الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قال إن المهرجان سيحتفى بمئوية رحيل سيد درويش: المايسترو هانى فرحات: عمرو دياب سيشارك فى الدورة 32 لمهرجان الموسيقى العربية

منذ حوالى أسبوعين، تولى المايسترو «هانى فرحات» إدارة مهرجان الموسيقى العربية خلفا للسيدة «جيهان مرسى» وقد خلق اختيار «فرحات» حالة من التفاؤل الشديد نظرا لكونه اسمًا مهمًا فى عالم الموسيقى، ولطالما قاد بفرقته الموسيقية حفلات لكبار النجوم داخل مصر وخارجها، حيث يحظى بثقة كبيرة منهم جميعا، زاد منها حرصه على التطوير فى كل حفل لتقديم موسيقى مختلفة بتقنيات حديثة ومواكبة للعصر، فضلا عن بصمته الواضحة فى الأغنيات التى قام بتوزيعها لكبار النجوم، لكن الخبرات المتراكمة التى اكتسبها على مدار عمره المهنى، وثقة النجوم به، ومكانته الكبيرة فى الوسط الموسيقى ليست هى الأسباب الوحيدة لهذا التفاؤل، فالرجل يمتلك خطة مدروسة للنهوض بمهرجان الموسيقى العربية، وتغيير مفاهيم راسخة عنه منذ سنوات آن الآوان لتغييرها، وفى حواره الأول بعد توليه المنصب، كشف لـ«روز اليوسف» عن الخطوط العريضة لتلك الخطة، كما كشف لنا بعضا من ملامح الدورة الـ 32 من مهرجان الموسيقى العربية والتى سيبدأ بها عهده مع المهرجان وإلى نص الحوار.



 

 كيف تلقيت خبر تعيينك كمدير للمهرجان؟ وهل سعيت للمنصب أم أنك تفاجأت باختيارك؟

- تلقيته بسعادة بالغة بكل تأكيد، وطوال عمرى أعتبر الأوبرا بيتى ولا طلم أسع إلى المنصب أبدا، ولكن طالما جاء التكليف فهو (على رقبتى).

 البعض انتقد اختيارك للمنصب كونك غير متفرغ للأوبرا، ولديك حفلاتك وأسفارك المتعددة التى قد تعيقك -من وجهة نظرهم- عن الإعداد للدورة القادمة بشكل جيد، كيف وجدت هذا الانتقاد؟

ـ الحقيقة أنا لا التفت لأى رأى سلبى، ولا سيما أننى لم أبدأ مهام عملى بعد، وأعلم تماما أننى لن أستطيع أن أرضى الجميع، لذلك أحاول جاهدا الانعزال عن وسائل التواصل الاجتماعى، حتى لا أقرأ ما يشتتنى عن هدفى، فأنا قادم لتنفيذ مجموعة أهداف محددة من وجهة نظرى، أبرزها تغيير المفاهيم المغلوطة التى تم إرساؤها فى الدورات السابقة من المهرجان.

وما الذى تقصده بالمفاهيم المغلوطة؟

- أقصد على سبيل المثال أن مهرجان الموسيقى العربية ليس مهرجانا مصريا، بل هو مهرجان عربى تستضيفه مصر، نظرا لكونها الشقيقة الكبرى، والحاضنة دائما وأبدا لكل المواهب العربية، لذلك ليس من المنطقى أبدا أن تكون الغلبة للفنانين المصريين، وأن تستمر أسماء بعينها فى الغناء سنويا فى المهرجان، وفى المقابل يتم تجاهل أصوات مهمة من كل الدول العربية.

 

لكن هناك أسماء لنجوم معينة يمكن اعتبارهم من علامات الموسيقى العربية، هل ينطبق هذا الأمر عليهم أيضا؟

- لقد اتخذت قرارًا فى الدورة القادمة من المهرجان بعدم السماح بمشاركة أى فنان شارك فى الدورة الماضية أو التى سبقتها، مهما كانت نجوميته.

