زينب حمدي
الفهامة.. «مستشفى 57357».. الأزمة والحل
حزنت كثيرًا بسبب أزمة تدنى التبرعات لمستشفى 57357.. أولًا لأنه صرح طبى كبير وصل من المحلية إلى الدولية والعالمية.. ونفتخر أنه موجود على أرضنا، والأهم لأنه يقوم بعلاج أصعب الأمراض الخبيثة التى يصاب بها الأطفال الفقراء مجانًا دون تمييز أو واسطة وهو شىء لم نتعود عليه ولا يهدف إلى الربح.
قلة التبرعات أزمة عانت منها مراكز ومستشفيات أخرى تقوم أيضًا بتقديم العلاج مجانًا، اضطر بعضها فى الأزمة الأخيرة إلى غلق أبوابه ولم يهتم أحد، مثل مركز علاج الأورام فى طنطا، وأخرى فى طريقها إلى التوقف والغلق بسبب قلة التبرعات والسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار مما أثر على عدد المتبرعين.
لا ننسى الحملة الذى تعرض لها د. شريف أبو النجا مدير المستشفى، وسواء اختلفت معه أو اتفقت، فالحملة للأسف لم تفرق بين الشخص وبين الوظيفة النبيلة التى تقوم بها المستشفى، ولم تراع المشوار العظيم والجهد الكبير الذى قامت به المستشفى لفترات طويلة بفضل إدارتها والعاملين فيها، وعدد الأطفال الذى قام بعلاجهم بنسب نجاح تعدت الـ78٪ وهى نسب عالمية أشادت بها المحافل الدولية، ولحسن الحظ أن الحكومة تصدت لهذه الحملة.
ونظرًا لأن مستشفى 57357 قام واستمر حتى الآن بتبرعات المواطنين فهى ملك للمصريين وليس ملكًا لشخص أو أشخاص، ولهذا قامت الحكومة بالتدخل وإنقاذ المستشفى من الإغلاق.. ويجب أن تتخذ الحكومة خطوات أكثر إيجابية بإصدار قوانين أو قرارات تسمح للمستشفى والمستشفيات والمراكز المماثلة بعلاج غير المصريين بالعملة الصعبة كما فعلت دول أخرى مثل دولة الاحتلال والأردن وتركيا، فعلاج غير الأتراك هناك بالعملة الصعبة فى المراكز غير الحكومية، ولا ننسى أن هذه المستشفيات لم تكلف الحكومة طوال السنوات الفائتة أى أعباء على العكس كانت تسد عجزًا كبيرًا فى المستشفيات الحكومية وتعالج أصعب الأمراض وأكثر كلفة، حتى إن الحالة الواحدة كانت تتكلف عشرات الآلاف من الجنيهات لا تقدر عليها ميزانية الوزارة، ولا ننسى أيضًا أنها تقوم باستيراد الأدوية وهى غالية الثمن والأجهزة الحديثة والتى يجب تحديثها باستمرار حتى تواكب التقدم والتطور العلمى والتكنولوجى بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى أنها ستكون مصدر دخل بالعملة الصعبة للدولة، ولا ننسى أن العرب عندما يأتون للعلاج يأتون بأسرهم أيضًا مما ينشط السياحة العلاجية والسياحة بشكل عام.
ولدينا بالفعل مراكز طبية كبيرة تعانى أيضًا من قلة التبرعات واحتمالات الإغلاق ليست ببعيدة، مثل مركز مجدى يعقوب لعلاج قلوب الأطفال مجانًا فى أسوان، ومركز د.غنيم لزرع الكلى والمركز العالمى فى طريق الإسماعيلية ومستشفى دار الفؤاد، والسماح لهم بعلاج غير المصريين بالعملة الصعبة سوف نضرب عصفورين بحجر واحد، ضمان استمرارها بنفس الكفاءة خاصة أن بها كوادر على أعلى مستوى، وتحقيق دخل للدولة بالعملة الصعبة وانفراج الأزمة الاقتصادية.
وربما يقول البعض إن القرار سوف يؤثر على علاج المصريين ولكن يمكن بتنظيم وإشراف من وزارة الصحة ضبط المسألة، وذلك بتخصيص عدد من الأسرة أو الأجنحة لعلاج غير المصريين بما لا يؤثر على علاج المصريين.
الفهم طريق الحرية