السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول مصرية تؤلف أعمالاً باللغة السواحيلية منة ياسر: كتابى الأول سافر تنزانيا قبلى

«الهدف لا يعنى شيئًا يجب أن تصل إليه؛ لكنه شىء تمارسه كل يوم» كلمات الممثل وخبير الفنون القتالية الصينى «بروس لى» الذى حاز شهرة عالمية جراء ممارسته للعبة أحبها ونشرها خارج دائرته المغلقة ليخبر العالم أن بإمكان الجميع الوصول للهدف والطريق ليس مستحيلاً فكل ما عليك هو أن تمارس ما تجيده وما تريده وعندما يصبح عادة سيتحول إلى نجاح لتحقق هدفك.



 وهو ما فعلته هى بأن جعلت من هدفها عادة لتتحول بمرور الأيام إلى نجاح لم تخطط له يومًا وإنما كان حلمًا بعيدًا.. من كلية الألسن إلى العمل الإذاعى.. والترجمة الفورية وانتهاء بتأليف الكتب ولم يكن التحدى يسيرًا لكنها اختارت الطريق الأصعب لتتوج على قائمة المبادرين والرواد.. روزاليوسف التقت بالمترجمة والكاتبة المصرية منة ياسر دسوقى أول مؤلفة كتب تنموية باللغة السواحيلية فى مصر، سنأخذكم معنا فى جولة للتعرف على مسيرتها المليئة بالنجاحات والإخفاقات.. وإلى نص الحوار…

 كلمينا عن دراستك فى البداية؟

- تخرجت فى كلية الألسن جامعة عين شمس تخصص اللغات الإفريقية شعبة اللغة السواحيلية واللغة الألمانية كلغة ثانية عام 2017 وحصلت على دبلومة عليا فى مجال اللغويات اللغة السواحيلية والصومالية، وحاليًا باحثة ماجيستير بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة تخصص اللغة السواحيلية، كما أدرس ماجيستير فى جامعة UDSM جامعة دار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية، أعمل كمدربة للغة السواحيلية فى أكثر من شركة داخل وخارج مصر أونلاين وأوفلاين، كما أعمل كمنسق عام لحركة ناصر الشبابية مكتب الشباب الإفريقى بوزارة الشباب والرياضة ومراجعًا لغويًا للغة السواحيلية فى حركة ناصر الشبابية، ومترجمًا فوريًا للفعاليات الخاصة بسفارة تنزانيا فى مصر. عملت كمترجمة فورية فى أكثر من مؤتمر وأكثر من فعالية داخل وخارج مصر، وعلاوة على عملى فى الترجمة أعمل أيضًا كمذيعة باللغة السواحيلية والعربية فى عدد من الراديوهات الأونلاين كما ألفت كتبًا باللغة السواحيلية والعربية.

 متى كانت بداية مسيرتك المهنية ولماذا وقع اختيارك على اللغة السواحيلية؟

- بدأت مسيرتى مع الترجمة فى عام 2013 عندما حصلت على مجموع %94 ولم يحالفنى الحظ فى الالتحاق بكلية الإعلام التى كنت أحلم بها لكى أصبح مذيعة راديو، ولكن نقصت درجاتى نصف فى المائة عن مجموع كلية الإعلام. وعندها فكرت فى الالتحاق بكلية الألسن كان فى إمكانى عندها اختيار قسم اللغة الفرنسية أو اللغة الإنجليزية أو التركية أو العبرية وغيرها من اللغات الأوروبية التى عادة ما يكون الإقبال عليها كثيفًا فى كلية الألسن، لكننى عندما التحقت بالكلية كنا قد خرجنا للتو من ثورة 2011 وكنا عائدين إلى إفريقيا بقوة وعمق شديد فأحببت أن أدرس شيئًا جديدًا ومختلفًا ومميزًا فاللغات الإفريقية لا يكون عليها إقبال كثيف ولا ينتبه لها الكثيرون على الرغم من أن قارة إفريقيا بها أكثر من 3600 لغة، فلم لا نتعلم لغات مهمة تختلف عن اللغات المعروفة بالفعل ونرى ما هى اللغات الأكثر انتشارًا فى القارة ونعرفها لكى نستطيع التواصل سويًا بلغاتنا المحلية بدلاً من استخدام لغة أوروبية ثالثة وهو ما دفعنى للالتحاق بها، وعند التحاقى بالكلية بدأت أدرس اللغة السواحيلية كلغة أولى والألمانية كلغة ثانية وكان هذا تحديًا كبيرًا جدًا بالنسبة لى ومن خلال دراستى للغة السواحيلية استطعت أيضًأ أن أحقق حلمى بدخول المجال الإعلامى وأكون مذيعة راديو من خلال اللغة السواحيلية.

