الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحاجة آمال.. تحصل على الماجستير بدرجة امتياز فى سن الـ80 عامًا

«من  غير ما تتكلمى مِدّى العيون سَلّمى فوق الحيطان ارسمى.. الحلم متفسّر وبُكرة جاى أخضر وانتى بتتبسّمى».. بهذه الكلمات عبّرت السيدة آمال إسماعيل عن فرحتها بتكريم السيدة انتصار السيسى لها ووجّهت لها كلمات هذه الأغنية التى غنّاها الفنان على الحجار.



وتروى آمال لـ«روزاليوسف» تفاصيل حياتها الملهمة لكل سيدة: أنا من جذور ريفية من محافظة الدقهلية من بلد الناصرة مركز المنصورة، التحقت بمَدرسة العائلة المقدسة كأى طفلة عادية فى سن 7 سنوات، ودرست 5 سنوات حتى 12 عامًا ثم تمّت خطبتى واتفق العريس مع أهلى ألاّ أتمم تعليمى.

 قال لوالدى «محبش السّت بتاعتى تتعلم»! ووافق الأهل على ذلك، ولكنى تضايقت كثيرًا وكان لى رغبة شديدة باستكمال تعليمى، وكنت أفكر أن التعليم أهم متطلبات الحياة وسلاح قوى، وجلستُ سنتين فى البيت دون تعليم حتى 14 عامًا ثم تزوجت، واستمرت الحياة وأنجبت 4 أولاد؛ ولدين وبنتين، لكن فى عام 1981 كنت أبلغ نحو 38 سنة وقتها سافر زوجى ليبيا للعمل وأصبحت مع الأولاد فى المنصورة وحدنا، فكرت وقتها أسأل وأقدّم لأكمل دراستى فذهبت إلى التربية والتعليم بالمنصورة حتى اطلع على أوراقى وأستكمل دراستى الإعدادية، وحصلت على مجموع عالٍ بالإعدادية 90 % ولما عاد زوجى من ليبيا وعرف أنى حصلت على الإعدادية، بدأ يحّضر لى أوراق السفر دون علمى وبَعدها فوجئت به يقول لى جهزى شنطك هتسافرى معى.

 

 الثقافة مش بالشهادات

وأضافت آمال: توفى زوجى فى 2007 وانتابنى الحزن عليه لأنى كنت أحبه جدًا وظللت 4 سنوات متأثرة بفراقه، شعرت وقتها أنى فقدت جزءًا منّى، فهو عِشْرة 50 سنة، فبرغم من أنه منعنى من التعليم الأكاديمى إلا أنه قام بتثقيفى ثقافة رفيعة وكان دائمًا يشترى لى المجلات والكتب وفى المناسبات وأعياد الميلاد كان يهدينى كتب ويقول لى الثقافة مش بالشهادات فالعقاد أستاذ الأدب العربى لم يحصل إلا على الابتدائية.فالتعليم ينتشل الإنسان من الأزمات.

وأضافت: فى ثورة يناير 2011 كنت أتابع الثورة باهتمام وأهتم بالأحداث والتفاصيل واشتريت كتبًا عن الثورة، وبعدها قالت لى ابنتى: إيه رأيك يا ماما تكمّلى تعليمك؟ فللوهلة الأولى شعرت بالخوف وأجبتها تعليم إيه دلوقتى؟!، لكن شجعتنى وقالتلى الدراسة هتبقى سهلة لأنك بتقرأى كثير منذ سنوات طويلة وكل ما قرأتيه هتستفادى منه، وفكرت فوجدت كلامها صحيح، فالتعليم ينتشل الإنسان من الأزمات، ثم ذهبت لوزارة التربية والتعليم بالمنصورة مرّة أخرى واستكملت تعليمى والتحقت بكلية الآداب وعمرى 71 عامًا، ولم أجد أى صعوبات فى الدراسة لأنى كنت قارئة جيدة والمعرفة تملأ كيانى، ولم أكتف بذلك أكملت دراسة بعد حصولى على ليسانس الآداب والتحقت بالماجستير وحصلت عليه وأنا عمرى 80 عامًا، ناقشت الماجستير فى 19 فبراير الماضى ونالت رسالة الماجستير التى قدمتها إعجاب الأساتذة وقالوا أنها رسالة قوية وجديدة.

 طاقة نور

وتابعت آمال: إن د.عبدالوهاب جودة هو مَن أعجب بالفكرة وتحدّث عن الرسالة فى البرامج؛ حيث إنها لم تقدم مثلها فى المكتبة العربية ورشحنى للمجلس الأعلى لتكريمى، وبعد حصولى على الماجستير وجدت الإعلام كله يريد استضافتى والتسجيل معى، ولم أرفض التسجيل فقد أكون طاقة نور لأحد الأشخاص أو طوبة تعلى الجدار وتشجع الآخرين.

وختمت حديثها: اتصلوا بى للتكريم وفرحت جدًا ولم أستطع استلام الجائزة بنفسى ولكنى أكنُّ كل الحب والتقدير للسيدة انتصار السيسى، واستلمت التكريم عنّى ابنتى شيرين، وبعد استلام الجائزة ورجوعها قالت لى: يا ماما إن السيدة انتصار غاية فى اللطف والتواضع والحب والرّقة، فقلت لها هذا طبيعى؛ فهى مصرية أصيلة.