الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول مصرى ينشئ أوركسترا بشيكاغو: مينا ذكرى: أفخر بهويتى المصرية

حلم راوده منذ سنوات، وشغفه بحب الفن والموسيقى هو ما دفع المايسترو «مينا ذكرى» للإقدام على تجربته فى الوصول للعالمية.. وما بين الصعاب التى واجهته فى بداياته ورغبته فى الوصول لحلمه استطاع ذكرى تكوين أول فرقة أوركسترا سيمفونى تحت رئاسته بولاية شيكاغو الأمريكية والتى تحمل اسم «أوسيتراخ».



ورغم نجاحاته بقيادة أكثر من أوركسترا بمختلف دول العالم فإن «مينا» يحرص سنويًا على العودة لأوركسترا القاهرة السيمفونى والتى يقدم معها حفلاً سنويًا حتى يظل متواصلا مع وطنه بشكل دائم..

 «روزاليوسف» التقت العالمى «مينا ذكرى» وكان لنا معه هذا الحوار..

 أنهيت حفلاً ناجحًا بدار الأوبرا المصرية مؤخرًا.. فهل تحرص على التواجد بشكل مستمر هنا؟

- نعم أزور مصر سنويًا للقاء أهلى وأحبتى، ولى الشرف والفخر بدعوة أوركسترا القاهرة السيمفونى لى لمشاركتهم بحفل سنوى، فمن واجبى نحو دار الأوبرا المصرية ووزارة الثقافة المشاركة معهم فى الفعاليات.. خاصة أن الأوبرا أول من احتضننى وقتما كنت طالبًا بمعهد الموسيقى وكان لها الفضل فى دراستى بالخارج، أما على المستوى الفنى فأنا أحتاج كل فترة لتوطيد علاقتى بثقافتى المصرية والحفاظ على جذورى لتغذية هويتى الموسيقية، لأن كل فنان يحمل بداخله هوية بلده التى تجعل له بصمة خاصة.

 ما الذى ينقص أوركسترا القاهرة السيمفونى لتكون فى نفس مستوى الفرق العالمية؟

- من الطبيعى أنها تحتاج للكثير من العمل.. ولكن بشكل عام أنا ضد فكرة مقارنتنا بالغرب، المقارنة الصحيحة أننا نقارن حاضرنا بماضينا لكى ندرك مشاكلنا.. ومن ثم نستطيع رصد ما نحتاجه لتحقيق شأن أفضل. وبالمناسبة هناك بالفعل تطور وطفرة فى الحركة الثقافية المصرية، ولكن يجب أن نستمع لبعضنا البعض فى مقترحات التطور فى كل المجالات للارتقاء بالمجتمع.

 هل تجد أن فن الأوبرا يقدم لطبقة اجتماعية معينة أم يجب أن يتم منح الفرصة للغير بمشاهدته؟

- هذه مشكلة أغلب دول العالم، فهناك طبقة معينة من المستمعين التى يتم توجيه فن الأوبرا إليها، وبالتالى لا يهتم الكثير بنشر ثقافة دار الأوبرا فى كل مكان.. ولكنى أرى أن الفن ليس حكرًا على طبقة اجتماعية أو ثقافية معينة.. فيجب زيادة الثقافة الفنية والموسيقية لدى الناس. وإحداث تنوع لتذوقهم الفنى ما بين الترفيهى والفن الإبداعى والذى يدعوك للتجاوب معه والتفكير والاندماج.

  منذ سفرك لخارج مصر، ما التحديات التى قابلتها فى مشوار العالمية؟

- وزارة الثقافة ودار الأوبرا ساعدتانى فى الحصول على منحة الدراسة فى الخارج.. ولكن هناك عدة تحديات يواجهها أى شاب، مثل التحديات المادية.. وأيضًا تحدى النجاح وخلق الفرصة.. فللأسف أغلب الشباب الذى يسافر إلى الخارج يحلم بالثراء السريع.. بينما يجب أن يؤمن الإنسان أن النجاح الحقيقى يأتى بالجهد والوقت والعمل المستمر، بالإضافة إلى خلق الشخص للفرصة بنفسه فلن يبنى لك أحد مستقبلك.

