الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يتناول قضايا الختان والتحرش والعنوسة إنجى المقدم: (كاملة) فيلم إنسانى يمس هموم المرأة العربية

يعد فيلم (كاملة) هو البطولة المطلقة الأولى للفنانة «إنجى المقدم» بعد سلسلة من النجاحات التى قدمتها مؤخرًا فى مجال الدراما التليفزيونية، وشاركها فى بطولته كل من «مى الغيطى، وفراس سعيد» ومن تأليف «محمد عبدالقادر» وإخراج «جون إكرام ساويرس»، وقد أحدث الفيلم بعد عرضه فى الدورة الماضية من مهرجان البحر الأحمر السينمائى حالة من الجدل بين الجمهور، ولا سيما أنه يناقش وضع المرأة والأزمات التى تحاصرها داخل المجتمع.



 حيث تؤدى «إنجى المقدم» دور «كاملة» الطبيبة النفسية التى تعانى من نظرة المجتمع لها كعانس، نظرًا لتجاوزها سن الأربعين دون زواج، تلك النظرة التى يتفاقم تأثيرها بعد رحيل الأب، وتعرضها لصدمة عاطفية صعبة، وفى مقابل الأزمات الشخصية لـ«كاملة» تستقبل داخل عيادتها كطبيبة نفسية حالات تعرضن لمشاكل التحرش، وختان الإناث الذى يودى بحياة إحدى مريضاتها «أسماء» بعد أن قررت الانتحار هربًا مما يسببه الختان لها من تأثير نفسى لم تتمكن من تجاوزه، وقبل عرضه فى القاهرة حاورنا «إنجى المقدم» وسألناها عن سر حماسها لتقديم الدور، وكيفية استعدادها له، وعن ردود الفعل المختلفة التى تلقتها بعد عرض الفيلم، وإلى نص الحوار..

 فى البداية كيف جاء حماسك للمشاركة فى الفيلم رغم عدم وجود تجارب روائية سابقة للمؤلف والمخرج؟

- فى البداية تحدث المخرج «جون إكرام ساويرس» مع «طلال» مدير أعمالى عن رغبته فى أن ألعب بطولة الفيلم، وعندما عرض على الأمر أعجبتنى فكرة الفيلم، وقرأت السيناريو فتحمست للدور جدًا، وفى الوقت ذاته أرسل المخرج لى الأفلام القصيرة التى قام بإخراجها، فأعجبنى منطقه فى الإخراج، ووافقت على أن ألعب بطولة الفيلم، وتوالت فيما بعد جلساتنا، وشعرت خلال تلك الجلسات بوجود توافق كبير بين نظرتى للشخصية والطريقة التى أرغب أن أقدمها من خلالها، وبين نظرته، وبدأنا بعدها التصوير.

 الفيلم يعد أولى بطولاتك المطلقة فى السينما بعد العديد من الخطوات المهمة التى قدمتيها فى الدراما التليفزيونية، فهل قصدت أن تكون خطوتك للبطولة من خلال دور يحمل صدمة للجمهور أم أن الأمر جاء عن طريق المصادفة؟ 

- نظرتى لموضوع البطولة المطلقة مختلفة تمامًا، فأنا لم أستعجلها يومًا، وكثيرًا ما عرض على القيام ببطولات سواء فى السينما أو التليفزيون، لكننى بعد قراءة السيناريو لا أشعر بأى إضافة، أو عمق فى الشخصية، فأعتذر فورًا، وأفضل أن ألعب أدوارًا مؤثرة ومهمة، وتضيف إلى مشوارى، عن أن ألعب بطولات لا يشعر بها أحد، وهذا هو منطق النجوم العالميين، فمن الطبيعى جدًا أن تشاهدى «آل باتشينو» يقوم بمشهد واحد داخل فيلم، دون أن ينتقص ذلك من قدره، أو من نجوميته، وبالمناسبة قيامى ببطولة هذا الفيلم لا يعنى أننى سأصر على البطولة فى أعمالى القادمة، فما أبحث عنه هو الدور الجيد، وليس ترتيب اسمى على الأفيش

 شخصية «كاملة» معقدة، وتحتاج الكثير من التحضير، فكيف استعددت لها؟

- ساعدنى فى التحضير للشخصية دراستى لعلم النفس فى الجامعة الأمريكية، رغم عدم ممارستى لهذا التخصص فى مجال حياتى العملية، إلا أنه من المؤكد يفيدنى كثيرًا فى عملى، بالإضافة إلى ذلك، فقد استعنت بزميلاتى الممارسات، وتحدثت معهن فى كثير من الأمور التى تخص الشخصية، واستفدت كثيرًا من ملاحظاتهن فيما يتعلق بطريقة تعامل الطبيبة النفسية مع الحالات التى تأتى إليها فى العيادة، وبخلاف ذلك، فإن مؤلف العمل «محمد عبدالقادر» هو بالأساس معالج نفسى، ويعمل بشكل أساسى على مساعدة ضحايا الختان فى تجاوز أزماتهن، وبالتالى فإن وجوده أثناء التصوير كان من أكثر العوامل التى ساعدتنى لتقديم الشخصية بشكل جيد، ومطابق لما يجرى فى الواقع.

قضايا كثيرة تناولها الفيلم منها التحرش، والعنوسة، والختان، وتأثيره على حياة الفتيات، لكن البعض رأى أن الفيلم قدم واقعًا قاسيًا لا يناسب 2022، فما رأيك فى هذا الانتقاد؟

- لم أشعر بذلك سواء عندما قرأت السيناريو، أو عندما شاهدت الفيلم على الشاشة، فالقضايا المطروحة موجودة فى واقعنا، بل موجود ما هو أقسى منها، وهذا ما علمته عندما تناقشت مع المؤلف الذى يلتقى بالحالات المتضررة على أرض الواقع، لذلك فالفيلم لا يعبر فقط عن هموم المرأة المصرية، بل المرأة العربية أيضًا.

 وماذا عن عرضه لأول مرة على الجمهور السعودى، ألم يقلقك هذا الأمر نظرًا لاختلاف طبيعة المجتمع؟

- لم يقلقنى على الإطلاق، بل على العكس، فقد تحمست كثيرًا لهذا الأمر، وسعدت بكون الفيلم (كامل العدد) وسعدت أكثر بحماس الجمهور ولا سيما الذى جاء من مناطق بعيدة ليقدم لنا الدعم، فالسينما لغة عالمية، ولا تعرف الحدود، وقضايانا فى المجتمعات العربية متشابكة، وأتمنى أن يعرض قريبًا فى مصر لأشاهد ردود فعل الجمهور المصرى بنفسى.