رغم هذه القاعدة الواضحة التى تنوى إرساءها إلا أنه سيظهر من يقول إنك استبعدت أسماء معينة نتيجة خلافات شخصية، ولا سيما «أصالة» التى سبق أن تداول النشطاء فيديو تتجاهل فيه الترحيب بك، وتحيى فيه المايسترو «خالد فؤاد»، فهل لديك قائمة مستبعدين من المهرجان؟

ـ أولا، «أصالة» صديقة عزيزة وتجمعنى بها علاقة طيبة، وسبق أن وضحت أن الفيديو المتداول مفبرك، حيث تم عمل مونتاج له، وإخفاء الجزء الذى قامت فيه بتحيتى، وثانيا، أتحدى أى إنسان فى الوطن العربى كله أن يقول إن بينى وبينه موقف شخصى، وبالتالى ليست لدى قائمة مستبعدين بناء على المواقف الشخصية، ومع ذلك أعلم تماما أن عدم المشاركة فى المهرجان سيغضب أسماء بعينها، ولكن ماذا أفعل فلدى عشرة أيام فقط، فكان قرار استبعاد من غنى فى السنتين الماضيتين من أجل إرساء مبدأ. 

علاقتك قوية بالفنان «عمرو دياب» الذى لم يشارك من قبل فى المهرجان، وسبق أن قمت بتوزيع مجموعة من أغنياته منها (قال لى الوداع وعلم قلبى.. إلخ) والتى تعد من العلامات المضيئة فى تاريخه، فهل من الممكن دعوته للمشاركة فى المهرجان لأول مرة؟ ـ حدث بالفعل، وقابل «عمرو» الدعوة بترحاب شديد، وسيكون أحد نجوم الدورة القادمة بمشيئة الله، فهو نجم عالمى بكل المقاييس، وأنا بنفسى شاهد على انبهار الأجانب بأغنياته التى تصل إلى كل مكان فى الدنيا. 

تقسم حفلات الموسيقى العربية إلى جزئين، حيث يسبق ظهور نجم الحفل فقرة غنائية لأحد مطربى الأوبرا، هل ستستمر الحفلات بنفس النهج؟

- هذا أيضا من ضمن المفاهيم المغلوطة التى سأسعى لتصحيحها، المهرجان ليس مهرجانا لأبناء الأوبرا، لذلك ليس من المنطقى أن تكون الفقرة الأولى من أى حفل مخصصة لنجوم الأوبرا دون غيرهم، أبناؤنا فى الأوبرا سيتم الاحتفاء بهم وعمل مهرجان خاص بهم، لكن خارج الموسيقى العربية، وهذا ليس تقليلا من حجم موهبتهم، لكن هذا المهرجان سيقدم فى فقرته الأولى أصحاب المواهب التى تستحق أن يلقى عليها الضوء بظهورها فى ليلة واحدة مع نجم من النجوم المهمين سواء من مصر أو خارجها.

فى العام الماضى ولأول مرة أقيمت حفلات فردية لكل من (أصالة، وعمر خيرت، ومحمد منير) فى سابقة هى الأولى من نوعها فى عمر المهرجان، حيث كانت الدكتورة «رتيبة حفنى» رحمها الله ترفض أن ينفرد فنان وحدة بليلة من ليالى المهرجان، كيف ترى هذا الأمر؟

ـ لدى فكر سأطبقه سيساعدنى فى تجاوز هذه المشاكل المتعلقة برغبة بعض النجوم فى الغناء منفردين، وهى أننى سأجعل لكل ليلة من ليالى المهرجان تيمة معينة سأحتفى من خلالها بموسيقى الدولة العربية التى ستكون بطلة تلك الليلة، من خلال غناء مطربيها المؤثرين، والمواهب الشابة بها، ونجومها المهمين، وبالتالى سأقوم بالاحتفاء بموسيقى الوطن العربى كله، وبالطبع لن أستطع الاحتفاء بكل الدول العربية فى دورة واحدة، ولكن بأربع أو خمس دول على سبيل المثال.