 كيف كونت أوركسترا «أويستراخ»؟

- كنت فى العام الأخير لدراستى بجامعة دى بول الأمريكية.. وبعد حديثى مع أساتذتى هناك وجدت أننى أرغب فى تكوين فرقة أوركسترا من شباب الموهوبين وعلى رأسهم زملائى فى الدفعة مما أثار إعجاب البعض.. من هنا انطلقت الفرقة وبدأنا فى البحث عن فرصة لتقديم عروضنا الخاصة حتى بدأنا فى تحقيق الشهرة منذ 2004 وحتى الآن.

 كعازف منفرد على آلة الكمان ما الذى دفعك لاختيار قيادة الأوركسترا؟

- أولاً تيمنًا بأحد أساتذتى بالجامعة والذى كان بمثابة القدوة والمثل الأعلى. ثانيًا أمر التحكم فى صوت آلة واحدة مثل الكمان أو البيانو يعتبر أمرًا سهلاً، قيادة الأوركسترا أكثر تعقيدًا وتحديًا، حيث يجب التحكم بكامل الأوركسترا التى تحتوى على آلات كثيرة ومختلفة.. فكيفية تركيب كل صوت مع الآخر فى التدوين النهائى كانت تستهوينى.

 هل تتنوع الثقافات والجنسيات داخل الأوركسترا؟

- بالطبع فكما ذكرت كل فنان يعزف من هويته الخاصة كل منا تعلم العزف بنفس الطريقة ولكن ثقافة بلده تؤثر على طريقة عزفه للنوتة الموسيقية، فمثلاً الألمان يجيدون العزف على الإيقاع الخاص بمقطوعات بيتهوفن، بينما الفرنسيون يقدمون بشكل أفضل المقطوعات التأثيرية وهكذا. وكل مؤلف موسيقى يتأثر بطريقة نطق الحروف وتلقى الأصوات ببلده والتى تنعكس على كتابة ألحانه.. لذلك فأمريكا بها ميزة تعدد الثقافات مما يجعل الفرقة الواحدة بها أكثر من هوية وكلنا نكمل بعضنا البعض.

عملت فى العديد من بلدان العالم فما أكثر أوركسترا أثرت بك؟

- كل واحدة أضافت لى شكلاً وخبرة معينة، ولكنى محظوظ لقيادة الأوركسترا البولندى للكورال النسائى لأنها مميزة وتحمل تفاصيل مدرسة وارسو فى التأليف والتى ظهرت بعد مدرسة فيينا الثانية، فتعلمت الكثير منهم وسعدت بالعمل معهم.

 تشارك بتدريبات للأطفال الصغار فى شيكاغو على العزف السيمفونى. فكيف ترى تأثير تعليم الموسيقى للنشء الجديد؟

- فى كل البلدان والثقافات تعليم الموسيقى للطفل لها جوانب مهمة فهى لا تنمى مهاراته الفنية فقط، بل تقوم بدور اجتماعى مهم جدًا. فالأوركسترا تعتبر فريقًا واحدًا، كل منا يجب أن يقدم عمله ويشارك مع الآخرين فى أن تظهر الأصوات متناغمة. فسواء كان الطفل انطوائيًا أو لا يحب المشاركة أو ينفر منه زملاؤه، يجب عليه تخطى كل الخلافات والاتحاد مع فريق الأوركسترا لكى ننجح معًا، فهى بشكل عام تعلم الأطفال سلوكيات العمل الجماعى وتزيد من مداركهم والتحكم بأطرافهم وحواسهم.

 ما الخطوات القادمة؟

- أنا وصلت لمرحلة الرضا بما وصلت إليه، ولكن بشكل عام أتمنى أن أزيد من النجاحات التى وصلت لها خاصة فى فكرة تكوين أوركسترا أطفال.