الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الطريق الثالث.. يعود إلى الأجندة الدولية بقسوة الإرهاب.. ودماء الأبرياء ظهور خاص لـ«داعش» فى «كريسماس» 2023

الطريق الثالث.. يعود إلى الأجندة الدولية بقسوة الإرهاب.. ودماء الأبرياء ظهور خاص لـ«داعش» فى «كريسماس» 2023

مسلسل دامٍ من العمليات الإرهابية المتلاحقة خلال أيام قليلة، تزامنت مع وداع عام واستقبال جديد، من أفغانستان إلى سوريا والعراق ولبنان مرورًا بمصر والأردن والجزائر وصولًا إلى الصومال.. وموزمبيق، حوادث أعلن تنظيم واحد (ملعون) مسئوليته عنها، تنظيم الدولة الإسلامية الذى ولد باسم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» واختصرت إلى «داعش»، الذى فاجأ العالم بمشاركته وعلى طريقته فى كرنفال «الكريسماس» فاختلط (أحيانًا) صخب الاحتفال مع دوىّ الرصاص. 



وما بين مقبرة جماعية فى ليبيا يتم اكتشافها فى أحد المواقع المحررة من قوات تنظيم الدولة فى طرابلس، إلى تحذيرات دولية من نساء وأطفال داعش الذين وصفتهم وسائل إعلام بـ «القنابل الموقوتة»، وما بين استنتاجات موقع «إندبندنت عربية» السعودى التى تتحدث عن قائد جديد للتنظيم يعبر عن نفسه بمزيد من العنف، أو حديث مرسل من موقع «سبوتنيك عربى» الروسى عن إعادة إحياء أمريكية للتنظيم الذى ظن البعض قبل شهور قليلة أنه قد اختفى للأبد، يتصاعد القلق من جديد من هذا التنظيم الإرهابى الذى فشلت جهود دولية فى القضاء عليه، لينضم من جديد إلى قائمة الأخطر على حياة البشر فى سائر دول العالم متجاورًا مع فيروس «كورونا» ومتحوراته التى تستعيد نشاطها بشراسة بامتداد المسافة بين الصين وأمريكا.

ويمثل «داعش» بالتوازى مع حركة «طالبان» وجهين لعملة واحدة تهدف إلى نشر «الخوف من الإسلام»، وتشوه صورته وتشجع التطاول عليه وملاحقة المسلمين، مما يجدد تنامى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» فى معظم دول العالم الغربى بعد أن تراجعها النسبى خلال العامين الأخيرين.

ويوثق موقع وزارة الخارجية الفرنسية «دبلوماتييه» تاريخ داعش، موضحًا: «انبثق تنظيم داعش الإرهابى من الفرع العراقى لتنظيم القاعدة، وازدهر فى العراق اعتبارًا من عام 2006، ثم فى سورية بفعل حالة الفوضى الناجمة عن القمع الذى لم ينفك النظام السورى يمارسه منذ عام 2011. ثم سعى التنظيم إلى نشر نظام الرعب الذى يتّبعه خارج المشرق العربى وصولًا إلى ليبيا ومصر وأفغانستان وجنوب شرق آسيا. ويتّبع أفراد تنظيم داعش ممارسات وحشية منحرفة عن الدين الذى يجاهرون به كالإعدام بقطع الرؤوس والاسترقاق والقتل الجماعى».

وحذر تقرير أممى صادر فى يوليو 2022، من قدرات تنظيم الدولة، موضحًا أنه: «لا يزال داعش فى العراق والشام يشكل تهديدًا قويًا ومستمرًا بسبب هيكله اللامركزى، وقدرته على تنظيم هجمات معقدة. يقدّر العدد الإجمالى لمقاتلى داعش بما يتراوح بين 6 آلاف و10 آلاف فى البلدين، ويتركز معظمهم فى المناطق الريفية، ويعتقد بأنهم فى الغالب سوريون وعراقيون».

وفى الأيام الأخيرة من ديسمبر، ونحن نودع عام 2022، تعاقبت سلسلة من العمليات الإرهابية، فى مناطق متفرقة من العالم، تشابهت فى تفاصيلها، وكأنها «استنساخ للأسلوب فى الهجمات»، كما أكد خبير فى الإرهاب لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فى اتساق لما عهده المراقبون خلال السنوات الماضية عن التنظيم من أنه يلجأ للكمون العملياتى بعد فترات الضغط، ثم يعاود الهجوم للإعلان عن عودته بعد تجنب المواجهات الكبيرة أو المباشرة، وعزا الخبير ذلك إلى «محاولة مركزية من التنظيم لكسب الزخم مجددًا بموازاة تولى أبو الحسين الحسينى لزعامة (داعش) الذى يسعى لإثبات الكفاءة، بعد إسقاط عدد كبير من قادته وعناصره».

