السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لتعزيز شعار «صنع فى مصر» وبعد مرور 7 أشهر على تأسيسها.. ابدأ تنجح فى دعم الصناعة الوطنية بإقامة مصانع جديدة وتطوير المتوقف

7 أشهر فقط مرت على إنشاء المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» والتى نجحت منذ انطلاقها بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لخريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، حيث حققت «ابدأ» منذ إطلاقها أهدافها التى أُطلقت من أجلها، من خلال تقديم الدعم لنحو 900 مصنع، من تسهيل إجراءات، وتراخيص، وموافقات، وتوصيل مرافق، من بينها مصانع كانت متوقفة عن العمل، وأخرى كانت على وشك التوقف، ومن خلال المبادرة تم دعمها وتأهيلها إلى التشغيل والإنتاج، مثل مصانع فيوتك، كما عملت المبادرة على ربط «حياة كريمة» بمشروع متكامل للصناعة وتنمية العنصر البشرى وتوطين التنمية، بما يضمن استدامة المبادرة.



وكما أكدت دينا الدليل، العضو المنتدب لشركة «ابدأ» لتنمية المشروعات، أن مبادرة «ابدأ» نجحت فى تحقيق الأهداف التى أُطلقت من أجلها، مشيرة إلى أنها تستهدف توفير إجمالى 16 مليار دولار، وأيضًا توفير نحو 150 ألف فرصة عمل للشباب على مدار الأربع سنوات المقبلة.

فمنذ إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال «الملتقى والمعرض الدولى الأول للصناعة» فى 29 أكتوبر الماضى، إطلاق المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» كمبادرة تعمل بشكل أساسى على دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلى، وتقليل الواردات، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطنى فى توطين العديد من الصناعات الكبرى، والمتوسطة، والصغيرة، ومتناهية الصغر فى مصر.

شركة «ابدأ».. الذراع التنفيذية لتحقيق أهداف المبادرة

وتسعى المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» إلى تحقيق 3 أهداف أساسية، تشمل توفير فرص عمل، وتوطين الصناعات الحديثة، وتقليل الفجوة الاستيرادية، وذلك من خلال إضافة استثمارات جديدة لقطاع الصناعة بقيمة 200 مليار جنيه، وتوفير نحو 150 ألف فرصة عمل مباشرة، وغير مباشرة خلال السنوات الـ 4 المقبلة.

وتنقسم محاور عمل المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» إلى 3 محاور، تضم المشروعات الكبرى، ودعم الصناعات، والبحث والتطوير والتدريب، حيث يضطلع بالعمل على أهداف المبادرة ومحاورها «شركة ابدأ» لتنمية المشروعات، والتى تعد الذراع التنفيذية للمبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية، وتساهم فيها مؤسسة «حياة كريمة» بحصة حاكمة، بما يضمن توفير مصدر مستدام لتمويل «حياة كريمة» ومشروعاتها المستقبلية وتحقيق التمكين الاقتصادى للمواطنين فى قرى «حياة كريمة».

محور المشروعات الكبرى

يستهدف محور المشروعات عقد شراكات مع كبار المصنعين سواء كانت مشروعات قائمة ترغب فى تطوير أنشطتها، أو مشروعات جديدة، وذلك فى إطار زيادة الاستثمارات الصناعية بالشراكة مع الخبراء فى القطاعات المختلفة، وتشجيع الصناعات المغذية، وضمان قدرتها على التوسع، فقد نجحت المبادرة فى تجميع المصنعين المتنافسين داخل القطاع الواحد لتوطين صناعات مغذية تتطلب الإنتاج بحجم كبير، واستهلاك المنتج من قِبل تحالف من المستثمرين المحليين.

حيث نجح محور المشروعات الكبرى فى عقد شراكات فى مختلف القطاعات، مثل قطاع الأجهزة الكهربائية المنزلية، والذى استطاع جذب مستثمرين من اليابان، والصين، وتايوان، وإيطاليا، وتركيا لتوطين صناعات مكونات الأجهزة الكهربائية المنزلية، كما نجح فى جذب استثمارات فى قطاعات صناعات الأسمدة والمنتجات الكيماوية، والمطاط واللدائن، وقطع غيار السيارات، ووسائل النقل، والصناعات المعدنية، والورق ومنتجاته، وأجهزة الاتصالات والمحركات والمولدات الكهربائية، والمنتجات الجلدية والمعدات الثقيلة، وغيرها.