من ضمن المآخذ على الدورة الماضية هى انعدام المشاركة الخليجية فهل نأمل بتعويض القصور هذا العام بدعوة فنان بحجم «محمد عبده» مثلا بحكم علاقتك القوية به؟

ـ «محمد عبده» أستاذى، ووالدى الروحى، وعلاقتى به بدأت منذ أن كنت عازف لآلة الكمان، وقمت بقيادة فرقته الموسيقية فى الكثير من الحفلات، وهو من الفنانين الذين لديهم تأثير فى الخليج العربى كله، وبالطبع أتمنى وجوده، لكنى لا أريد أن أجزم بمشاركته، لكن ما أستطيع أن أؤكده هو أنه ستكون هناك مشاركة خليجية قوية بأسماء لها وزنها.

مسرح النافورة الذى تقام عليه الفعاليات بشكل أساسى فى السنوات الأخيرة اتضح بالتجربة أنه ليس المكان الأمثل لإقامة الحفلات، وفضلا عن مشاكل الصوت وانعدام الرؤية بالنسبة لأصحاب الصفوف الخلفية، فإن التقلبات الجوية كادت أن تتسبب فى إلغاء حفلتين العام الماضى، فهل ستستمر الفعاليات على النافورة أم سيتم نقلها للمسرح الكبير؟

ـ أعلم تماما أن هناك مشاكل هندسية فى مسرح النافورة، بالإضافة إلى اشتراطات الأمن والسلامة غير المتوافرة به، ومن المؤكد أن الأوبرا لديها خطة لإنشاء مسرح جديد بمواصفات عالمية، لكن لا أظن أن الوقت سيسمح فى غضون الأشهر القليلة القادمة، سنحاول تفادى المشاكل بكل تأكيد، بالإضافة إلى أن الحفلات لن تقتصر عليه، فستقام حفلات فى المسرح الكبير والصغير أيضا، أما خارج الأوبرا فقد قررنا التوسع، وألا تقتصر الحفلات على المسارح التابعة لوزارة الثقافة، فستكون هناك حفلات فى الهرم، ومتحف الحضارة، وغيرها، كما سيتم التوسع فى المحافظات أيضا.

من المؤكد أن ارتفاع سعر تذاكر الحفلات عقبة كبيرة أمام مدير مهرجان الموسيقى العربية وفى العام الماضى وصل سعر تذكرة حفل «راغب علامة» إلى 3100 جنيه فى سابقة لم تحدث فى المهرجان مع أى نجم آخر، كيف ستتخطى هذه العقبة؟

ـ ارتفاع أسعار التذاكر سببه هو عدم وجود موارد للمهرجان، مع ارتفاع تكاليف الحفل، والحل هو البحث عن موارد، ومحاولة دخول رعاة للمهرجان تماما كما يحدث لمهرجانات السينما الكبرى مثل الجونة والقاهرة، حتى تنخفض سعر التذكرة لتناسب كل فئات الجمهور، ولا سيما أننى استهدف شريحة أخرى من الجمهور هذا العام مع كامل احترامى وتقديرى لجمهور الأوبرا الحالى، وهم فئة أبنائنا الشباب، ليتعرفوا على الفن الحقيقى بدلا من أن نتركهم فريسة للمهرجانات والفن الهابط، ولهذا السبب سيتم الاحتفال بمئوية رحيل الفنان «سيد درويش» بإلقاء الضوء على مزيكا هذا الفنان الذى سبق عصره، وتقديمها فى إطار جديد يصل لفئات أخرى من الجمهور، مثلما قامت السعودية فى حفل تكريم الموسيقار «هانى شنودة» حيث تم إعادة توزيع أغنياته وتعريف الجمهور الأصغر سنا به، وتكفى الجملة التى قالها لى الموسيقار بعد الحفل الذى شرفت بقيادته، حيث قال (عندى 80 سنة كنت بمشى فى الشارع ما حدش بيعرفنى دلوقتى ما بعرفش امشى من كتر المعجبين).