الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المجلس الوطنى الأعلى للتعليم والتدريب وإصلاح منظومة التعليم فى مصر

المجلس الوطنى الأعلى للتعليم والتدريب وإصلاح منظومة التعليم فى مصر

لا أحد ينكر أن التعليم فى مصر بحاجة إلى إعادة نظر وهيكلة وأفكار من داخل وخارج الصندوق، بل من الزمن القادم لإصلاح التعليم فى مصر، والمؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما وجه بإنشاء المجلس الوطنى الأعلى للتعليم والتدريب قد وضع يده على أهم مشاكل مصر ولمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل التعليم فى مصر، وأننا جميعًا بحاجة إلى تضافر كل الجهود لجميع المسئولين، وخاصة أننا نملك ثروة قومية يمكن أن تجعل مصر فى المقدمة بـ 25 مليون طالب حسب إحصاء وزارة التربية والتعليم 2023، ولكن المؤسف أن ما يحدث للتعليم فى مصر أصبح أمرًا يفوق الوصف والخيال من وزير إلى وزير ومن مسئول لمسئول ولا جديد يقال أو قديمًا يعاد.. نفس الأزمات، قرار عكس القرار مسئول يحارب الدروس الخصوصية ومراكزها وتحويل أصحابها إلى النيابة، بل تشميع المراكز بالشمع الأحمر.. وفجأة يتم تقنين أوضاعها وحسب إحصائية جهاز التعبئة والإحصاء، فإن الدروس الخصوصية التهمت من دخل الأسر المصرية ما يقارب من 47 مليارًا حسب إحصاء 2019 فى ظل غياب المدرسة وهروب واختفاء الطلاب من المدارس خاصة وقت جائحة كورونا وانتشار مراكز الدروس الخصوصية كبديل للمدارس، وقد حدث ما لا تحمد عقباه وتحولت هذه المراكز إلى مدارس تدير العملية التعليمية فى ظل الكثافة العالية جدًا من أعداد الطلاب فى الفصول، والأمر أصبح أكثر كارثية عندما انطلقت المشاجرات والمعارك بين الطلاب فى بعض المدارس على مستوى الجمهورية فى غياب الجميع عن أداء دوره لدرجة وصلت إلى أعمال بلطجة وعنف، ولا أحد يعرف ماذا حدث للتعليم فى مصر أين المعلم ومكانته وقدسيته.. والمفاجأة الأمر أن فى نهاية العام الدراسى الجميع ناجح ومنقول للصف الثانى.. إلا قلة ترسب أو تنتظر امتحانات الدور الثانى، والكوميديا السوداء وجود خريجين لا يعرفون القراءة والكتابة ولا أحد يعرف إلى أين المصير مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، فهل يفيق الجميع أم تستمر العملية التعليمية فى كوارثها التى لا تنتهى.



واستمرارًا للفوضى ما حدث بالتعليم الجامعى الخاص عندما كشف مجلس التعليم الخاص عن تزوير 17 طالبًا لشهادات الثانوية العامة أثناء اقترابهم من التخرج فى كلية الصيدلة فى إحدى الجامعات الخاصة.. بالله عليكم هل هذا منطقى وهل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد أن يصل طلاب إلى التخرج ونكتشف أن شهاداتهم مزورة ولدينا أكثر من 3 ملايين طالب جامعى هم مستقبل الوطن، المفاجأة المرعبة أن المجلس عندما دقق وفحص الأوراق اكتشف وجود تزوير 153 حالة فى كليات القمة، ولأولياء الأمور وكل مسئول سواء فى الجامعات الخاصة أو مجلس الجامعات الخاصة أقول: كيف طاوعتكم أنفسكم أن تدمروا أبناءكم بأنفسكم وتزوروا أوراقهم ليتخرجوا مزورين؟ وماذا نفعل بأبنائنا وهل يعقل أن ندمر شبابنا وطلابنا بدم بارد؟ وحقًا كان قرار الرئيس بإنشاء المجلس الوطنى الأعلى للتعليم والتدريب كخطوة لإصلاح التعليم، وعلى الجميع أن يراجعوا أنفسهم حفاظًا على مستقبل مصر لأن التعليم هو أساس بناء أى دولة تبحث عن مكانة وسط الأمم.