الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نجحت الكليات التكنولوجية فى خدمة قطاع الصناعة أول ماكينة غزل ونسيج بأيدى طلاب كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة

تشهد الجامعات التكنولوجية تطورًا كبيرًا فى منهجية التعليم، حيث تعتمد على التطبيق العملى أكثر من الدراسة النظرية، فهى تخدم قطاع الصناعة بوجه عام، وتنتج أجيالاً قادرة على دخول سوق العمل والإنتاج بشكل مباشر ولا تنتظر التدريب أو التوجيه بعد التخرج، طلابًا قادرين على أن يعملوا ويصمموا وينتجوا ويصدروا ويكونوا قادرين على المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية.



تحت رعاية د.هبة فاروق سالم رئيس جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية وبإشراف عميد كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة د.محمد درغام وإشراف منسق البرنامج الدراسى الدكتور حافظ سعيد قام طلاب كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بتنفيذ أول ماكينة غزل ونسيج بعد فترة عمل دامت لأكثر من شهر، وهى من أنواع ماكينات الصناعة الإنتاجية بالاستفادة من المكونات المحلية وقطع الغيار الموجودة بالسوق.

قامت روزاليوسف بعمل لقاءات مع الأساتذة والطلاب بالجامعة للتعرف على مشروعهم وكيفية تنفيذه:

قرار رئاسى

أكد د.محمد درغام عميد كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة أن الجامعات التكنولوجية مشاريع قومية منشأة بقرار رئاسى الهدف منها تخريج جيل من التقنيين العاملين فى قطاع الصناعة باختلاف التخصصات، يوجد كليتان بجامعة 6 أكتوبر التكنولوجية وهما كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة وكلية تكنولوجيا العلوم الصحية، ويوجد بكلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة 5 برامج وهى برنامج تكنولوجيا تشغيل وصيانة ماكينات الغزل والنسيج، البرنامج الثانى تكنولوجيا السكك الحديدية، والثالث تكنولوجيا التصنيع الغذائى والرابع تكنولوجيا المعلومات وأخيرًا تكنولوجيا الجرارات الزراعية وهو تحت الإنشاء، هذه البرامج تستقبل 80 % من طلاب دبلومات الصنايع  و20 % من طلاب الثانوى العام.

جيل تقنى

وأضاف.. إن الهدف الرئيسى من إنشاء هذه الكليات هو إخراج جيل تقنى يستطيع العمل فى مجال الصناعة ويسد الفجوة بين العامل التقليدى والمهندس، فهو يغطى نقطة احتياج فى قطاع الصناعة، وانطلاقًا من دور الدولة فى إنشاء هذه الجامعات جاءت الفكرة أن يتم توجيه دراسة الطالب بنسبة من %60 إلى 70% جانب عملى، فالتطبيقات العملية للطالب تكون فى ورش داخلية بالكلية بالإضافة إلى التدريبات الميدانية خارج الجامعة سواء فى الصيانة أو غيره، تدريبات كل أسبوع، كما أن اللائحة بالكلية تحدد شرطًا إجباريًا أن يتم تدريب الطالب فى المصانع  لمدة شهر كامل فى الإجازة الصيفية، حتى تكون العملية التعليمية تدريبية تقنية تكنولوجية.

توجد 10 جامعات تكنولوجية منها جامعة تابعة لصندوق تطوير التعليم العالى، و3 جامعات تكنولوجية فى القاهرة الجديدة وجامعة الدلتا فى قويسنا وجامعة بنى سويف التكنولوجية، وتوجد 6 جامعات تم افتتاحها حديثًا هذا العام منها جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية وبورسعيد والأقصر وأسيوط وبرج العرب وسمنود وطيبة .

وأضاف: إن كل جامعة تكنولوجية توجد فى منطقة تخدم قطاعًا معينًا فى الصناعة ،فمثلا توجد تكنولوجيا السكك الحديدية لخدمة المشاريع القومية الجديدة كالمونريل والقطار الكهربائى السريع وغيرهما، وأيضا تكنولوجيا المعلومات لديها جامعة تكنولوجية خاصة، وتكنولوجيا صناعة الغزل والنسيج فى القاهرة الكبرى.

