الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

انتخابات العواجيز فى أمريكا رقم 60 لاختيار الرئيس 47

الانتخابات الأمريكية القادمة 2024 هى الانتخابات رقم 60 فى تاريخ أمريكا والمقرر لها 5 نوفمبر 2024 والمشهد الأمريكى الباحث عن الرئيس رقم 47 فى تاريخ أمريكا يكشف أن الدولة التى تقود العالم يتنافس على قياداتها مجموعة من العواجيز وكأن الحزبين المتنافسين الديمقراطى والجمهورى قد أكلتهما الشيخوخة، فإن الرئيس جو بايدن الذى تنتهى ولايته سوف يصل إلى 82 عامًا، والمرشح المنافس المحتمل ترامب يصل عمره إلى 77 عامًا، أما ماريان ويليامسون فتبلغ من العمر 70 عامًا، ولم يختلف الأمر مع المرشحة المحتملة هيلارى كلينتون وهو ما يكشف شيخوخة أغلب وأشهر المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة وهو ما يضع علامات استفهام كبرى أمام المواطن الأمريكى وأمام العالم.



فى تفسير وتحليل هذا الأمر الغريب على السياسة الأمريكية مؤخرا بعد تجربة أوباما الرئيس الشاب الذى جاء لمقعد الرئاسة وعمره 44 عامًا ووسط صراعات سياسية واقتصادية وحرب محتدمة بين روسيا وأوكرانيا ودخول الاتحاد الأوروبى لدعم أوكرانيا ضد روسيا وبدعم أمريكى ولا أحد يعرف متى تنتهى هذه الحرب ووسط الصراعات الاقتصادية «الأمريكية - الصينية» والصراع النووى وأزمات كوريا الشمالية وتدخلات أمريكا فى أزمة الصين مع تايوان وأخيرا التقارب «السعودى الإيرانى - الصينى» وأزمة الشرق الأوسط التى لا تنتهى.

حيث يرى المفكر السياسى د. عبدالمنعم سعيد أن السبب هو تجربة ترامب ثم بايدن وكبر سنهما بجانب إعلانهما عن الترشح فى الانتخابات القادمة وتجارب كبار السن ليست الأولى سبق ذلك تجارب كارتر وريجان، والغريب أن ذلك لا يوجد فى باقى قطاعات أمريكا مثل مستويات البورصة والقطاعات الاقتصادية وتجارب صغار السن فى القيادات الأمريكية فى بيل جيتس وآبل وغيرهما من المؤسسات ورؤساء الولايات وأعضاء الكونجرس أغلبهم من صغار السن وأن تجربة بايدن جاءت لوجود اتفاق عليه لمواجهة ترامب فى الانتخابات الماضية، ودائما كان متوسط سن الرئيس الأمريكى 50 سنة فى بوش الابن حتى جاء باراك أوباما 44 سنة ورغم أن إعلان ترامب وبايدن عن ترشحهما وهما من كبار السن وعلى الجميع أن ينتظر حتى تكتمل الصورة ويأتى موعد الانتخابات فى نوفمبر 2024 وهى ظاهرة تستحق إعادة نظر.

ويرى د. أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية بالأهرام والمتخصص فى الشأن الأمريكى أن انطلاق سباق الرئاسة الأمريكية وإعلان عدد من المرشحين سواء فى الجانب الجمهورى أو الجانب الديمقراطى عن إعلانهم الرسمى بخوض سباق الانتخابات يعنى أن القاسم المشترك بين المرشحين هو التقدم فى السن أو المرشحين العواجيز.

الحزب الجمهورى رشح ترامب للانتخابات وهو يبلغ 77 عاما والرئيس بايدن أعلن عن ترشحه عن الحزب الديمقراطى ويبلغ من العمر 80 عامًا، ثم أعلنت المرشحة التقدمية اليسارية ماريان عن الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، وتبلغ من العمر 70 عامًا، ويعكس ذلك أن هناك فقرًا فى تفريغ الكوادر الشبابية فى القدرة على الترشح فى الانتخابات وأن الحزب الديمقراطى أو الحزب الجمهورى يعانى من أزمة نخبة وأزمة قيادات، فى حين أن الرئيس الأسبق أوباما وهو 44 عاما فاز فى الانتخابات بالحزب الديمقراطى، لكن بعد تجربة أوباما حدثت الشيخوخة فى الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى أيضا وما قدمه الحزب الديمقراطى من مرشحين كبار يعكس فجوة داخل الحزب بين القيادات الشابة والقيادات الكبيرة فى السن، وأن الجانب الشخصى والبرنامج الخاص بالحزب لم يعد متوافرا لدى الكثير من الأعضاء والمرشحين، ولا تتواجد شخصيات قيادية يمكن أن تقدم برنامجا جديدا.. مثلا الرئيس ترامب من الحزب الجمهورى من خارج النخبة، وجاء كرجل أعمال لديه قدرة مالية وانتشار كبير واستطاع أن يهزم كل مرشحى الحزب الجمهورى فى الانتخابات التمهيدية فى 2016، وأن المرشحين الشباب وقتها لم يتمكنوا من الصمود معه وتمكن من الوصول إلى البيت الأبيض 2017، وأن الرئيس بايدن اعتمد على شخصيته وقدراته فى الانتخابات الماضية ضد ترامب وتاريخه الطويل فى العمل السياسى وعضوية مجلس الشيوخ لقرابة 50 عامًا، وكان فوزه ليس بسبب قوة الحزب الديمقراطى قدر ما كان بقوته وشخصيته وضعف القدرات الشخصية للمرشحين المنافسين خاصة ترامب الذى تعرض لظروف صعبة منها جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية.

