السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حصاد 2022 الغنائى ويجز مغنى العام.. عليكى عيون أجمل أغنية.. وميجا ميكس الهضبة هو الأفضل

كما اعتدنا على صفحات «روزاليوسف» فى هذا التوقيت من كل عام، نقوم باختيار الأبرز على مدار السنة الماضية فى مجال الغناء.



البداية مع الفنان الأهم هذا العام، وربما سيختلف معى البعض، وقد يتفق آخرون، على أن مغنى عام 2022 هو «أحمد على» الشهير بـ«ويجز»؛ وذلك لعدة أسباب، أهمها هو قدرته على أن يصل بموسيقى الرّاب فى مصر إلى مكانة لم تكن موجودة قبل ظهوره على الساحة الفنية.

فقبل ظهور «ويجز» كان الرّاب مقتصرًا على مجموعات منغلقة على نفسها جماهيريًا، ورُغْمَ أنه لم يكن بمفرده؛ فإنه تزعّم هذه الموجة الجديدة؛ بل إنه أصبح ينافس كبار صُناع موسيقى البوب المصرى والعربى.

«ويجز» صدر له هذا العام (مش خالصة) مع «الكراندى طوطو»، الرابر المغربى، ثم صدر له بعد ذلك (البخت) والتى تعتبر واحدة من أشهر أغانى العام كله، إن لم تكن أشهرها بعد أن وصلت إلى أكثر من 164 مليون مشاهَدَة على يوتيوب، بخلاف الملايين الذين استمعوا إليها عبر التطبيقات الموسيقية المختلفة، وبعد ذلك صدر له (بعودة يا بلادى)، وهى الأغنية التى تحدثت عن أزمة اللاجئين فى فيلم (كباتن الزعترى)، ثم أغنية (أميرة).

ولكن تظل الأغنية الأهم له هذا العام، والسبب الرئيسى فى اختيارى له كمُغنى العام، هو (عز العرب)، وهى آخر الأغانى الرسمية من ألبوم أغانى كأس العالم، ونشرت على القناة الرسمية لـ(فيفا)، وهى من كلمات «ويجز»، وإخراج «على العربى» وهو نفس مُخرج فيلم (كباتن الزعترى) الذى حاز على العديد من الجوائز، والتوزيع الموسيقى لـ«كريم لطفى» بالتعاون مع الرومانى «تودور مونرو»، ولذلك شهدت الأغنية دمجًا ما بين الموسيقى الإلكترونية، مع عزف مزمار القرية بالطابع الخليجى، وظهر «ويجز» فى الكليب بالجلباب.

بهذه الأغنية كتب «ويجز» اسمَه بحروف من نور كأول مصرى تصدر له أغنية رسمية لكأس العالم، كما أنه غنّاها باللهجة المصرية؛ وفقًا لركائز مشروعه الغنائى، ولذلك فقد نقل موسيقى الرّاب، من نطاق ربما قد يكون محدودًا، إلى قطاعات جماهيرية أوسع عربيًا وأيضًا دوليًا.

«ويجز» أيضًا أثر على قرارات نقابة الموسيقيين، وأثبت أنها مجرد حبر على ورق، وأحرج مجلس «مصطفى كامل»، الذى أصدر قرارات «رجعية» بإجبار الفنانين على ترك الموسيقى الإلكترونية والاستعانة بعازفين بشكل «عشوائى وغير مدروس»، كما لو كان كتب على هذه النقابة أن تظل عائقها أمام المبدعين، وبدلاً من أن تحمى حرية إبداعهم؛ أصبحت هى العائق الأول فى وجْه كل مَن يحاول أن يبتكر جديدًا فى المجال الموسيقى!

