الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. المصريون أثبتوا قدرتهم على الفرز  رغم حصار حملات التشويه  المشروعات القومية العملاقة.. فقه الضرورة

حقك.. المصريون أثبتوا قدرتهم على الفرز رغم حصار حملات التشويه المشروعات القومية العملاقة.. فقه الضرورة

جمعتنى بكاتبنا الكبير عبدالمنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ جلسة عن المشروعات القومية، أجابت عن أسئلة عديدة تدور فى أذهان الكثيرين وربما عبّر عنها البعض على وسائل التواصل الاجتماعى حول جدوى المشروعات القومية العملاقة، واستهدفتها أبواق التخريب الإخوانية فى الخارج بشكل يومى عبر خطة تشويه منهجية حاولت التشكيك فى جدواها وحجم الاستفادة منها، ومررت للجانها الإلكترونية مصطلح فقه الأولويات الذى ابتدعه القيادى الإخوانى الراحل يوسف القرضاوى بأنه المشروعات القومية العملاقة ليست من أولويات الشعب المصرى وأن الغذاء أهم من الحاجة إلى البناء والتعمير الجارى فى كل ربوع مصر منذ تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة قبل 9 سنوات.



 

بحسب الدكتور سعيد فإن تحرك مصر فى اختيار المشروعات القومية والسعى نحو الإسراع بها هو تطبيق للنموذج الآسيوى فى التنمية، وهو النموذج الذى حققت من خلاله الصين وسنغافورة وكوريا وإندونسيا نهضتها الحالية، حيث وضعت تلك الدول فى أولويتها أن تقوم ببناء المشروعات العملاقة وخاصة فى البنية التحتية رغم أنها كانت مصنفة فى بداية نهضتها من الدول الفقيرة إلا أنها تركت الفقر جانبًا وقررت المضى قدمًا فى تأسيس شبكات الطاقة ومد الطرق كشرايين تنمية تمكن الدولة من مكافحة البطالة وتوفير فرص عمل يمكنها استيعاب الزيادة السكانية المضطردة.

وشرح الدكتور سعيد أهمية استكمال ما بدأته الدولة المصرية مهما كانت الظروف لأن تحركها فى المشروعات القومية مبنى على دراسات عديدة وضعت من قبل خبراء مصريين فى كل المجالات، واستفادت من الخبرة الدولية فى كثير مواضع تلك الخطط التى تعمل الدولة حاليا على تنفيذها بمعنى أدق أننا أمام خطة عمل وطنية قررت الدولة المضى فيها قدمًا وتشمل كل المجالات تقريبًا وبدأت بشق قناة السويس الجديدة وصولاً إلى استكمال مشروع توشكى الزراعى، حيث يرى سعيد أن مصر تحقق أصعب معادلة للتنمية فى تاريخها وهى التخلص من أسر نهر النيل والتوجه إلى البحر والاستفادة من تنافسية موقع قناة السويس المهم وأن مصر تتخلص من أثر ما يمكن أن يطلق عليه إدارة الفقر والتحرك نحو إدارة الثروة.

وأجاب الدكتور عبدالمنعم سعيد على سؤال مهم وهو لماذا توجه الدولة تلك الأموال إلى مشروعات أخرى قد يرى البعض أنها أكثر فائدة مثل مشروع المونوريل والقطار السريع وغيرها، وكانت الإجابة بسيطة ومباشرة وهى أن تلك المليارات التى يتحدث عنها البعض دون علم ليست مع الدولة أصلاً، فهى مشروعات تمولها قروض تعطيها الدول الكبرى بأجل طويل من أجل أن تقوم بتشغيل مصانعها وعمالها، وبالتالى لا تملك الدولة المصرية القدرة على توجيهها إلى أى اتجاه آخر واستفادة مصر منها أكبر من فكرة تجميل المدن أو إعطاء طابع الحداثة لها على أهميته، ولكنها ممتدة إلى مشاركة الشركات المصرية فى الأعمال التمهيدية للمشروع وتشغيل مصانع وعمالة مصرية أيضًا، بالإضافة إلى بعد سياسى مهم وهو الشراكة مع تلك الدول سواء سياسيًا واقتصاديًا.

