الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حواديت.. بلغوا %12 من مواليد (2014-2021) بزيادة %4 عن السنوات السابقة الأطفال غير المرغوب فيهم

حواديت.. بلغوا %12 من مواليد (2014-2021) بزيادة %4 عن السنوات السابقة الأطفال غير المرغوب فيهم

لفتت نظرى وهى تطلب من ابنتها البالغة السادسة عشرة من العمر تقريبا أن تحمل أخاها الصغير الذى لم يتجاوز عمره العام الواحد، أبدت الفتاة بعض التذمر ولكنها استجابت أخيرًا. لم يكن حديث المرأة لابنتها حديثًا بلهجة الأمر ولكنه حديث ضاحك ممزوج بالسخرية، لم تكن هناك الكثيرات فى عربة مترو السيدات ولذلك لاحظت المرأة دهشتى فقالت ضاحكة: (لى من الأبناء ثلاثة منهم البنون والبنات ولكنى فوجئت مثلهم جميعا أننى حامل قد جاوزت الأربعين وشىء ما بداخلى جعلنى أحتفظ بالجنين لا أدرى ما هو ولم أستمع لنصائح جارتى أو صديقاتى بالتخلص منه فهو بالنسبة لهم طفل غير مرغوب فيه، ولكنه بالنسبة لى شىء آخر فقد أعادنى إلى مشاعر كنت أظن أننى نسيتها.



 

لا تندهشى من رد فعل ابنتى فهى وأخواها كانوا من أشد المعارضين لهذا الحمل ويخجلون من فكرة أن والدتهم ما زالت تنجب ولكنى لم أبال بآرائهم)، واختتمت الأم حديثها ضاحكة: (أحيانًا يمتد الهزار بينى وبينهم إلى تهديدهم بأننى سأبلغ أصدقاءهم بأن أمهم أنجبت طفلاً صغيرًا وهم فى سن الشباب إذا لم يفعلوا ما أريد). 

كان لضحكتها وحديثها أثرًا جميلاً فى نفسى ولم أتعجب منه فقد ربط الوجدان الشعبى المصرى ما بين المرأة والأرض فالمرأة لا يكفى أن تتزوج، ولكن لا بد لها من إنجاب الأطفال ومع توافد الثقافة العربية إلى المحروسة فقد أعلت من قيمة إنجاب الذكور، ولذلك فالمرأة التى تنجب ذكورًا هى الأكثر خصوبة ولها أن تتباهى بنفسها بين النساء ويا حبذا لو أثبتت المرأة قدرتها الدائمة على العطاء بأن تُنجب فى سن الأربعين أو قبل الوصول إليه بقليل، فهى تبرهن لنفسها قبل الآخرين أنها ما زالت تتمتع بالأنوثة مثلها مثل فتاة صغيرة فهى القادرة على العطاء والإنجاب.

الطفل غير المرغوب فيه

تعبير قاسٍ أطلقته أجهزة الإحصاء على الأطفال الذين يولدون بدون سابق تخطيط أى فى ظل تعاطى المرأة لوسيلة من وسائل منع الحمل. ومع ذلك يحدث هذا الحمل، فما نسبة هؤلاء فى مصر.. فى تقرير المسح الصحى للأسرة المصرية لعام 2021 والذى أطلقه جهاز الإحصاء حديثا، أوضحت الأرقام أن حوالى 20 % من المواليد خلال الخمس سنوات السابقة (2014 - 2021) على المسح لم يكن مرغوبًا فيهم وقت الحمل. ومن تلك النسبة هناك نسبة 12 % لم يكن مرغوب فيهم على الإطلاق، وهى نسبة أعلى مما تم ملاحظته فى المسح السكانى الصحى 2014، حيث كان 8 % من المواليد غير مرغوب فيهم على الإطلاق، وهذا يدل على صدق وحسم المرأة فى عدم الإنجاب مرة أخرى وإذا حدث فقد جاء بطريق الخطأ أو كما تطلقن عليه نساء المناطق الشعبية (ده جه غلطة) وهن يضحكن بخجل.