ماكينة تخدم قطاع الصناعة

أما عن ماكينة الغزل والنسيج التى تم إنتاجها وتجميعها من الطلبة، فتعتبر نتاج أحد المقررات الدراسية فى الترم الأول من العام الدراسى الحالى، تم تدريب الطلبة أولًا فى المصانع وتوجيههم إلى أماكن التصنيع والصيانة للتعرف على كيفية الصيانة ،وأيضا كيفية تشغيل وتجميع الماكينة والتعرف على أماكن تواجد قطع الغيار الخاصة بها، والهدف هو أن نكون على توافق مع رؤية الدولة 2030 فى سد الفجوة فى الصناعة وإنتاج جيل قادر على الصناعة ومواجهة الصعوبات وخدمة قطاع الصناعة بشكل عام، الماكينة ليست تعليمية فقط ولكن تستطيع أن تعمل بمصنع وتخدم قطاعًا ما، الطالب يخرج من الجامعة قادرًا على العمل والتصنيع ولا ينتظر التدريب مثل الطالب الأكاديمى الذى يتخرج من الجامعة ويحتاج إلى تدريب وتوجيه حتى يستطيع العمل، ولدينا طلاب من التعليم الفنى لديهم مهارات فى العمل والتعامل مع المعدات والورش والصناعة، فلدينا طلبة درسوا برادة وحدادة وطلبة درسوا ميكانيكا وطلبة درسوا كهرباء وخراطة، قمنا باختيار الطلبة لديهم خلفيات متنوعة للعمل معا وإنتاج الماكينة.

انتج وابتكر

قمنا بأكثر من تجربة حتى ننتج هذه الماكينة، وتم اختيار 10 طلاب من خلفيات مختلفة، تم اختيارهم بعناية للعمل على هذه الفكرة وفقا لسماتهم الشخصية، كل طالب مسئول عن جزء معين داخل الفريق، لدينا 137 طالبًا فى البرنامج الدراسى، نطرح أفكارًا متعددة ويعمل كل مجموعة مع بعضها كفريق على فكرة معينة بحيث فى نهاية العام يكون كل الطلبة تم تدريبهم على الإنتاج بشكل صحيح بحيث يخدم التخصص والمقرر الدراسى الخاص به.

نعمل على أفكار لماكينات أخرى غير هذه الماكينة، تم طرح مسابقة على مستوى الجامعة تحت مسمى «انتج وابتكر» لتمكين الطلبة من إنتاج أفكار تخدم المجتمع الصناعى والمجتمع المحلى وتخلق فرص عمل للطالب أثناء الدراسة وفرصًا لخدمة الطالب سواء للعمل داخل مصر أو خارج مصر.

تخصصات مختلفة

يقول سيف رضا عبدالله: بعد تخرجى من دبلوم تبريد وتكييف كنت أرغب فى أن أعمل معادلة وأكمل دراستى بكلية الهندسة ولكن التنسيق كان عاليًا فلم أستطع دخول كلية الهندسة ولكن قبلت فى الكليات التكنولوجية ففرحت جدا لأن مجالها نفس مجال الهندسة وهى جديدة والعملى بها أكثر من النظرى، ندرس أكثر من 60 % دراسة عملية وهذا شىء ممتع، لدينا مجموعة رائعة من الأساتذة والمعيدين يقومون بمساعدتنا وتوجيهنا، خاصة فى المصانع والورش خارج الجامعة، نخرج تدريب عملى خارج الجامعة كل أسبوع سواء ورش هندسية أو مصانع غزل ونسيج وبها أحدث الماكينات وبدأنا على التدريب فى تخصصات مختلفة فى اللحام والبرادة والمعادن وكل شىء يخص الهندسة، كنا نهتم بفهم دائرة التشغيل بالإضافة لفهم النسيج. 