 متى بدأت بالعمل فى مجال الترجمة؟ 

- بدأ عملى فى مجال الترجمة منذ 6 أعوام فأنا كنت أعمل فى الترجمة منذ أن كنت طالبة، حيث عملت كمترجمة فى مكاتب ترجمة متعددة من وإلى اللغة السواحيلية.. هذا بفضل الدكتور الذى كان يقوم بشرح مادة الترجمة لنا فى الكلية وهو د. «يوسف معلم» وهو تنزانى الجنسية، وهو من الناس الملهمة جدًا بالنسبة لى فى مجال الترجمة وإلى يومنا هذا هو مراجع لغوى لكل الكتب التى أقوم بكتابتها بشكل عام.

 هل واجهت تحديات عند التحاقك بهذا المجال؟

- التحديات التى واجهتنى عدم وعى كثير من الناس باللغة وبالدول الكثيرة فى قارتنا الإفريقية، فهناك أناس كثيرة لا تعرف عن وجود لغات أفريقية محلية منتشرة. هناك من يندهش أو يضحك عند سماع ذلك، علاوة على عدم توافر المصادر التى سأعمل عليها، فأنا كنت من الدفعة الثانية التى أقدمت على دراسة اللغة السواحيلية فى الكلية، فكان هناك فجوة كبيرة، ولكن بحمد الله استطعنا سد تلك الفجوة عن طريق وجود ناطقين بالسواحيلية معنا فى مصر، حيث قام بتدريسى اللغة السواحيلية فى كلية الألسن أساتذة كبار من جامعة الأزهر علاوة على أساتذة تنزانيين، فنحن حصلنا على اللغة من أهلها بشكل جيد.

 هل هناك أى أنشطة أخرى تقومين بها؟ 

- نعم لا يقتصر الأمر على مجال الترجمة؛ وإنما لدىّ أنشطة فى مجالات مختلفة، فأقوم بأنشطة خاصة بالاتحاد الإفريقى، فأنا حاصلة على برنامج AUYVC وهو برنامج متطوعى الاتحاد الإفريقى، كما حصلت على عدد من الزمالات مثل زمالة جوليوس نيريرى للقيادة التى حصلت عليها فى تنزانيا عندما كنت هناك، علاوة على كونى منسقًا عامًا فى منحة ناصر للقيادة الدولية، كما حصلت على دورات متنوعة فى الإدارة وأنشطة متنوعة لها علاقة بالترجمة. 