وتحت مظلة محور المشروعات الكبرى يجرى حتى الآن تنفيذ 64 مشروعًا صناعيًا مع 33 شركة مصرية خاصة و20 شركة أجنبية تعمل على نقل التكنولوجيا من 12 دولة.

وتستوفى جميع المشروعات الكبرى فى إطار المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية معايير توطين أحدث التكنولوجيات فى الصناعة، ونسب مكون محلى مرتفعة تتم زيادتها بشكل تدريجى بما يضمن تقليل الفجوة الاستيرادية والتكامل بين الصناعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. كما تستهدف بعض المشروعات تصدير إنتاجها بالكامل للخارج بناء على دراسات المواصفات الفنية والقياسية لأسواق التصدير.

وفيما يلى نستعرض أبرز تلك المشروعات:

مصنع لإنتاج مادة «الصودا آش»، حيث 

سيتم إنشاء مصنع لإنتاج «الصودا آش» بالتعاون مع وزارة البترول ممثلة فى الشركة القابضة للبتروكيماويات، ووزارة قطاع الأعمال وعدد من الشركات، منها الهيئة العربية للتصنيع، وشركة «بولى سيرف» للأسمدة والكيماويات تحت مظلة مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعة المصرية، والذى سيتم تشييده ضمن مجمع البتروكيماويات بمدينة «العلمين الجديدة» على مساحة تبلغ 185 فدانًا، بطاقة إنتاجية مبدئية تصل إلى 600 ألف طن سنويًا، حيث يهدف المشروع إلى توسعة الصناعات العديدة المرتبطة بـ«الصودا آش»، ووقف استيرادها من الخارج، مما يسهم فى تقليل الفاتورة الاستيرادية بنحو 500 مليون دولار سنويًا.

تأسيس شركة «العلمين لمنتجات السيليكون»، حيث تم عقد اتفاق مساهمين بين شركة «ابدأ» لتنمية المشروعات، ووزارة البترول والثروة المعدنية مُمثلة فى الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، والهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، والشركة المصرية للثروات التعدينية لتأسيس شركة «العلمين لمنتجات السيليكون» بالتعاون مع وزارة قطاع الأعمال العام مُمثلة فى الشركة القابضة للصناعات المعدنية، والشركة المصرية للسبائك الحديدية، وبالشراكة مع القطاع الخاص المصرى مُمثلاً فى شركة «إنارة كابيتال ليمتد»، وشركة «وسط الصحراء» للتعدين، حيث تهدف هذه الشراكة إلى إقامة مشروع مجمع إنتاج السيليكون ومشتقاته بأرض الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بمدينة «العلمين الجديدة»، حيث تصل التكلفة الاستثمارية التقديرية للمجمع بجميع مراحله حوالى 700 مليون دولار.

مصنع «سماد فوسفات الكالسيوم»

تم تدشين مصنع لإنتاج سماد فوسفات الكالسيوم بمحافظة الدقهلية، والذى سيتم افتتاحه خلال العام الحالى 2023، بطاقة إنتاجية تُقدر بـ50 ألف طن سنويًا، وتكلفة استثمارية تبلغ نحو 20 مليون دولار، ما يسهم فى تقليل الفاتورة الاستيرادية بنحو 45 مليون دولار، كما يستهدف توفير 200 فرصة عمل.

مصنع صمام أمان الغاز

حيث وقعت شركة «ابدأ» لتنمية المشروعات الثلاثاء 13 ديسمبر 2022،عقد اتفاق مساهمين مع شركة «Coperci» الإسبانية، لإنشاء أول مصنع لتصنيع «صمام أمان الغاز» فى مصر، بطاقة إنتاجية تُقدر بـ15 مليون صمام، وتكلفة استثمارية تبلغ حوالى 7.6 مليون دولار، والذى من المقرر افتتاحه هذا العام القادم 2023، وتم ذلك بالتعاون مع كل من شركة «فريش إليكتريك»، ومجموعة شركات «العربى».

