الطب المصرى الرائد فى زراعة الكبد والثالث عالميا

.. ما يحدث من أداء وتفانى الأطباء فى مصر يستحق كل تقدير وخاصة ما قام به أصحاب البالطو الأبيض وقت الفترة العصيبة خلال جائحة كورونا والتى استشهد فيها 119 طبيبا حفاظا على شرف المهنة والتضحية من أجل المرضى.

بداية الطب المصرى راسخة فى الجذور وتحديدا فى 18 مارس عام 1827حيث أنشأ محمد على باشا أول مدرسة للطب بمصر والشرق فى العصر الحديث، وشملت المدرسة وقتها أقسام التشريح، الجراحة، الأمراض الباطنية، الصحة العامة، الصيدلة، الطب الشرعى، الفيزياء والكيمياء.. وهو ما جعل الأطباء المصريين متميزين فى كل بلدان العالم قبل مصر.

كما ظهرت مراكز طبية على درجة عالية من التطور والتقدم فى مصر منها مركز الكلى بالمنصورة الذى أسسه د.محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى مصر، وعلى نفس النهج وبجامعة المنصورة أيضا جاء مركز الجهاز الهضمى الذى تم الاحتفال فيه بإنجاز إجراء 1000 عملية زراعة كبد، وذلك منذ تأسيس البرنامج فى مايو 2004، محققًا نسبة نجاح قياسية تراوحت بين 88 % و92 % ليحتل برنامج زراعة الكبد بالجامعة المرتبة الثالثة عالميًا بعد كوريا الجنوبية والهند.

المستشفيات الجامعية، والخدمات الطبية والصحية فى مصر تؤدى دورها باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لتقديم الخدمات الصحية إلى 20 مليون مريض سنويا، ووزارة التعليم العالى تضم 120 مستشفى جامعيًّا، وتحظى بثقة المواطنين؛ لما تقدمه من خدمات صحية متميزة.

واحتفل مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة الأسبوع الماضى بإجراء 1000 عملية زرع كبد ومن خلال فريق طبى متميز برئاسة الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ جراحة الكبد والمشرف على فريق زراعة الكبد، بمركز جراحة الجهاز الهضمى بجامعة المنصورة، والمركز يضم 20 سريرًا، ويقع فى صدارة القائمة العالمية للفرق الطبية المتميزة فى زراعة الكبد، وما حدث هو قصة نجاح مصرية تحققت بدعم الدولة، وقام بها طاقم طبى متميز يضم 28 طبيبًا من مختلف التخصصات، وأدوا دورهم بنجاح، فى القضاء على قوائم الانتظار، ضمن مبادرة الرئيس السيسى بتحمل الدولة جميع نفقات العلاج لمرضى زراعة الكبد ومن قبلها مبـادرة الـرئيس عـبد الفتاح السـيسى 100 مليون صحة ومبادرة القضاء على فيروس C، واستمرارا للنجاح بجامعة المنصورة أيضا تم إنشاء مبنى جديد خاص بزراعة الكبد على مساحة 700 متر، الذى يعد الأول من نوعه بالشرق الأوسط وأفريقيا ومتخصصًا فى علاج أمراض وزراعة الكبد، ويهدف لإجراء 5 عمليات أسبوعيًا بدلاً من عمليتين أسبوعيًا، وإنجاز أكثر من 200 حالة سنويًا.

 ويعتبر هذا العدد غير مسبوق فى أى مركز من مراكز زراعة الكبد عالميًا من متبرعين أحياء، وكذلك متابعة المرضى قبل وبعد إجراء العملية لتفادى حدوث مضاعفات للمرضى واستيعاب عدد أكبر من المرضى من الدول العربية الشقيقة، وكذلك تدريب الكوادر الطبية على زراعة الكبد من مصر والدول العربية الأفريقية.. وهو ما يؤكد ريادة الطب المصرى فى كل مكان.