 لماذا أقدمت على خطوة الكتابة ؟ 

- منذ أن كنت صغيرة وأنا أحب الكتابة ودائمًا أحمل معى نوتة أدون فيها كل ما يخطر على بالى من أفكار أو خواطر. وعندما بدأت فى دراسة اللغة السواحيلية وجدت أن هناك نقصًا كبيرًا فى التراجم والكتب السواحيلية المتواجدة فى مصر وليس هناك أى شخص مصرى أقدم على خطوة التأليف باللغة السواحيلية, ربما قام أساتذتنا الكبار بتأليف كتب تتناول قواعد اللغة وكيفية تكوين الجملة حتى إن الشرح لا يكون بالعربى، ففكرت لم لا أكون رائدة فى هذا المجال وأؤلف باللغة السواحيلية، واخترت مجال التنمية البشرية لكى أكتب فيه لأننى كنت قد قمت بدراسته وحصلت على دبلومة فيه من المركز الكندى التابع لدكتور إبراهيم الفقى، كما حصلت على تدريب من خارج مصر وحصلت على تدريب مكثف فى جامعة عين شمس وأصبحت لدىَّ خبرة جيدة فى مجال التنمية البشرية كما حصلت على تدريبات متنوعة فى مجال HR وTOT. علاوة على دراستى وإتقانى للغة السواحيلية، فحاولت تطويع وصياغة كل ما أعرفه وأخرجته فى كتابى المؤلف بلغة أخرى غير العربية لكى أخاطب ثقافة وشعبًا وبيئة مختلفة تمامًا عنا. كما أن لدىَّ رواية قمت بترجمتها، لكنها لم تُنشر بعد، فالترجمة ليست صعبة، ولكن التأليف بالسواحيلية ليس الأسهل. 

 حدثينى عن تجربتك مع دور النشر؟ 

- انتهيت من كتابى الأول قبل بضع سنوات وكان من المفترض أن أقوم بنشره منذ أعوام، لكننى كلما ذهبت لدار نشر  كانوا يرفضون العمل ولأننى لست من الأشخاص الذين يكتفون بإرسال إيميل للدار وانتظار الرد قمت بطباعة سيرتى الذاتية واللف على مختلف دور النشر حتى يمكن القول إن «رجلى دابت» كنت أعرض العمل على دور النشر وبذلت جهدًا كبيرًا جدًا.. وبالطبع كمترجمة عندما فكرت فى نشر كتابى ذهبت أولاً إلى المركز القومى للترجمة لأننى على علم أنه أفضل مكان يمكن للمترجمين التعامل معه. وعندما أخبرتهم أن عملى مؤلف باللغة السواحيلية اندهشوا ولم يرغبوا فى تقديم أى مساعدة لى، وبالطبع عرضت كتابى على الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة لكنهم جميعًا كانوا يخشون التفكير خارج الصندوق وأن يقوموا بنشر منتج مختلف على الرغم من أن الكتاب باللغتين العربية والسواحيلية، إلا أنهم رفضوا رفضًا باتًا وقالوا لن ننشر سوى بالعربية أو اللغات الأجنبية الأخرى. وصل الأمر بى أن قمت بالتواصل مع دار نشر فى تنزانيا وكنت على وشك نشره هناك ورحبوا بالأمر جدًا، لكنه كان سيكلفنى الكثير، وفى تلك الأثناء تعرفت بدار الأديب التى قمت بنشر كتابى فيها وبالبحث وجدت عنها تعليقات جيدة وكانوا عندها على أعتاب معرض الكتاب لعام 2022 وكانوا يقدمون عروضًا جيدة فأرسلت لهم ولم أتوقع الإجابة كباقى الدور؛ وعندما تحدثت لمدير الدار وذهبت مباشرة لإمضاء العقد أخبرنى أن كتابى سيتواجد فى معرض الكتاب 2022 وهو ما لم أكن أتخيله خلال 15 يومًا فقط، وأنا أرى مثلما لى السبق فى أن أكون أول مصرية تكتب عملًا بالسواحيلى فهم لهم السبق فى أن يكونوا أول دار نشر تنشر عملًا بالسواحيلى مكتوب من شخص مصرى، وهو ما شجعنى للتعاون معهم فى الكتاب الثانى دون تردد أو بحث عن دور نشر أخرى. وبعد أن قمت بالنشر تواصل معى المسئول الذى كنت أتواصل معه فى المركز القومى للترجمة وكان يبارك لى عندها أخبرته أننى لم يكن عندى أى مشكلة فى تحمل تكلفته، ولكننى كنت أتمنى خروجه من المركز القومى وكان أهم ما حفزنى على التعاقد مع هذه الدار هو إمكانية حصولى على حقوق الملكية كمؤلفة كاملة، فكان فى إمكانى الحصول على نسبة المبيعات كاملة عند نشر كتابى خارج معرض الكتاب، وهو ما حدث بالفعل، بينما تقوم الدار بالحصول على مبيعات الكتاب داخل المعارض، وهو ما يحفظ للمؤلفين حقوقهم المادية والفكرية بمرور الزمن. 