ومع أول أيام العام الجديد، وتحت عنوان «داعش مر من هنا.. اكتشاف 18 جثة مجهولة الهوية بسرت الليبية»، أكد موقع قناة «العربية» أن هيئة البحث والتعرف على المفقودين فى ليبيا، تمكنت الكشف عن 18 جثة مجهولة الهوية بمنطقة السبعة فى سرت، فى إطار جهودها المستمرة للكشف عن المقابر الجماعية فى المدينة التى كانت خاضعة لتنظيم «داعش». 

فيما أثار قرار الحكومة الإسبانية بإعادة زوجات وأرامل ثلاثة من الإرهابيين من تنظيم داعش وأطفالهم الإسبان وجميعهم معتقلون فى معسكرات الروج والحول فى سوريا جدلا، حيث إن ذلك يشكل خطرًا جسيمًا على أمن البلاد. وبحسب ما نقلت «اليوم السابع» عن وسائل إعلام إسبانية، فقد رأى خبراء مكافحة الإرهاب الدولى، وكذلك مصادر من شرطة مكافحة الإرهاب أن قرار الحكومة الإسبانية بإعادة نساء وأطفال داعش هو قرار متسرع ومتهور.

وتساءل موقع «إندبندنت عربية» السعودى: هل يعلن زعيم «داعش» الجديد عن نفسه بـ«زيادة العنف»؟، وبحث عن الإجابة لدى عدد من الخبراء، الذين اتفقوا بداية على وجود تنامٍ لنشاط جميع التنظيمات الإرهابية، سواء فى المشرق العربى أو القارة الإفريقية، مشيرين إلى أن «القوى الكبرى تراجعت عن أجندتها فى مجابهة الإرهاب عالميًا وسط أجواء الأزمة الروسية – الأوكرانية»، ويلخص خبير فى شئون الحركات الإرهابية «المشكلة فى فهم عقلية داعش»، لافتًا إلى أن «بعضهم تخيل انتهاء التنظيم بعد إعلان واشنطن هزيمته فى 2019»، موضحًا «أنه صحيح سقطت دولة التنظيم لكن ذلك لا يعنى انتهاءه».

وهذا ما يؤكده الزميل أحمد كامل البحيرى، الباحث المتخصص فى شئون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى مقاله المنشور على موقع المركز، والذى يرصد فيه ميلاد فرع جديد لتنظيم الدولة فى لبنان، ليصبح عدد أفرع التنظيم (18) فرعًا، ويكون لبنان هو ثالث فرع للتنظيم يعلن عنه خلال النصف الثانى من عام 2022، وأرجع الباحث «دوافع إعلان مجموعة لبنانية البيعة لداعش وتعمد الأخير توسيع نطاق الاهتمام الإعلامى بذلك، على النحو التالى: إثبات النفوذ، استغلال الفراغ المؤسسى، تصاعد حدة الاستياء الشعبى، استكمال الهلال الداعشى (الشام الكبرى)، توجيه رسائل غير مباشرة للغرب، هشاشة الحدود وحرية الانتقال، تقليل الضغط على الفرع السورى».

وباستفهام غرضه التأكيد، تساءل موقع «سبوتنيك» الروسى: لماذا أعادت واشنطن «داعش» للواجهة مرة أخرى، مؤكدًا على اتفاق الخبراء على أن «التنظيم يستخدم كأداة من الجانب الأمريكى وأجهزة الاستخبارات الغربية من أجل تحقيق العديد من الأهداف على رأسها الإيعاز بضرورة الحاجة لهذه الدول والأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة لمحاربة الإرهاب».

ويشير الموقع إلى مؤشرات أخرى يراها الخبراء ضمن الأسباب التى دعت واشنطن لإعادة التنظيم الإرهابى مرة أخرى للواجهة، «تتمثل فى التقارب السورى التركى الأخير برعاية روسية، والتقارب العربى مع روسيا، وتهديد الأزمة الأوكرانية بتفكك الاتحاد الأوروبى».