الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الذكاء الاصطناعى جيفرى هنتون  على خطى آينشتاين

الذكاء الاصطناعى جيفرى هنتون على خطى آينشتاين

على طريقة ألبرت آينشتاين الذى اخترع القنبلة النووية وحصل على جائزة نوبل 1921 وندم بعد ذلك على اختراعها وتمنى ألا يتم تطوير استخدام القنبلة النووية.. لكنه رحل فى إبريل 1955 ولم يتوقف تطوير القنبلة النووية وخرجت عن السيطرة.. وما أشبه اليوم بالبارحة وهو ما يحدث الآن بنفس السيناريو، إذ خرج علينا جيفرى هنتون؛ أبو الذكاء الاصطناعى ومؤسسه فى جوجل الذى هلل له الجميع واحتفلوا به عندما ظهر باعتباره مخلص البشرية من التخلف وسرعة إنجاز الأعمال، ولكنه خرج علينا وأعلن استقالته على الملأ بل الأغرب أنه حذر من الذكاء الاصطناعى وتطور استخدامه وأنه الصدمة الكبرى فى المستقبل.



10 سنوات قضاها «جيفرى» فى جوجل رائدًا ومؤسسًا للذكاء الاصطناعى، ولكنه فور استقالته حذر العالم كله من خطورة وأخطار وكوارث الذكاء الاصطناعى، بالفعل أعلن تخوفه على مستقبل البشرية من الذكاء الاصطناعى وأنه ندم على تطويره الذى استقبلناه بفرحة كبرى ومستقبل كبير جراء استخدامه فى كل المجالات، لكننا أصبحنا فى رعب من تطوره ومن سوء استخدامه، وبالفعل أصبح الذكاء الاصطناعى كالوحش الذى يخاف منه الجميع وأكبر دليل على ذلك ما حدث بعد حفل تتويج تشارلز ملك بريطانيا ظهرت فيديوهات خاصة به وهو يحتفل ويرقص ويتناول المشروبات والأطعمة مع بعض المقربين له.. وهو ما لم يحدث، وهى الأقرب من الخيال فنحن فعلاً مقبلون على مرحلة خطيرة من تغول الذكاء الاصطناعى.

وحسب بعض الإحصائيات إن الفيس بوك عندما بدأ فى إبريل 2004 وبعد 10 أشهر أصبح فيه مليون مستخدم، كما أن بداية الإنستجرام فى عام 2010 وصل إلى مليون مستخدم فى أقل من ثلاثة أشهر، أما الشيطان الأكبر وهو الشات جى بى تى chat gpt فوصل إلى مليون مستخدم بعد خمسة أيام فقط من انطلاقه فى نوفمبر 2022.. عندما توقف العقل أمام حوار gpt وكيف تتواصل مع جهاز يرد عليك بكل ما تريد وكأنك تحاور نفسك أمام المرآة، وهنا يجب أن نتوقف طويلاً أمام الجملة التى قالها «جيفرى» أثناء استقالته من جوجل وهى أن الغباء البشرى هو الذى أنشأ الذكاء الاصطناعى، وكأن الزمن يعيد نفسه عندما قامت الثورة الصناعية فى أوروبا توقف العمال أمام الآلات حاولوا تحطيمها والتخلص منها حتى لا تحولهم إلى عاطلين، والآن أصبح الإنسان عدو ما صنعه، حيث إن بعض الشركات الكبرى منعت دخول الذكاء الاصطناعى على بعض الأجهزة الخاصة خوفًا من خطورته.. والمعركة القادمة هى معركة الإنسان ضد الروبوت الذى لا يحمل أى مشاعر وهى الحرب القادمة لأن الإنسان ربما لن يستطيع أن يتحكم فى الآلة التى صنعها وهو الرعب الذى يسود الجميع، ويجب أن نهتم جميعًا بنشر كل شىء عن الذكاء الاصطناعى وكيفية استخدامه والاستفادة منه والاستعداد لمواجهة مخاطره لأنها هى المعضلة الكبرى فى الفترة القادمة.