 حدثينى عن كتبك التى أصدرتيها باللغة السواحيلية؟

- كتابى الأول الذى صدر فى معرض الكتاب 2022 كان بعنوان NJIANI أى «فى الطريق» وهو كتاب فى مجال التنمية البشرية قدمته باللغتين العربية والسواحيلية وهو يناقش عدة أمور متعلقة بالتنمية الذاتية للإنسان وأعرض فيه أنواع الشخصيات والنجاح والفشل وكيفية ترتيب خطوات الحياة والأحلام الطموحات وكيف نسعى للنجاح وكيف نستثمر الفشل وتحويله لخطوة مهمة ومثلما سبق أن ذكرت قدمته بالسواحيلى لوجود فجوة فى الأعمال المؤلفة بهذه اللغة، فقررت أن أحمل لواء الريادة وهو حقق صدى واسعًا لأنه أول كتاب باللغة السواحيلية يُكتب على يد مصرى وخاصة فى مجال التنمية البشرية وأشادت به السفارة التنزانية فى مصر حتى إنها قامت بشراء الطبعة الأولى منه كاملة وسافر كتابى إلى تنزانيا قبل أن أسافر أنا. وعن طريق هذا الكتاب تمت دعوتى بشكل رسمى فى جمهورية تنزانيا الاتحادية من وزارة التعليم العالى لكى أكون المتحدث الرسمى أثناء الاحتفال بمرور 61 عامًا على استقلال تنزانيا كأول مصرية تكتب كتابًا باللغة السواحيلية وأتحدث عن إنجازاتى فى اللغة السواحيلية بشكل عام. ومنذ حوالى ستة أشهر قررت عمل كتاب ثانِ، ولكن تلك المرة قررت التوجه لمجال القصص القصيرة لكى أغطى مجالات أدبية متنوعة. واخترت مجال القصص القصيرة لأنها قادرة على تقديم قيمة بعد قرائتها لمساعدتى فى حياتى، وهو عبارة عن 10 قصص قصيرة فى نهاية كل قصة درس مستفاد واخترت له عنوان karatasi na kalamu أى ورقة وقلم لأننا دائمًا فى حاجة إلى الورقة والقلم لتدوين أفكارنا ونكتب كل ما نريد فعله لكى نبدأ بأخذ خطوات وتحقيقها. وهو أيضًا كتاب باللغتين العربية والسواحيلية وتم نشره فى معرض الكتاب 2023.

 إذن هل سافرت إلى إفريقيا؟

- نعم سافرت إلى تنزانيا، عدت من هناك منذ أيام قليلة لكى أشارك فى معرض الكتاب بكتابى الثانى، فأنا أدرس هناك وأعمل أيضًا. ومن بين المهن التى امتهنتها هناك،  أننى أصبحت «مدير إدارى» لقطاع طبى فى جمهورية تنزانيا الاتحادية.. لأننى حاصلة على تدريبات فى الإدارة علاوة على إجادتى للغة وهو ما أهلنى أن أتولى هذا المنصب، كما أن مجال عملى فى الترجمة الفورية جعلنى أحصل على اعتماد باكيتا كمترجم فورى للغة السواحيلية و«باكيتا» هو المركز الوطنى للغة السواحيلية فى العالم كله ليس فى تنزانيا فقط، كما أننى أعمل مع باكيتا فى تنزانيا.. على كل كانت تجربتى هناك تجربة لطيفة فهى تجربة «عمل ودراسة وفسحة» وسأعود لتنزانيا مرة أخرى بعد بضعة أيام.

 ما خططك للفترة المقبلة؟ 

- الفترة المقبلة سأستكمل مسيرتى التعليمية والعملية ورحلتى فى تنزانيا مرة أخرى.