الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رمضان من ثلث قرن على موائد المشاهير

رمضان من ثلث قرن على موائد المشاهير

كل سنة وأنتم طيبين.. رمضان كريم، منذ أكثر من 35 عامًا تعودت على رمضان فى القاهرة، ورويدًا رويدًا ابتعدت عن بلدتى فى قلب ريف وسط الدلتا، وحافظت على عادة لا تنقطع أن يكون إفطار أول يوم من كل عام مع أمى شفاها الله وكل أفراد أسرتى ضخمة العدد.



وخلال إفطار رمضان طوال كل هذه السنين خاصة فى أواخر التسعينات كانت لنا جولات وذكريات لا تنتهى أو ننساها يومًا ما؛ كلما حل شهر البركة.. وبقيت محفورة فى الذاكرة مثل خطوط اليد؛ وهو موسم موضوعات موائد الرحمن التى كنا نحققها سواء فى روزاليوسف أو فى عدد من المجلات والصحف العربية مصدر الدخل الإضافى المتوفر فى ذلك الوقت للصحفيين قبل دخول القنوات الفضائية، وتبقى معاناة الصحفى المادية مستمرة منذ عهود، والمدهش أن كل لقاءات الزملاء خلال لقاءات ما قبل الانتخابات الماضية وكل الانتخابات السابقة كانت تتحدث عن الأزمات والأوضاع المالية الصعبة التى يعيشها الصحفى، والطموح المستمر للخروج من هذه الأزمة الطاحنة على مدى كل سنوات عمر النقابة منذ 31 مارس 1941.

رمضان كريم.. نعود للذكريات والجولات فى إطارات رمضان.. وكان الإفطار كثيرًا ما يكون مع عدد من الأصدقاء فى مبنى الأهرام وفى سيدنا الحسين والسيدة زينب.. مدد يا آل البيت.. وأذكر أننى كتبت عدة موضوعات صحفية عن موائد رحمن المشاهير.. منها مائدة فريد شوقى وفيفى عبده وشريهان وغيرها من موائد المشاهير.. بجانب موائد الأحزاب السياسية والإخوان والكنيسة والوحدة الوطنية.

ومن المواقف التى لا تنسى ذات مرة فى إفطار مع أعز الأصدقاء كنا على مائدة رحمن فى سوق التوفيقية وكان معنا زملاء من الأهرام وشعراء وأدباء وروائيون هم الآن ملء السمع والبصر منهم رؤساء تحرير وشعراء وكتاب كبار.. كنا نجلس على المائدة وقبل أذان المغرب بدقائق أحد الأصدقاء وكان شاعرًا ومسيحيًا اشتهى قطعة خبز وأكلها وإذا بأحدنا يذكره أنه ليس صائمًا وأن المغرب لم يؤذن بعد وحدثت ثورة من العامة والبسطاء زملاء مائدة الرحمن، إلا أن القائمين على المائدة رحبوا بنا جميعًا وبزميلنا المسيحى وفضوا الاشتباك وتناولنا الإفطار جميعًا وغادرنا المائدة وذهب وذهبنا وقتها إلى زهرة البستان لإكمال سهرة رمضان الجميلة. وأذكر أيضًا أننا أثناء تسجيل ما يحدث فى مائدة رحمن بالزمالك وقيل إنها مائدة الفنانة شريهان وهى من تديرها وتتولى شئونها وإذا بمفاجأة كادت أن تسقطنى على الأرض ضحكًا وخجلًا هو جلوس رسام كاريكاتير شهير أمامى على المائدة وبعد نظرات وضحكات وحوار بين صحفى صغير ورسام كاريكاتير شهير عن الصحافه وإفطار رمضان طلب منى أن يظل ما حدث على المائدة سرًا وقد كان وما زلت ألتقيه ونتذكر سويًا تلك الأيام الجميلة.

رمضان كريم.. وكانت لنا جولات فى إفطار الساسة والأحزاب والجماعة المحظورة الذين كان كل همهم هو البحث عن الأضواء وتقديم أنفسهم كملائكة ومجنى عليهم من الجميع حتى ظهر الوجه القبيح لهم فى السنة السوداء التى حكموا فيها مصر.. وكنا نحصل على كمية كبيرة من الكواليس والنميمة ولم يختلف الأمر عن إفطارات النقابات المهنية وأيضًا الوحدة الوطنية، ومن الإفطارات التى لن تنسى كان إفطار نقابة المهندسين الذى حضره الراحل وقتها د.ميلاد حنا.. وجلس وسط المصلين عقب أذان المغرب كأنه يشاركهم الصلاة والإفطار والحوار معًا.

كانت مصر وكان رمضان ورمضان كريم.. ويظل رمضان فى مصر حاجة ثانية سواء من ثلث قرن أو من 14 قرنًا.. وكل سنه وأنتم طيبين.