الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
حقك.. المصالح العربية والشرق أوسطية   لا تتحقق إلا بتوافقهما مصر والسعودية.. ترابط يتحدى الفتن

حقك.. المصالح العربية والشرق أوسطية لا تتحقق إلا بتوافقهما مصر والسعودية.. ترابط يتحدى الفتن

لن تجد فى العلاقات الدولية ترابطًا وتكاملًا بين دولتين مثلما هو الحال بين مصر والسعودية، علاقات قوية وعميقة مبنية على حسن الجوار، والتفاهم الشعبى، والتنسيق السياسى على أعلى مستوى بين قيادة البلدين، فهما بلا مبالغة أساس الاستقرار والتوازن والأمن فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.



 

علاقة صلبة صلدة تنكسر عليها كل المؤامرات التى تُحاك من أجل قطع أواصر المحبة الصافية بين البلدين اللذين يمثلان لكل العرب عمود الخيمة، وجناحَى الأمن القومى العربى، تكفى الإشارة إلى أن مصر كانت هى الدولة الوحيدة التى زارها مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود.

لن ترونا إلا معًا.. هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بلسان مصرى صميم عن عمق العلاقات المصرية - السعودية، فعبر تاريخهما المشترك لم تتخلَّ مصر عن السعودية، ولا السعودية ابتعدت يومًا عن مصر.

لم تُبنَ هذه المسألة على العواطف أو المشاعر الرابطة بين الدولتين والشعبين ولكنها تأسست على مصالح مشتركة وتعاون إقليمى والالتزام بالدور المساند فى العثرات، ومثلت مصر والسعودية طوال السنوات الماضية صوت العقل ورعاية السلام فى إقليم مثخن بالصراعات والنزاعات.

التكامل صنع بين البلدين لغة من نوع خاص، تجيد الحوار فى أصعب اللحظات وتتمكن من حل أى خلافات فى وجهات النظر والقفز عليها سريعا واستكمال العمل المشترك وتوحيد القوى لتحقيق التوازن وتخفيض أى تصعيد قد يشعل المنطقة.

لغة التفاهم مبنية على الثقة الكبيرة بين الجانبين، وعلى معرفة كل منهما بعمق واتساع قوة الآخر، نحن نتحدث عن قوتين إقليمتين لديهما نفوذ سياسى واستراتيجى وتاريخى وعمق حضارى ضارب فى جذور الزمن ولذلك يسهل دائما التوافق بينهما وكسر الفتن التى يحاول البعض إشعالها عن عمد بين الشقيقين الكبار.

تدرك مصر جيدا حجم الخطر على السعودية، وتدرك السعودية قدرات مصر فى التصدى لأى خطر، وتعتبر مصر أى تهديد لها تهديدًا للأمن القومى المصرى، وعلى هذا الأساس بنيت استراتيجة «مسافة السكة» كما أعلنها الرئيس السيسى لتختصر المسافات وتعبر عن محور مهم من محاور الأمن القومى المصرى، وتقول إن أمن السعودية، والأشقاء فى الخليج خط أحمر، وتؤكد أن مصر ستكون بجوار المملكة للتصدى لأى تحرش أو خطر.

«لن ترونا إلا معًا فى السراء والضراء»، تلك حقيقة تترجمها التحركات المصرية المقوية دائمًا لموقف المملكة والعكس، لن ينسى المصريون دعم السعودية لمصر فى معاركها التاريخية، وستظل صورة الملك فهد، والملك سلمان، وهما يرتديان البذلة العسكرية المصرية أثناء العدوان الثلاثى أيقونة من أيقونات تلك العلاقة، يعقبها ما قدمه الملك فيصل لمصر خلال حرب 67، وحتى 1973، وكيف أوقف البترول عن الغرب ليقوى موقف مصر على أرض المعركة، مرورًا بالملك فهد الذى دعم عودة مصر للجامعة العربية بعد سنوات القطيعة، وصولًا لدعم الملك عبدالله رحمه الله لثورة 30 يونيو، ورفضه لأى تحرش دولى بمصر، وإدراجه لجماعة الإخوان على قوائم الإرهاب بالسعودية، ليدعم موقف مصر الدولى ويحمى الداخل السعودى من شر إرهاب تلك الجماعة، ولولا هذا الدعم كانت ثورة 30 يونيو ستشهد الكثير من العثرات أمام المجتمع الدولى الذى كان مجيشًا ضد تحرك الشعب المصرى، ورغم ذلك دافعت السعودية عن ثورة المصريين بشجاعة وأكدت بذلك على العلاقة القوية بين مصر والسعودية.

