السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد هدنة بين إسرائيل وغزة بوساطة مصرية .. حياة طبيعية بدون أصوات قصف أو صافرات الإنذار

أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة مصرية فى قطاع غزة مواجهة بين الجيش الإسرائيلى وفصائل فلسطينية مسلحة استمرت خمسة أيام وأسفرت عن سقوط 35 قتيلا معظمهم من الفلسطينيين. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ ليل السبت ليعود الهدوء فى قطاع غزة وإسرائيل، بدون أصوات قصف أو طائرات أو دوى صافرات الإنذار.



 

وعادت الحياة إلى شوارع قطاع غزة التى ضاقت بالمارة والمركبات، وأبحر صيادون فى مراكبهم فى القطاع الساحلى. وتفقد سكان غزة الدمار الذى لحق بمنازلهم فى مناطق مختلفة.

وبعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، خرج الفلسطينيون فى قطاع غزة إلى الشوارع محتفلين.

من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند فى بيان: «أشعر بحزن عميق للخسائر فى الأرواح.. بما فيها أرواح الأطفال والنساء التى تسببت بها الضربات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ العشوائى على إسرائيل من قبل الجهاد الإسلامى ومجموعات أخرى».

وأضاف وينيسلاند: «أدعو كل الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار.. وأنتظر بفارغ الصبر أن تصل المساعدات الإنسانية مجددا إلى غزة».

وقد رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، باتفاق وقف إطلاق النار، مقدما «أحر تعازيه» لأسر الضحايا، وفقا لبيان صادر عن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.

وقال دوجاريك إن الأمين العام أشاد أيضا بمصر «لدورها الرئيسى فى إنهاء الأعمال الحربية» بالإضافة إلى جهود قطر ولبنان والولايات المتحدة. ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى التزام وقف إطلاق النار.

ترتيبات وضمانات

وقال مصدر دبلوماسى مطّلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إنه كان هناك العديد من الجولات الفاشلة من محادثات الهدنة بقيادة مصر، ما أثار مخاوف من تصاعد النزاع قبل التوصل إلى اتفاق.

وأضاف المصدر الذى لم يكن مصرحا له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن السياسى اللبنانى باسل الحسن كان «له دور رئيسى» فى الاتصال بقيادة الجهاد الإسلامى وإعادة المحادثات إلى مسارها.

ويترأس حسن لجنة الحوار اللبنانى الفلسطينى، وهى هيئة حكومية أكدت «دوره الفعال» فى تسهيل المحادثات بين الأمين العام للجهاد الإسلامى زياد النخالة ووسطاء الهدنة.

وقال مسئول فى لجنة الحوار اللبنانى الفلسطينى، طالبا عدم كشف هويته نظرا إلى حساسية المفاوضات: «نتيجة علاقتنا مع قيادة الفصائل الفلسطينية وتحديدا الأمين العام زياد النخالة، تمكنا من القيام بترتيبات معينة ليصبح هناك تواصل مع الأمم المتحدة والمصريين لكى يكون هناك تجاوب مع العروض المقدمة للجهاد الإسلامى بموضوع وقف إطلاق النار».

وأضاف: «الأمم المتحدة والمصريون عملوا على تقديم ضمانات لفقرة عن وقف اغتيالات الأفراد لكى تكون، حسب تفسيرهم للعهد، تتضمن وقف الاغتيالات لقيادات الفصائل الفلسطينية وتحديدا الجهاد».

وأوضح: «تمت عملية نقل الضمانات والتأكيد للجهاد الإسلامى من خلالنا نحن أن هذه الفقرة المتعلقة بعدم استهداف الأفراد تضمن عدم اغتيال القيادات الفلسطينية. وتوقف إطلاق النار منذ السبت نتيجة هذه الفقرة بالتحديد».

ترحيب عالمى

وشكرت كل من إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامى مصر على وساطتها. وأشاد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، ورئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية بدور جمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى للتوصل لاتفاق تهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة.

وقال الرئيس الفلسطينى، إن الدور المصرى الفاعل فى التوصل إلى اتفاق التهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة، يعكس متانة وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى واهتمامه الشخصى بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا.

من جهته، رحب رئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية، بالجهد الذى بذلته مصر، وجميع الشركاء من الأشقاء والأصدقاء، لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وحقن دماء شعبنا التى سفكت بآلة الحرب الإسرائيلية التى خلّفت الدمار والخراب، وتسببت بقتل عشرات الأبرياء من الأطفال، والنساء، والشيوخ، الذين هدمت بيوتهم على رؤوسهم، وإصابة المئات بجراح.

بجانب ذلك، ثمّنت الولايات المتحدة الأمريكية، جهود الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدبلوماسية المهمة، التى قادت إلى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

وأضاف البيت الأبيض، فى بيان: «ممتنون لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسؤولين المصريين».

وأشار البيان إلى أنّ الولايات المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة بوساطة الحكومة المصرية، بعد نحو 5 أيام من القتال.

كما أشاد تور وينسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط، بدور مصر فى تقريب وجهات النظر من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، مرحبًا باتفاقية وقف إطلاق النيران فى غزة وإسرائيل، مشددًا على ضرورة الالتزام به من الطرفين.

أضاف «منسق الأمم المتحدة» أن هناك تطلعات بشأن إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بشكل فورى، مشيرًا إلى اتخاذ جميع التدابير الاجتماعية والاقتصادية لدعم سبل عيش الفلسطينيين فى غزة، حيث إننا ما زلنا فى حالة من الحزن على سقوط العديد من الضحايا، وتحديدًا النساء والأطفال.

وثمّن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى جاسم محمد البديوى، الجهود والمساعى الحميدة التى بذلتها مصر فى التواصل مع الأطراف وتسخيرها جميع جهودها للمساهمة فى إقامة التهدئة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، ووقف إطلاق النار، وفق بيان لمجلس التعاون الخليجى.

كما رحبت سويسرا وبريطانيا وكندا بالهدنة وأشادوا بدور مصر المركزى للتوسط للوصول إلى اتفاق، وحثوا جميع الأطراف على احترامه.