مصانع الوايلر «مصنع توسعات الطلمبات والمحركات الكهربائية»

شاركت «ابدأ» فى مشروع توسعات الطلمبات والمحركات الكهربائية، والذى يهدف إلى التوسع فى إنتاج كل من طلمبات رفع المياه العملاقة، ومحركات الطلمبات، ومحابس خطوط المياه والصرف، بطاقة إنتاجية تُقدر بـ5000 طلمبة سنويًا، و2000 محرك سنويًا، 2000 محبس سنويًا، ما يقلل فى الواردات بقيمة تصل إلى 544 مليون دولار سنويًا.

مصنع محركات «وسائل النقل الخفيف»

تشارك «ابدأ» فى تدشين مصنع «محركات النقل» والذى يهدف لإنتاج محركات وسائل النقل الخفيف بقدرات تتراوح من 100 إلى 250 cc، والذى من المقرر افتتاحه العام الحالى، حيث تصل تكلفته الاستثمارية إلى 10 ملايين دولار، وتقدر طاقته الإنتاجية بإجمالى 400 ألف محرك سنويًا، والذى بدوره سيقلل فى الفاتورة الاستيرادية بنحو 56 مليون دولار سنويًا.

دعم الصناعة

يعد محور دعم الصناعة من أهم المحاور المختصة بتذليل جميع العقبات، التى تواجه أصحاب المصانع المتعثرة، من خلال تسهيل الإجراءات مثل، الحصول على التراخيص المختلفة، وتقنين الأوضاع، بالتعاون مع الجهات المختلفة كجهاز «تنمية المشروعات»، و«مجلس الوزراء»، وهيئة «التنمية الصناعية» وغيرها.

ويتم تقديم الطلبات والشكاوى من خلال الموقع الرسمى للمبادرة، ومن ثمَ يتم فرزها وتصنيفها طبقًا لنوع المشكلة، والجهات المعنية بالحل، وتم تلقى أكثر من 1000 طلب متنوع ما بين استفسارات حول مبادرة «ابدأ» وما تقدمه، وطلبات دعم من أصحاب مصانع متعثرة، أو طلبات لتسهيل الإجراءات للمستثمرين لإنشاء مصانع جديدة.

ويقوم أعضاء المبادرة بالتواصل والتنسيق مع الجهات المختصة والمعنية بحل المشكلات لبحث سبل التعاون لحل المشكلات ومعاودة الإنتاج فى حالة المصانع المتعثرة، أو البدء فى إنشاء المشروع فى حالة المستثمرين.

محور البحث والتطوير والتدريب

ويهدف محور محور البحث والتطوير والتدريب إلى توفير التدريب الفنى والمهنى والتثقيفى للعمالة المصرية وفقًا للمقاييس الدولية، بالإضافة لتوفير فرص العمل اللائقة بمعدلات عائد مناسبة تؤمن حياة كريمة للعامل المصرى، كما تسعى نحو تغيير الصورة الذهنية والنظرة المجتمعية تجاه العمالة الفنية، فضلًا عن تحقيق الاستدامة من خلال تطوير مؤسسات التعليم الفنى والتدريب المهنى التابعة للدولة واعتمادها طبقاً للمعايير الدولية، كذلك دعم المصانع المتعثرة، من خلال إيجاد أنسب الحلول لمشكلاتها بطريقة علمية عملية حديثة وبأقل تكلفة ممكنة.

ولقد نجحت مبادرة «ابدأ» خلال 3 أشهر فى مجال البحث والتطوير والتدريب فى تحقيق الآتى:

بدء المرحلة الأولى من مبادرة «ابدأ حياة» بمحافظة سوهاج يوم 21 أكتوبر 2022، بالتعاون مع «حياة كريمة» ووزارة «الإنتاج الحربى» والتى تضمنت برنامجًا تدريبيًا مهنيًا متكاملاً للشباب فى إطار تحقيق التمكين الاقتصادى للفئات المستهدفة، حيث تم تدريب الشباب داخل سيارة التدريب التابعة لوزارة الإنتاج الحربى على مجموعة من الحرف المختلفة مثل تصليح الأجهزة المنزلية، واللحام والألوميتال والمهن الحرفية الأخرى، بالإضافة إلى عقد محاضرات توعوية وتثقيفية. علاوة على وجود برنامج رياضى وترفيهى شامل، وورش ثقافية حول العديد من الموضوعات مثل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإدمان، وغيرها. جاء ذلك بمشاركة فعالة من محافظة سوهاج والتى قدمت جميع سبل الدعم والتسهيلات لتقديم التدريب الخاص بتأهيل العمالة المصرية طبقا لاحتياجات سوق العمل المحلية والعالمية.