دعم الجامعة

وأضاف سيف أن الفكرة جاءت إلينا من خلال تدريبنا وجدنا أن هذا النوع من الماكينات تكلفته عالية ويتم استيراده من الخارج، فبدأنا نتناقش فى الفكرة واتفقنا على الفكرة وأخذنا موافقة الجامعة، والجامعة دعمتنا بكل الوسائل المادية والفنية والتدريب، واستعنا بفنيين خارج الجامعة للسؤال عن كل شىء فى الخراطة وأماكن تواجد قطع الغيار، رسمنا الفكرة وبدأنا إنتاج كل قطعة وتصميمها وتقطيعها، حتى أنتجنا الماكينة، ونتطلع  أيضا إلى تطويرها فلم نكتف بالإنتاج بل الإضافة والتحسين أيضا.

أكبر تحدى بالنسبة لنا كان أماكن تواجد قطع الغيار، عملنا كفريق لمدة شهرين وأحيانا كان يصل عدد ساعات العمل لعشر ساعات يوميا، كل شىء بالماكينة من الألف للياء بإيدينا، أفضل شىء بالنسبة لنا التطبيق، فالمهندس يدرس نظرى ويجد التطبيق مختلفًا ،لكن كليتنا مختلفة التطبيق هو الأساس لذا الدراسة بها مثمرة، أتمنى افتح مصنع بعد التخرج وأنصح كل شخص أن يشتغل ويجرب ويحاول لأن فى النهاية أكيد هيستطيع إنتاج شىء له قيمة.

إنتاج ماكينات 

ومن جانبه يقول أحمد محمد عطية: تخرجت فى فنى صنايع واتجهت للكلية التكنولوجية لأنى سمعت أنها تساعد الشخص على الابتكار بالإضافة إلى الدراسة العملية، عملت فى فريق عمل مكون من 10 طلاب هم سيف رضا عبداللة وإبراهيم المحمدى عبد الحميد وعبد الرحمن محمد أبوالفتوح وحسنى محمد حسنى وأحمد سيد محمد وعبد الرحمن محمد الصغير وزياد إبراهيم بيومى ومحمد خالد ومحمد فوزى، وبتمويل من الجامعة، وساعدتنى  أيضا خبرتى السابقة فى العمل بالماكينة، كما استطعت مع فريق العمل ومساعدة الأساتذة والمعيدين بالكلية تحقيق شىء جيد نال إعجاب الجميع، وأتمنى فى الفترة القادمة أن نستطيع إنتاج ماكينات أكثر لخدمة قطاع الصناعة فى مصر.

قسم نسيج

وفى نفس السياق يقول إبراهيم المحمدى عبد الحميد: دخلت قسم تشغيل وصيانة ماكينات الغزل والنسيج بكلية الصناعة والطاقة بجامعة 6 أكتوبر التكنولوجية، تخرجت فى مدرسة طنطا النسيجية الفنية العسكرية نظام 5 سنوات وكنت قسم نسيج ، فدراستى بالجامعة فى نفس المجال السابق، أحب التعليم الفنى والعملى أكثر كما أحب الاعتماد على نفسى منذ الصغر، أحب العمل ومساعدة نفسى وأسرتى  أيضا، لذا اخترت مجال دراسة عملى يساعدنى فى العمل، أنا من المنوفية وكنت أدرس فى طنطا وأعمل  أيضا بجانب الدراسة، نشأت فى أسرة بسيطة وحفظت القرآن واتجهت لمجال المبيعات ثم الصيانة والآن لدى محل لصيانة المحمول، أسرتى دائما تشجعنى على العمل والنجاح، الدراسة فى الجامعة هى التى أتاحت لنا العمل على الماكينة ومن خلال التدريبات العملية بالجامعة استطعنا كفريق إنتاج أول ماكينة للغزل والنسيج تصلح للعمل بأى مصنع وقادرة على الإنتاج .

الرسم الهندسى

وأضاف المحمدى ..المشروع استغرق أكثر من شهرين بين طرح الفكرة واختيار مجموعات العمل والتواصل مع شركاء الصناعة والاجتماعات التمهيدية والبحث عن قطع الغيار والأجزاء المكونة للماكينة والورش المسئولة عن التصنيع وتشغيل وتشكيل الخامات والرسم الهندسى واقتراحات المقاسات، وبعد الاستقرار النهائى وتجهيز كامل المدخلات استغرقنا من 10 إلى 15 يومًا تقفيل وتشغيل فعلى.>