبية حتى هذه اللحظة لدى عدد من الدول الإفريقية، حتى تم تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقى بسبب «غباء» من جماعة كانت ترى نفسها هى الصح، بينما هى مجرد جملة عابرة فى التاريخ المصرى.

 «كوميسا» خير نموذج يوضح تطور علاقة مصر مع إفريقيا

وقالت أسماء رفعت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيچية، إن كوميسا خير نموذج يوضح تطور علاقة مصر مع إفريقيا؛ لأنها تضم نحو 21 دولة وتتسع لنحو أكثر من %41 من مساحة القارة وأكثر من %50 من عدد السكان، فهذه سوق استهلاكية كبيرة، ومع تعزيز قدرات الدول التنافسية؛ ينجح التكامل الاقتصادى. 

وأضافت: إنه فى العام 2000 تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول الكوميسا، وتولت مصر رئاستها عام 2001، وفى العام 2012 شهدت مصر أحداثًا أضرت بعلاقتها بإفريقيا.

وأوضحت، أنه خلال الفترة المشرقة منذ 2014 ومع بداية وضع مصر لخطة الإصلاح الاقتصادى؛ وضعت أيضًا مبادرات موازية وإصلاحًا موازيًا لإفريقيا، فمع تطوير الطرُق فى مصر حدث تطوير الطرُق فى إفريقيا، مثل مشروع طريق «القاهرة- كيب تاون»، وربط بحيرة فيكتوريا بالإسكندرية، بجانب الرسالة التى وجّهتها مصر ببناء سد تنزانيا باعتبار مصر داعمًا للتنمية.. ولفتت إلى أن مصر يمكن أن تنقل لإفريقيا تجربة الخريطة الاستثمارية المتكاملة.