كما أعلنت مبادرة «ابدأ» بالتعاون مع مؤسسة «حياة كريمة» ووزارة الإنتاج الحربى ومحافظة «الدقهلية» عن بدء فعاليات الدورة الثانية من التدريب المهنى والتثقيفى لمجموعة من الشباب من خلال عقد عدد من ورش العمل ومحاضرات توعوية وتثقيفية توفر لهم فرص عمل لائقة تؤمن لهم ولأسرهم حياة كريمة.

- هذا وقد وقعت شركة «ابدأ» لتنمية المشروعات والتى تعد الذراع التنفيذية لمبادرة «ابدأ» مُمثلة فى شركة «بيكو» – والتى تُعد إحدى الشركات الرائدة فى مجال المعدات الصناعية الثقيلة وصيانتها – برتوكول تعاون مع «الجهاز المركزى للتعمير» التابع لوزارة الإسكان لوضع السياسات والخطط الاستراتيجية لتوفير وإتاحة مراكز التدريب الحرفى، والتخصصى لتأهيل وتدريب الشباب على حرف التشييد والبناء المتعددة، بالإضافة لتدريبهم على قيادة وتشغيل، وصيانة المعدات الثقيلة المختلفة، لتنمية وتطوير قطاع التشييد والبناء، وتوفير العديد من فرص العمل.

مساعدة المصانع القائمة

ومن جهتها أكدت مريم محمود، عضو المبادرة الوطنية لتنمية وتطوير الصناعة «ابدأ»، أن من أهداف المبادرة مساعدة المصانع القائمة أو الجديدة، وتضم محورًا كاملاً للتدريب لتوفير أكبر قدر ممكن من فرص عمل.. مضيفة أن العمل بالمبادرة يتم من خلال 3 محاور تتمثل فى محور المشروعات الكبرى بالشراكة مع المستوردين والمصنعين بهدف تقليل الفاتورة الاستيرادية، وتحقيق قيمة مضافة للمنتجات التى تصنع محليًا، ومحور دعم الصناعة الذى يهدف لمساعدة المصانع القائمة والجديدة على العمل وتوفير جميع الأعباء البيروقراطية والروتين والتعامل مع جهات وتقديم الدعم الفنى والمساعدات التمويلية لهم.

وتابعت أن المبادرة استقبلت 1692 طلبًا من المصانع فى إطار محور دعم الصناعة، مشيرة إلى أن المبادرة تستهدف أى مصنع قائم أو مصنع يخطط للإنشاء وهو مجرد دراسات وفكرة للمشروع، ويريد زيادة المنتج المحلى وتقليل الفاتورة الاستيرادية وزيادة الصادرات، مؤكدة أن المبادرة تستهدف جميع القطاعات الصناعية التى تحقق هدف تقليل الفجوة الاستيرادية سواء بتقليل الواردات أو زيادة الصادرات أو توطين صناعة حديثة.

بينما قالت د.آية حسام الدين، عضو المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ»، إن هناك تحديات كبيرة واجهت مبادرة «ابدأ» فى البداية منها عدم توافر العنصر البشرى المدرب والمؤهل للعمل بالصناعة، مشيرة إلى أنه تم تدريبهم فى محافظاتهم، وهو ما فرق بشكل كبير مع المصانع.

وقالت: جاءنا 1700 طلب من مصانع قائمة بالفعل، وتم التواصل مع 750 مصنعًا وحل مشاكلهم سواء إجرائية أو روتينية أو غير ذلك.

وأوضحت: «جارٍ العمل على جزءين فى التدريب أولهما العاملون فى المصانع فى الفترة الحالية، والجزئية الأخرى بالعاملين المحتمل وجودهم فى المصانع والمشروعات الجديدة.

وقالت: ندعم أى شاب فى أى محافظة فى أى وظيفة يرغب فيها، بكل ما أوتينا من قوة وسيتم توفير مجالات تدريب أخرى حسب حاجة سوق العمل ومحور الصناعة، من خلال استراتيجية متكاملة للتدريب مقدمة من مبادرة ابدأ».