أمّا أفضل مغنى «بوب»، فبلا شك، ودون أى منافسة من أى نوع، الفنان «أحمد سعد» وذلك بعد النجاحات الساحقة التى حققها فى جميع المجالات، سواء فى أغانى الأفلام مثل (سايرينا يا دنيا) فى فيلم (من أجل زيكو)، والتى وصلت لما يقرب من 100 مليون مشاهَدة، أو أغنية (اليوم الحلو ده)، من فيلم (عمهم) أو فى الأغانى «السينجل» مثل (وسّع وسّع) والتى تخطت هى الأخرى حاجز الـ100 مليون مشاهَدة، ولكن تظل الأغنية الأبرز لـ«أحمد سعد» هذا العام هى (عليكى عيون) والتى قاربت من 200 مليون مشاهَدة. أمّا عن أغنية العام فهى من نصيب الهضبة «عمرو دياب»، (ميجا ميكس)، وأسباب هذا الاختيار أولاً جرأة الفكرة، فرُغْمَ أن الصناعة بأكملها تتجه إلى الأغانى القصيرة، قام «عمرو دياب» بإصدار ثلاث أغانٍ مدمجة مدتها 12 دقيقة و43 ثانية، الأغنية الأولى (ناس حلوة) من كلمات «أيمن بهجت قمر» وألحان «محمد يحيى»، والأغنية الثانية (ب وح وب وك) من كلمات «أيمن بهجت قمر» وألحان «محمد يحيى» أيضًا، والأغنية الثالثة (وزير السعادة)، كلمات «هانى رجب»، وألحان «أحمد زعيم»، والتنفيذ الموسيقى للميكس كان من نصيب «عادل حقى»، «مايسترو» هذا الإبداع.

قطعًا «عمرو دياب» هو صاحب الرؤية الموسيقية كالعادة، وأن يتم الدمج بين ثلاث أغانٍ بكلمات وألحان ومقامات موسيقية مختلفة، هو أمرٌ ليس بالهين، ولا يستيطع أن يصنعه سوى المتخصّصين، ورُغْمَ مدة الميكس «الطويلة» فلم نشعر بأى مَلل على الإطلاق؛ حيث بدأت الأغنية بـ«Electro House»، فى (ناس حلوة) ثم «المقسوم» فى (ب وح وب وك) الممزوج مع الـ «House» ايضًا، ثم الـ«مقسوم» مرّة أخرى فى (وزير السعادة)، مع بعض الفواصل الموسيقية للجيتارات، والكمنجات الشرقية، والـ«drum machine»، والعديد من التفاصيل الموسيقية الأخرى، التى تدل على دسامة العمل، وإتقان صناعة كل تفاصيله.

أمّا ملحن العام، وبلا أى منافسة فهو «عزيز الشافعى» كعادته فى السنوات الأخيرة، وذلك بعدما أثبت قدرته على التنوع، وعلى صناعة أغانٍ لفنانين أصحاب مشاريع مختلفة، وقدرته على النجاح معهم، فهو الذى صنع (نمت ننة) لـ«روبى»، و(دوم وم) لـ«محمود العسيلى»، و(أدرينالين) لـ«محمد حماقى»، و(كرباج) لـ«سميرة سعيد»، و(تعالى أدلعك) و(أنا غلطان) لـ«بهاء سلطان»، و(الحلق) لـ«سعد لمجرد»، وغيرها الكثير من الأغانى الناجحة هذا العام.

وشاعر العام أيضًا «تامر حسين»، وذلك بعد أن نجح فى العديد من المجالات، فمثلاً فى صناعة أغانى تترات المسلسلات قدّم هذا العام (راجعين يا هوَى) بصوت «مدحت صالح»، وفى السينما قدّم لـ«تامر حسنى»، (وأنت بعيد) من فيلم (بحبك)، أو فى مجال الإعلانات (جمالها استثنائى) بصوت «محمد حماقى»، بالإضافة إلى أغانيه العاطفية مع «عمرو دياب»، (اللى يمشى يمشى)، و(زمن المجاملة)، و(الحلق) مع «سعد لمجرد»، و(دوم دوم) مع «محمود العسيلى»، وغيرها من الأغانى الناجحة.

أمّا أفضل ألبوم لهذا العام فهو (روما) لـ«كايروكى» لأنه على المستوى الموسيقى، يربط بين الأغانى، التى ترتكز على موسيقى الروك، والـ«Post-rock»، عن طريق مزج موسيقى الروك التلقيدية بالموسيقى الإلكترونية العصرية الحديثة.

أمّا على مستوى الموضوعات والكلمات؛ فهناك أغانٍ تتشارك فى الخطوط العريضة من حيث الأفكار، ولكن ليس هناك فكرة واحدة واضحة تسيطر على كل الأغانى؛ بل لدينا مجموعة من الخطوط العريضة فى الألبوم التى أعطت له تنوعًا. منها الخط العاطفى وعدم مواجهة الواقع؛ بل الهروب منه عن طريق التخيل والأحلام والحديث عن النفس سواء بالتفاخر بما وصلت إليه من إنجازات أو المواجهة والمصارحة بالعيوب.