وقد اختصر الدكتور سعيد القضية فى النهاية بأن الدولة المصرية تفكر مثل المصريين القدماء فهى تسعى لإقامة مشروع كبير يضم آخر ما توصل له العمران فى العالم وخاصة فى مجال المواصلات، وتتركه للأجيال القادمة كثروة وقيمة مضافة، مؤكدًا أن العقل الجمعى المصرى يجب أن يتخلص من فكرة الخوف من الاقتراض والتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية خاصة أن مصر لم تتخلف يومًا عن تسديد أقساط قروضها، وأن القروض البنكية هى من تبنى المشروعات الكبرى حول العالم.

ما جاء فى حديث الدكتور عبدالمنعم سعيد القيم عن المشروعات الكبرى يعيد ترتيب الذهن على فقه الضرورات، فالتنمية عملية تراكمية قررت الدولة المصرية أن تخوضها بشجاعة واختارت الطريق الصعب وهو الاستمرار فى البناء والعمران وافتتاح المشاريع رغم التحديات الاقتصادية والسياسية.

كان لأستاذ الأجيال محمد حسنين هيكل جملة مفتاحية عند النظر إلى أى مسألة وهى: انظر إلى الخريطة، وبمجرد النظر إلى خريطة مصر الحالية سنجدها مشتعلة فى أركانها الأربعة، فهى تعيش فى إقليم ملتهب بالصراعات ويعانى من انهيار الدولة المركزية وتستقبل ملايين اللاجئين ويزيد سكانها بشكل متسارع وهى كلها أسباب كفيلة بتعطيل أى خطة تنمية، ولكن مصر لم تتوقف يومًا بل تحدت ظروفًا غير تقليدية مثل تأثيرات إغلاق فيروس كورونا وتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية وتصديرها لارتفاعات الأسعار وارتفاع نسب التضخم والبطالة وتهديد الأمن الغذائى لكل دول العالم، ومع ذلك لم تتخلف الدولة يومًا عن تلبية احتياجات شعبها.

ورغم شدة الحرب الإعلامية المستعرة الهادفة إلى إفشال مساعى التنمية فى مصر والقادمة من الخارج وتحاول محاصرة المصريين بالشائعات والأكاذيب وتشويه الحقائق إلا أن وعى المصريين كان حاضرًا خاصة فيما يتعلق بحملة تشويه العاصمة الإدارية الجديدة واستطاع أحمد رفعت المعروف بمذيع الشارع بذكاء أن يستخلص ذلك من إجابات عمال العاصمة الإدارية حينما تحدث معهم عن أهمية العاصمة الإدارية للناس البسيطة وأن البعض يصفها بالوهم.

وكانت ردود العمال عاكسة لدرجة الوعى الفطرى الذى يميز المصرى، سأل مذيع الشارع أحد العمال وقال: «العاصمة الإدارية فنكوش ومحدش هيستفاد منها حاجة» وكان رد العامل بتلقائية: «لا طبعًا مش مقتنع بالكلام ده»، مضيفا: «كل العمال مستفيدين من العاصمة الإدارية الجديدة، أول حاجة لقمة عيشهم، والعاصمة فتحت لينا الكثير من أبواب الرزق».

فيما علق عامل آخر بقوله: «إزاى محدش هيستفاد من العاصمة الإدارية؟ ده حجم العمالة فى العاصمة الإدارية كبير شوف كم بيت مفتوح منها على مدار كم سنة».

عامل ثالث رد: «لحد دلوقتى فى أمان الحمد لله، ومش شرط أزرع النخلة علشان آكل منها، لكن ممكن عيالى يأكلوا منها، دى دولتك وبلدك وأرضك ليه تقول عنها كده».

ردود العمال عكست معدن المصريين، نحن شعب بالأساس يعشق الزراعة والبناء وهما أساس حضارة المصريين القديمة، البناء والتشييد عند المصريين مقدس، وذكاؤهم الفطرى يمكنهم من التمييز بين ما يقال على ألسنة الكارهين وما فيه مصلحة بلادهم، بل يطلعون يوميًا على الطرق السريعة ما يتم على أرض الواقع من إنجازات فى كل المجالات وهى حالة تنمية مستدامة كانت مصر تنتظرها منذ سنوات طويلة.