ولذلك لم يكن غريبًا حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن حبه وتقديره لمصر، ودعم ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر، وانبهاره بمعدلات الإنجاز العالية فى المشروعات القومية التى اطلع عليها خلال زيارته لمصر، وبنفس القدر عبرت مصر عن امتنانها للدعم السعودى المستمر، ورددها الرئيس السيسى فى خطاباته معبرا عما يشعر به ملايين المصريين من حب صادق تجاه المملكة.

لم تتأخر مصر عن نداء الحق فى حرب تحرير الكويت، وحماية أمن المملكة، وكان الجيش المصرى فى طليعة الصفوف لمساندة الأشقاء فى الخليج، ويستكمل حاليًا، دوره التاريخى بالمناورات العسكرية المشتركة مع الأشقاء فى السعودية، والإمارات، والبحرين، فضلا عن قيام الجيش المصرى بدور حيوى فى تأمين الممرات المائية التى تحيط بالمنطقة وتحيط بمصر والسعودية، وهو مشهد يؤكد على حقيقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأمن الإقليم فلن تبخل مصر أبدًا على أشقائها بالخبرة، أو الإمداد والمساندة، بل ورفعت شعار «معًا فى مواجهة آى خطر» مع أشقائها الخليجيين.

ما يحدث فى العالم وتأثيره على المنطقة تتطلب إرساء توازن بين مصر والسعودية لا تهزه الاختلافات، ولا الشائعات، ولا الأصوات التى لها أجندة أخرى، ومقاومة محاولات إضعاف ذلك التماسك من جانب مثيرى الفتن، مصر تدرك إنها دولة كبيرة فى محيطها، وتحتاج إلى علاقات إقليمية تعينها على الأخطار التى تحيط بها، مثل السعودية التى تواجه تبعات انقسام العالم إلى معسكرين متصارعين، ولم تعد هناك من بدائل أمام الدولتين الكبيرتين إلا بناء شبكة تحالف إقليمية حتى توازن الرعب المحيط بهما.

ما بين مصر والسعودية أكبر من الدسائس والمؤامرات الخائبة لإخوان الشيطان وحلفائهم، وأقوى من إساءة يقوم بها ضعاف النفوس هنا أو هناك.. أعمق من مساندة اقتصادية.. ما يربط البلدين هو مصير واحد يفرض عليهما البقاء صفًا واحدًا لتحقيق الأحلام المشتركة، ومواجهة التحديات.

العمال المصريون فى المملكة لا يشعرون بغربة، ويجتهدون فيها مثلما يجتهدون فى بلدهم.. وفى مصر يشارك الأشقاء السعوديون فى البناء والتعمير، وحصد المكاسب من استثماراتهم المرحَّب بها دوما، ولذلك يخسر دائمًا من يراهن على تعكير صفو تلك العلاقة صاحبة الجذور العميقة، مهما كان الجدل، يظل البشر، والتاريخ، والجغرافيا، والمصير المشترك هما عامل الحسم الدائم.

مصر دولة مبادئ وقيم، ولا يمكن أن تسمح لها تلك المبادئ بالتخلى عن شقيق فى أزمة، ولهذا دائمًا ما يأتى تحركها السريع لنصرة الأشقاء فى المملكة، مبنيًا على تأييد شعبى، فمصر دائمًا على العهد مع الأشقاء فى المملكة، حاضرة وداعمة ومساندة، فما يربط مصر والسعودية علاقة عميقة وقوية وصلبة تتكسر عليها كل الفتن.