السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تمثال صاحب نوبل

تمثال صاحب نوبل

منذ تولى الفنان «فاروق حسنى» رئاسة وزارة الثقافة وحتى الآن وأنا اخاطب السادة الوزراء فى تواصل دائم لإعادة النظر بشأن تماثيل الميادين التى لا ترتقى إلى المستوى اللائق لتجسيد شخصيات عظيمة من كبار المفكرين والأدباء الكبار وخاصة تمثالى «د.طه حسين» عميد الأدب العربى والروائى الفذ «نجيب محفوظ»، فالأول يمثل إهانة بالغة لقيمة ومكانة التنويرى الأعظم فى تاريخ الثقافة المصرية.. فهو كما تصوره صانعه يحتوى على رأس صغير كالبيضة وجبهة مكتنزة وملامح سطحية لا تعكس أى شبه بالرائد الكبير لحركة النهضة التاريخية فى حياة شعبنا، وذلك بالإضافة إلى جسد نحيل يغطيه رداء فضفاض غريب.. تبرز منه قدمان حافيتان.. والمتأمل للشكل العام للتمثال يؤكد أن النحات لم يقرأ للأستاذ المعلم حرفًا واحدًا ولا يعرف شيئًا عن قامته السامقة وقيمته الأدبية الكبيرة ومسيرته السياسية والتعليمية الرائعة.



أما تمثال الأديب والروائى الفذ «نجيب محفوظ» الحاصل على جائزة نوبل العالمية فكتبت جريدة الأهرام وقتها فى عدد 15/10/1988 تحت عنوان مفخرة: جاء فوز الأديب المصرى العالمى «نجيب محفوظ» بجائزة نوبل فخرًا جديدًا لمصر والعروبة فى عالم قلما يحتفى بالأفذاذ فى هذه المنطقة من العالم.

جاء تمثال نجيب محفوظ مخيبًا للآمال، فمثله النحات الجهبذ بصورة كاريكاتورية بقامة قصيرة ووجه متجهم تغطيه نظارة سوداء كبيرة تخفى بريق عينيه الوثابتين وتعبيرهما الأخاذ المتقد بالذكاء والحكمة والعمق.. كما حرص المثال على أن يجعله يتكئ على عصا ويحمل كتابًا وكأنه من مدعى الثقافة.. ويبدو كأنه أعمى يتحسس طريقه.

لم يبال السادة الوزراء بصيحات الاستنكار وبتعليقات الكتاب والنقاد الغاضبة وسخريتهم لهزال وسوء حال التمثالين واكتفى أحدهم بمقولة: من أين نأتى لكم بمثال عظيم مثل «مختار».. وآخر قال هذه ليست مسئوليتى؛ إنها مسئولية وزير الآثار.

هذا وقد رصد الكاتب الصحفى «إبراهيم عبدالعزيز» فى كتابه «ليالى نجيب محفوظ» حوارًا تم مع «نجيب محفوظ» مع محاوريه فى مقهى ريش فى ندوته الأسبوعية حول هذا الأمر قبل حصوله على جائزة نوبل.. ففى تعليق أبداه أحد محبيه مؤكدًا بحرارة فيما يتصل بروعة التصوير فى إبداعاته قائلًا: إن رواياته تمثل لوحات موسيقية.. وقال آخر: إن من حق «نجيب محفوظ» الحصول على «نوبل» فضحك الأستاذ قائلًا: فى المزيكا ؟! ثم استدرك بنبرة ذات معنى: أم فى النحت لإصلاح عيوب تمثالى.. ثم أردف مستدركًا فى سخرية وتهكم: 

- يبدو أن المثال الذى نحت التمثال الخاص بى تأثر بروايتى «الشحاذ».