انخفاض معدل الإنجاب الكلى

تضافرت عوامل عديدة للحد من معدلات الإنجاب فى مصر منها ارتفاع تكلفة المعيشة وتكلفة تعليم الأطفال وغيرها وهو ما اتضح فى بيانات المسح الصحى بأن معدل الإنجاب الكلى أى عدد المواليد (لفتـرة الثلاث سنوات السابقة علـى إجراء المسح) قد انخفض إلى 2.85 طفل لكل سيدة مقارنة بالذى تم رصده فى سنة 2014 بحوالى 0.7 طفل (بلغ المعـدل 3.5 طفل لكل سيدة فى المسـح السكانى الصحى 2014). ويلاحظ انخفاض معدلات الإنجاب التفصيلية بصفة عامة لجميع فئات العمر للسيدات.

المناطق الأكثر إنجابًا 

يرتبط الإنجاب بالمنطقة التى تحيا فيها الأسرة وكذلك بمستوى تعليم الزوجين وما زالت المناطق الريفية والحدودية هم الأعلى فى معدلات الإنجاب، حيث تشير الأرقام إلى تسجيل محافظات الحدود والوجه القبلى إلى أعلى قيمة لتصل إلى (3.4 و3.3 طفل لكل سيدة على الترتيب) فيما انخفض المعدل بشكل كبير فى المحافظات الحضرية ليصل إلى أقل قيمة وهو 2.2 طفل لكل سيدة، وقد أظهرت النتائج أن معدلات الإنجاب انخفضت فى الوجه البحرى لتصل إلى 2.7 طفل فقط لكل سيدة. وهو تقريبًا 0.8 طفل أقل مما تم رصده فى المسح السكانى الصحى 2014. ويصل معدل الإنجاب العام 96 مولود لكل 1000 سيدة فى العمر 15 – 44، بينما وصل معدل المواليد الخام إلى 21 مولود لكل ألف من السكان مقابل 29.1 مولود فى عام 2014.

تأثير التعليم على الإنجاب

لا أكن أى تعاطف مع الفئات الأكثر احتياجًا والأكثر إنجابًا فهم سبب ما نعانيه من انخفاض معدل التنمية ففى الوقت الذى تحدد فيه السيدات المتعلمات عدد الأبناء إلى طفلين فقط نجد أن تلك الفئات ينجبن بالستة أطفال ويلقين بهم فى الشوارع ويكون المصير إما التسول أوالسرقة، ولذلك فلا بد من إيجاد تشريع يحرم تلك الفئات من بعض المزايا التعليمية فى حالة تخطى عدد الأبناء إلى ثلاثة، وبذلك يتم التحكم فى التصنيف الديموغرافى لمصر فلا نجد فى يوم ما زيادة عدد نسبة الأميين بصورة كبيرة عن نسبة المتعلمين.

وقد أوضحت البيانات ذلك، حيث يختلف معدل الإنجاب الكلى حسب الحالة التعليمية، حيث يصل إلى 2.6 طفل لكل سيدة أتمت التعليم الثانوى أو أعلى، ويرتفع ليصل إلى 3.6 طفل لكل سيدة لم تتم التعليم الابتدائى كما نلاحظ التحسن الواضح عن مسح 2014.

تفضيلات الإنجاب

لا تستطيع أى سيدة التحكم فى مشاعر الأمومة بمجرد الزواج، لذلك توضح البيانات أن الرغبة فى الإنجاب ترتبط بقوة بعدد الأطفال الأحياء لدى السيدة بالفعل. فقد وجد أن 85 % من السيدات اللاتى لم يبدأن الإنجاب وقت إجراء المسح يرغبن فى إنجاب طفل بسرعة. ومن بين السيدات اللاتى لديهن طفل واحد، فإن أقل قليلاً من تسعة من بين كل عشرة أبدين الرغبة فى إنجاب طفل آخر. وبين السيدات اللاتى لديهن أكثر من طفل، فإن الرغبة فى عدم إنجاب المزيد من الأطفال تزيد بسرعة مع زيادة عدد الأطفال من 55 % بين السيدات اللاتى لديهن طفلين إلى 82 % بين السيدات اللاتى لديهن ثلاثة أطفال.

