الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد أن رفع شعار «كامل العدد»: طيب وأمير.. عرض يعيد للمسرح الكوميدى معناه

من الممكن للمارين بشارع طلعت حرب بوسط البلد ولا سيما المنطقة المحيطة بمسرح ميامى أن يتيقنوا بأن أمرًا ما يجرى هنا، فالمسرح الذى تم افتتاحه مؤخرًا بعد تجديده يشهد إقبالًا كبيرًا على مشاهدة العرض المسرحى (طيب وأمير) باكورة إنتاج فرقة المسرح الكوميدى بعد تولى الفنان «ياسر الطوبجي» رئاستها، ذلك الفنان الذى حقق المعادلة الصعبة، فالزحام على شباك التذاكر، وطوابير الدخول الطويلة والممتدة حتى خارج المسرح طوال أيام عرض المسرحية.. وعودة الأسر مرة أخرى لاعتبار المسرح واحدًا من أهم أماكن الترفيه فى طقس كاد أن يندثر..



 

كلها مشاهد لم تعد تتكرر كثيرًا، لكنها موجودة وبشكل يومى فى عرض (طيب وأمير) للدرجة التى دفعت صناعه إلى إضافة يوم رابع ليصبح العرض يوم (الخميس والجمعة والسبت والأحد) من كل أسبوع.

رؤية عصرية

المسرحية مأخوذة عن تراث الفنان «نجيب الريحاني» والكاتب الكبير «بديع خيري» وتحديدًا فيلم (سلامة فى خير) والذى تم تمصيره، واقتباسه عن المسرحية الفرنسية (الزائرون) لـ«ساشا جيتاري» حيث تدور القصة حول موظف بسيط يجد نفسه منتحلًا شخصية أحد الأمراء بطلب من الأمير ذاته، ليعيش ولو لساعات حياة لم يكن يتخيل أن يعيشها، واستمرت السينما المصرية فى تقديم تيمة الشبيه من يومها فى أفلام عديدة منها (صاحب الجلالة) لـ«فريد شوقي» و(جناب السفير) لـ«فؤاد المهندس» و(الراجل اللى باع الشمس) لـ«سعيد صالح» وغيرها، كما استمر المسرح أيضًا فى تقديم نفس التيمة منها مسرحية (الملك هو الملك) لـ«صلاح السعدنى ومحمد منير» و(الزعيم) للنجم «عادل إمام» وغيرهما، وفى مسرحية (طيب وأمير) قدم الكاتب «أحمد الملواني» رؤية جديدة لنفس التيمة تتناسب مع إيقاع العصر، وتتوافق مع قيم مسرح الدولة، لكنها فى نفس الوقت تخوض المنافسة بروح القطاع الخاص بجرعة كوميدية مكثفة، تعتمد بالأساس على كوميديا الموقف، لا كوميديا الإيفيهات، وإطلاق النكات التى عانينا منها لسنوات، حيث يأتى عرض (طيب وأمير) ليعيد للمسرح الكوميدى معناه.

مباراة تمثيلية

المسرحية من بطولة الفنانين «هشام إسماعيل، وعمرو رمزى، وتامر فرج، وأحمد السلكاوي» ويشاركهم البطولة «شريف حُسنى، ونهى لطفى، وشيماء عبد القادر، ورشا فؤاد، ومحمود الهنيدي» وغيرهم من نجوم المسرح الكوميدى، وأجمل ما فيها أنها تعتمد على البطولة الجماعية التى تخلق على خشبة المسرح مباراة تمثيلية لا يستأثر فيها أحد بالأضواء، وهو الأمر الذى يعد من أهم عوامل القوة فى المسرحية، حيث يؤدى الفنان «هشام إسماعيل» دور الموظف الطيب الذى تقوده الظروف للإقامة فى الفندق الذى يتواجد فيه أمير دولة سرسستان وحاشيته، بطريقة تشعرك أنك أمام عرض مسرحى من طراز رفيع، قادر على خلق تفاصيل تميز الشخصية، بأقل مجهود، ودون أى مبالغة، وقد شكل ثنائيًا ناجحًا مع «شريف حسني» الذى قام بأداء شخصية الفضولى بأداء لافت للنظر، وبطريقة ذكية أمدت من عمر لزماته حتى بعد انتهاء العرض المسرحى، وجعلت منه مشروع نجم كوميدى قادم بسرعة الصاروخ. 

 أما شخصية الأمير «غندور» أمير دولة سرسستان، والتى أداها الفنان «عمرو رمزي» فيمكن اعتبارها الاختيار الأمثل لعودة هذا الفنان المتميز الغائب عن جمهور المسرح منذ أكثر من ست سنوات، بعد مشاركته فى تجارب مسرح النهار التى تم عرضها على شاشة التليفزيون، وفى رأيى أن «عمرو رمزي» يمتلك كل أدوات الفنان الحقيقى، التى أحسن استغلالها فى دور «الأمير غندور»، أما الفنان «تامر فرج» والذى أدى دور الوزير «مسرور» فلديه حس كوميدى عال، ظهر بالطبع فى الدراما التليفزيونية، لكنه برز بشكل لافت على خشبة المسرح، حيث نجح من قبل فى تقديم دوره فى مسرحية (الحفيد) ونجح أيضًا فى تقديم شخصية الوزير فى (الطيب والأمير) مانحًا لكل من الدورين بصمة مميزة تجعله لا يخشى المقارنات مع من سبقوه فى تقديمهما حتى وإن كانوا فنانين كبارًا بحجم «عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس».

أما الفنان «أحمد السلكاوي» صاحب شخصية «مدكور مشهور» فقد نجح فى تقديم فكرة الشر داخل إطار كوميدى، مستغلًا فى ذلك خبرته الطويلة على خشبة المسرح.

 طاقات شابة ووجوه صاعدة 

المسرحية مليئة بالطاقات التمثيلية التى يحسب للمخرج «محمد جبر» استدعاءها وتقديمها فى توليفة مسرحية يجيد هو صناعتها منذ أن بدأ مشواره فى الإخراج المسرحى مع المسرحية الشهيرة (1980 وأنت طالع)، منها الفنانة «شيماء عبد القادر» صاحبة الصوت المميز، والأداء السلس، والموهبة الفطرية التى لابد من استغلالها فى عمل يقدم للأطفال، وقد لفت نظرى من الوجوه الجديدة «نهى لطفى» التى قامت بدور عاملة الفندق التى وقع فى حبها الأمير، و«رشا فؤاد» التى قامت بدور زوجة الموظف الطيب، والتى ذكرتنى بأدائها بالفنانة الراحلة «زينات صدقي» كما سعدت أيضًا بوجود «محمود الهنيدي» نجل الفنان «أمين الهنيدي» الذى أثبت أن (ابن الوز عوام). 

وإذا كنا تحدثنا عن النص والإخراج والأداء التمثيلى باعتبارها أساس العمل المسرحى، فإن التابلوهات الاستعراضية التى قام بتصميمها «أسامة مهنا» وديكور «حمدى عطية» وأزياء «أميرة صابر» كلها عوامل لا تقل أهمية فى إنجاح مسرحية (طيب وأمير) وسبب أساسى فى أن ترفع شعار لافتة (كامل العدد) كل ليلة.