لا عزاء للسيدات!
عاصم حنفى
أشهر المطاعم فى العالم تحمل أسماء الرجال الطهاة الذين افتتحوا المطاعم.. وخذ عندك مكسيم الفرنسى.. ودوجلاس فى بريطانيا ولوبيز فى إسبانيا وتونى فى إيطاليا وماكدونالد فى أمريكا وأبوشقرة فى مصر!
المثير أن أشهر كتاب بالعربية فى فن المطبخ وضعته واحدة ست هى أبلة نظيرة.. لكنها لم تمارس الطبخ أبدًا.. واكتفت بوضع النظرية والخطط والطرق والأساليب.. دون أن تنزل علميًا وعمليًا إلى الميدان لتطبق النظرية فى الواقع العملى!
وأشهر كبابجى فى السيدة زينب هو كبابجى الرفاعى، ويدير المحل الكائن فى حارة صغيرة مع مجموعة من الصبيان، لكن أمور الطهى والسلاطة وإعداد الولائم تقوم بها النساء، ولكن من وراء ستار وهى تتخفى وراء اسم الرفاعى الشهير!
ولا أعرف والحال كذلك.. لماذا تتباهى المرأة بأن المطبخ هو عالمها والطبيخ هو صناعتها.. ولماذا لا تعلن الحقيقة على الرأى العام فى كل بيت.. بأنها لا تعرف سر الصنعة.. وأن الرجل زوجها هو رجل الساعة والطباخ الأصلى.. وأنه يقف وراءها ويشجعها ويشد من أزرها.. ويغامر فيأكل ما صنعته فى لحظة طيش.. من باب التشجيع والمساندة!
لماذا لا يعلن الرجال التمرد ويرفعون راية العصيان بحق وحقيقى.. فيمنعون المرأة من التسلل للمطبخ.. ليتفرغ الرجل لصناعته التى برع فيها.. وبعدها تذهب حواء إلى الشغل بدلاً منه.. تجنى الفلوس وتصرف على الأولاد.. وتعطى زوجها حبيب القلب مصروفًا محددًا نظير طبخ الملوخية وعمل المسقعة وإعداد صوانى المكرونة فى الفرن!
وأشهر بريطانى فى عالم السياسة هو تونى بلير.. الذى اعتزل تمامًا وتفرغ للطهى وصار نجمًا تليفزيونيًا لامعًا فى برامج الطهى والتدبير المنزلى!
بل إن السياسى الفرنسى الراحل والعظيم جاك شيراك الذى تولى عمدة باريس ورأس وزارة فرنسا وتولى منصب رئيس الجمهورية.. ومع ذلك لم تمنعه السياسة من ممارسة هوايته الأولى وهى الطبخ والطبيخ.. ليثبت بالصوت والصورة أن المطبخ هو مملكة الرجل.. فى حين برعت حواء تمامًا فى مجالات الشغل والإنتاج.. فهى الطبيبة والمعلمة وسائقة التاكسى والمحامية وقائدة الطائرة والقطار وعاملة المناجم ورئيسة الوزراء وزعيمة المعارضة، لكنها ليست أبدًا الطاهية.. وجميع الطهاة فى الفنادق والمطاعم الكبرى من الرجال، وأشهر الطهاة فى التاريخ القديم والمعاصر من الجنس الخشن، وأشهر مطاعم الأغنياء فى مصر اسمه أبو شقرة.. وأشهر مطاعم الفقراء هو أبو طارق ملك الكشرى فى مصر والعديد من الدول العربية.. ولا عزاء للسيدات!
