الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رمضانك مصرى "1" افتتحه الرئيس السيسى بعد تطويره وإعادة بريقه بتكلفة 150 مليون جنيه الحسين.. روحانيات وذكريات تسعد القلوب بمذاق خاص

فرحة تجدد الروح ننتظرها كل عام فى هذا التوقيت مع حلول شهر رمضان المبارك.. نجدها فى أماكن تسكن القلوب وتملؤها بالبهجة والسعادة.. نستعيد بها ذكريات جميلة مرت علينا طوال حياتنا.. فالحسين منطقة تتمتع بأجواء فريدة تزين شهر رمضان بالطابع المصرى الأصيل والتى لم تجدها فى جميع دول العالم إلا فى مصر المحروسة. المسجد الأثرى العريق الشاهد على روحانيات المصريين.. يعد قبلة الجميع لقضاء أمسية رمضانية لا تنسى حيث يستقطب الآلاف من مختلف الجنسيات الذين يحرصون على زيارة القاهرة الفاطمية والأيوبية والعثمانية.



 لمحة تاريخية

يروى التاريخ أن رأس الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، نُقل من عسقلان إلى القاهرة فى يوم 8 جمادى الآخرة سنة 548 هجرياً، 1153 ميلادياً، إذ حمل فى سرداب إلى قصر الزمرد، ومن ثم دفن فى قبة المشهد التى شيدت خصيصاً له سنة 549 هجرياً (1154 ميلادياً)، وعندما ولى ملك مصر السلطان صلاح الدين الأيوبى سنة 1171 م، أنشأ مدرسة بجوار هذا المشهد، وعهد بالإشراف عليها إلى الفقيه البهائى الدمشقى، وقد حل المسجد الحالى الذى يعرف بمسجد سيدنا الحسين محل تلك المدرسة، وقد عاين المشهد والمدرسة الأيوبية فى بداية العصر الأيوبى الرحالة ابن جبير سنة (587هـ / 1182م) ووصفه وصفاً رائعا.

فى عام 1235 بدأ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكرى، المعروف بالزرزور، بناء مئذنة على باب المشهد، أتمها ابنه سنة 1236، وهى المنارة الحافلة بالزخارف المميزة فوق الباب المعروف بالباب الأخضر، الذى يرجع إلى العصر الفاطمى.

تم تجديد المسجد والعناية به على مدار التاريخ، ففى عهد الخديو إسماعيل، بُنى المسجد الحالى، واستغرق الأمر عشر سنوات، لينتهى العمل به عام 1873، فيما تمت زيادة مساحة المسجد فى الخمسينيات من القرن الماضى من 1550 متراً، إلى 1840 متراً.

يضم مسجد الحسين قطعة من القميص الشريف للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومكحلة وقطعة من العصا الشريفة له، وبه مصحفان بالخط الكوفى أحدهما بخط عثمان بن عفان رضى الله عنه، والآخر بخط على بن أبى طالب كرم الله وجهه..

 ترميمات موسعة

فى أبريل الماضى، شهد مسجد الحسين حلة جديدة من الترميمات وأعمال التطوير أعادت بريقه الخاص بتكلفة بلغت 150 مليون جنيه، حيث قام بافتتاحه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وسط إشادة كبيرة من الجميع بالطفرة الهائلة التى حدثت فيه باعتباره من أهم المزارات السياحية والدينية فى مصر.

وقتها وأثناء الافتتاح تفقد الرئيس السيسى، برفقة السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة فى الهند، أعمال التجديد الشاملة للمسجد، بما فى ذلك المقصورة الجديدة للضريح الشريف للإمام الحسين. حيث تأتى أعمال التطوير فى إطار توجيهات السيد الرئيس بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خصوصاً أضرحة سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، وذلك بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية فى المساجد وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما فى ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، لتتكامل مع جهود الدولة فى تطوير المواقع الأثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية.

 شارع المعز 

أنوار وفوانيس وزينة تأخذك إلى عالم آخر من السحر والجمال مع انتشار حلقات الذكر والأناشيد الصوفية وفرق التنورة وغيرها من طقوس الشهر الفضيل.. التى تنتشر فى شوارع المنطقة المضيئة من أجملها المعز لدين الله الفاطمى أقدم شوارع العالم والذى يعد تحفة معمارية تحكى العديد من القصص الرائعة وأسرار المصريين.

بعد أذان المغرب وتناول الإفطار موعدنا فى جولة ممتعة غير تقليدية بشارع المعز وأعدك أنك لم تشعر لحظة واحدة أنه سوق تجارية بل مزار سياحى ليس له مثيل يتردد عليه مئات الآلاف يومياً ويصفه الأثريون بأنه أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم لاحتفاظه بالأبنية الأثرية بالكامل حتى الآن، حيث يرجع تاريخ الشارع العتيق إلى عام 969 ميلاديًا أى منذ إنشاء مدينة القاهرة التى بناها المعز لدين الله الفاطمى ويحده باب النصر وباب الفتوح شمالاً وشارع باب الوزير جنوبًا وشارع الدراسة وبقايا أسوار القاهرة شرقًا وشارع بورسعيد غربًا.

جمال الآثار الإسلامية التى تشاهدها يصل عددها إلى 29 أثرًا لها رونق خاص من جمال ودقة وضخامة العمارة والزخرفة، تميزها ليس فقط بمساجدها الشامخة بل تضم أيضًا مدارس ومستشفيات وكتاتيب وقصورًا تزخر بالروحانيات والجمال الذى يشهد بروعة الفن المعمارى المصرى.

شارع المعز هو عبارة أيضًا عن مركز للإبداع الثقافى والفنى يتجلى فى تحفة تسمى ببيت السحيمى متحف فنون العمارة الإسلامية ذو الطابع الشرقى المتميز.. هنا ستقضى أوقاتا خاصة فى ليالى شهر رمضان الساحرة على أنغام الموسيقى العربية مع الاستمتاع بعروض مسرحية الليلة الكبيرة والورش الفنية المختلفة وروعة الإنشاد الدينى.

على جانبى الشارع الطويل، تتنافس البازارات السياحية فى جذب انتباهك لشراء منتجات الحرف اليدوية المشغولة بالكتابة العربى والكوفى والتحف والتماثيل الفرعونية واللوحات مع منتجات النحاس للمنزل وحلى السيدات والشال والحقائب والأتواب الطويلة التى تتناسب مع الثقافة العربية.

ويعتبر شهر رمضان الكريم موسمًا ينتظره أهل الشارع الفريد من نوعه من العام للعام لإقبال الزائرين وارتفاع حركة البيع والشراء طوال هذه الأيام المباركة.