تنظيم الأسرة 

ارتفعت نسبة السيدات المتزوجات اللاتى تتراوح أعمارهن بين 15-49 ويستخدمن وسيلة لتنظيم الأسـرة بـزيـادة حوالى 8 نقاط عن المستوى الـذى تم رصده فى المسيـح السكانى الصحى 2014، وتصل نسبة مستخدمات الوسائل الحديثة لتنظيم الأسـرة فـى 2021 إلى 65 %، مقارنـة بحوالـى 57 % فـى 2014، بينمـا تصـل نسبة استخدام الوسائل التقليدية إلى أقل من 2 % فى كل من المسحين. وتصل نسبة مستخدمات اللولب إلى 29 %، بينما 20 % يستخدمن الحبوب، فى حين تصل نسبة مستخدمات الحقن إلى 10 %. وبالمقارنة مع بيانات مسح 2014، يلاحظ ارتفاع نسبة استخدام الحبوب بحوالى 4 نقاط (16 % فى مسح 2014) بينما تراجع استخدام اللولب بحوالى نقطة واحدة.

وترتفع نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة فى 2021 فى الحضر مقارنة بالريف بحوالى ثلاث نقاط، مع وجود اختلافات حسب محل الإقامة، حيث تصل نسب الاستخدام إلى حوالى 71 % فى المحافظات الحضرية والوجه البحرى، بينما تصل هذه النسبة فى الوجه القبلى إلى 59 % فقط.

تأثير العمر

تفضل كثير من السيدات إنجاب الأطفال بالتوالى حتى لا يكون فرق السن بينهم كبيرًا ويؤثر فى أسلوب التعامل بينهم ولذلك ينجبن فى بداية زواجهن وفى السن الصغيرة نوعًا معًا، ولذلك فهناك نسبة 39 % فقط بين السيدات فى العمر من 19-15 يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة فيما ترتفع تلك النسبة إلى 75 % بين السيدات فى العمر من 35-44. وحسب التعليم، تتراوح نسب الاستخدام من 62 % بين اللاتى أتممن التعليم الابتدائى بعض الثانوى إلى 68 % بين الحاصلات على تعليم ثانوى أو أعلى، وترتفع نسب الاستخدام كذلك مع عدد الأطفال لدى السيدة، حيث تصل النسبة إلى 77 % بين من لديهن 3-4 أطفال، وتقل قليلاً إلى 74 % بين من لديهن 5 أطفال فأكثر.

تأثير العمل على الإنجاب 

ترتفع نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة بين السيدات اللاتى يعملن مقابل عائد نقدى لتصل إلى 71 %، مقابل 66 % بين اللاتى لا يعملن مقابل عائد نقدى.

زيادة نسبة المرأة المعيلة

تم إجراء المسح بمقابلة أكثر من 30000 أسرة معيشية، وبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة المعيشية 04. 4 فردا مقابل 4.1 فردا فى عام 2014. وقد وجد أن حوالى 17 % من الأسر ترأسها سيدة بزيادة أربعة نقاط عن مسح 2014. وقد وجد أن حوالى 40 % من أفراد الأسر المعيشية أقل من 20 عاماً.

الدعم الحكومى:

تحصل حوالى 10 % من الأسر المعيشية التى تمت مقابلتها فى المسح على دعم حكومى من برنامج كرامة وتكافل. وتشير البيانات إلى أن نسبة الأسر التى تحصل على دعم من برنامج كرامة وتكافل تصل إلى أقل ما يمكن فى المحافظات الحضرية ومحافظات الحدود (5.4 %)، بينما تصل إلى أعلى مستوى فى الوجه القبلى (16 %)، وخاصة فى ريف الوجه القبلى (19 %). وتشير البيانات أن حوالى 88 % من الأسر لديها بطاقة تموين، و6 % تحصل على معاش الضمان، وحوالى 2.4 % من الأسر المعيشية قد حصلت على معاش العمالة المؤقتة أثناء جائحة فيروس كورونا.