وتوقع د. أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية والمتخصص فى الشأن الأمريكى بالأهرام، أن ماريان التى خاضت الانتخابات التمهيدية عام 2020 وخسرت أمام بايدن سوف تجد صعوبات فى مواجهة بايدن هذه المرة أيضا، ويعد بايدن الأقرب المتوقع أن يفوز فى الحزب بالترشح لفترة ثانية وهو الاحتمال الأكبر إلا إذا ظهر مرشح آخر من الشباب صاحب كاريزما أو حدث عليه إجماع داخل الحزب مثل أوباما أو غيره يكون صاحب تهديد على بايدن، وفى الجانب الآخر بالحزب الجمهورى ترامب هو الأكثر حظًا وكل المؤشرات تصب فى صالح ترامب ولا يشكل المنافسون له مواجهة كبيرة والمشهد السياسى الأمريكى يكشف فقرًا وضعفًا أمام الأحزاب السياسية فى أمريكا وتحديات كبيرة فى تقديم قيادات شابة تكسب ثقة الجمهور وتتقدم المشهد السياسى، لأن الأحزاب السياسية تراجعت عن أداء دورها، أمام التيار الشعبوى الذى استطاع ترامب أن يخاطبه ويحقق أهدافه عام 2016 ويصل إلى مقعد الرئاسة فى أمريكا.

ويتفق د. أشرف سنجر خبير السياسات الدولية مع د. أحمد سيد أحمد، بأن النظام الحزبى فى أمريكا قد تعرض للشيخوخة وغير قادر على تقديم نماذج سياسية قادرة على أن تقود الولايات المتحدة ومؤسسة الرئاسة فى أمريكا مع الأخذ فى الاعتبار أن أمريكا كنظام سياسى تعطى للمؤسسات دورها فى قيادة الدولة سواء كانت مؤسسات دستورية لمجلس الشيوخ ومجلس النواب والمحكمة الدستورية العليا وأن وهن وضعف شخص الرئيس يمثل تحديا على دور القيادة وأن رئيس أمريكا مسئول عن إدارة البيت الأبيض وإدارة صنع القرار فى أمريكا، ويشمل ذلك مجلس الأمن القومى الأمريكى بكل ما تمثله إدارة البيت الأبيض التى تتطلب أداء قويا وصحيا للرئيس فى ظل الأحداث السياسية المؤثرة فى العالم منها الحرب الروسية.الأوكرانية والصعود الصينى وإذا كان الرئيس غير لائق صحيا لكبر سن أو مرض، فإن التحديات تكون أكبر ضد أمريكا وأن بايدن أكبر صورة لهذه الحالة، وأن بايدن إذا جاء رئيسا سوف تكون سنه 86 سنة، ويكون أكبر رئيس أمريكى، ولن يختلف الأمر إذا جاء ترامب رئيسًا، سوف تكون سنه 82 عاما، وهذا الأمر يؤكد أن الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى لديهما معاناة من الشيخوخة وعدم الدفع بعناصر جديدة، وهناك أسماء مرشحة أصغر سنا من بايدن وترامب مثل رون ديانتيس الجمهورى حاكم ولاية فلوريدا 44 عاما، وأيضا حاكم ولاية كاليفورنيا عن الحزب الديمقراطى، لكن ترامب وبايدن لديهما أوراق اللعبة وقد تحدث مفاجآت تمنعهما وهو ما ينتظره الجميع فى أمريكا.

أما د. جبريال صوما - عضو المجلس الاستشارى للرئيس الأمريكى السابق ترامب فيؤكد أن مسألة ترشح الرئيس بايدن فى الانتخابات القادمة سوف يصل عمره إلى 82 سنة، وفى نهاية ولايته سوف يصل عمره إلى 86 سنة، وهذا أمر يثير القلق فى نفوس الناخب الأمريكى وخاصة أعضاء الحزب الديمقراطى الذين لا يرغبون فى ترشح بايدن للمرة الثانية، أما فيما يتعلق بالرئيس السابق ترامب فعمره سوف يكون 78 سنة عندما يترشح فى 2024 وسوف يصبح عمره 82 عاما فى نهاية فترة الحكم فى حين فاز فى الانتخابات القادمة.

ولا تردد لدى أعضاء الحزب الجمهورى من ترشح ترامب على عكس حالة الرئيس بايدن والأعمار فى يد الرب وأن الوضع الصحى لترامب أفضل كثيرا من وضع بايدن لأن ترامب لا يعانى من أزمات صحية أو مشاكل فى التواصل والحوار وإدارة المحادثات مع الآخرين.