حتى لا تختفى الابتسامة.. «أنقذوا مستشفى 57357» «ملاذ الأبرياء» فى خطر

عبد العزيز النحاس- ياسمين علاء
زهور حالمة بوجوه باسمة، قرروا تحدى الآلام من أجل تحقيق الآمال.. آمال تحملها أجساد أنهكها المرض، إلا أنهم رفضوا الاستسلام لـ«عدوهم الخبيث»، وقرروا خوض رحلة العلاج، عبر «مؤسسات إنسانية» دعمتها تبرعات المصريين.
إلا أن ما شهدته الأيام الماضية من حملات استغاثة لدعم مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال؛ بسبب نقص الموارد المالية والتبرعات، دفعنا للبحث حول ما يدور داخل المستشفى، وعن المستجدات فى فرع طنطا، وما مصير هؤلاء الأطفال؟
#انقذوا_ مستشفى_ 57357، هاشتاج تصدر مؤشرات البحث عبر منصات التواصل الاجتماعى، ومحرك البحث جوجل، خلال الأيام الماضية، تزامن معه ظهور عدد من الفنانين والشخصيات العامة لإعلان دعمهم للمستشفى ودعوة الجميع للتبرع، بجانب رفع عدد من لاعبى الزمالك خلال مباراة فريقهم الثلاثاء الماضى «تى شيرت» مكتوبًا عليه «انقذوا مستشفى 57357».
هذا التضافر المجتمعى دعمًا لمستشفى الأطفال قلقًا من ضعف التبرعات التى كانت مصدرًا رئيسيًا لاستمرار العمل، يؤكد ما قدمته من دور عظيم فى إنقاذ حياة الآلاف من الأبرياء، على مدار نحو 15 عامًا.
التبرعات قليلة جدًا
قال أحد مسئولى مستشفى 57357 – رافضًا ذكر اسمه - إنه يوجد على ذمة المستشفى نحو 18 ألف مريض ويتم استقبال حالات بشكل يومى، إلا أن قلة التبرعات خلال الفترة الماضية تسببت فى حدوث أزمة، قائلًا: «التبرعات قليلة جدًا.. والوضع مش لطيف».
وتابع: «لو مدخلش المستشفى مبلغ كويس فى الفترة الحالية، لن يتمكن المستشفى من استقبال حالات، وقد يضطر للغلق بعد 6 أشهر».
مؤكدًا أن الوضع الاقتصادى للمستشفى صعب للغاية، وأن المستشفى كان يمتلك نحو 3 مليارات جنيه فى السابق، وحاليًا لا يتوفر سوى 600 مليون جنيه، بعد فك الوديعة الأخيرة، مناشدًا الجميع التبرع لضمان استمرارية عمل المستشفى.
محرر «روز اليوسف» اتجه صوب مستشفى 57357 لرصد حال الأهالى، وللوقوف على مدى تأثير الأزمة المالية بالمستشفى على علاج الأطفال المرضى.
«الجرعات اتغيرت»
عبرت والدة الطفل محمد نادى 4 سنوات عن خوفهم وذعرهم مما يتداول حول إغلاق مستشفى 57357، قائلة: «احنا مرعوبين.. احنا بنموت كل يوم، ابنى بيتعالج بقاله سنة عنده كانسر فى جنبه اليمين بين الكبد والكلى لما عرفنا بالموضوع كان ابنى عنده حوالى 3 سنين وشهرين، جينا للمستشفى وبدأ محمد يأخذ الجلسات أول حاجة أخذنا 5 جرعات كيماوى وبعد كده عملنا الجراحة، وبعد كده كان المفروض نأخذ 6 جرعات مكثفة، وفوجئنا بعد أول جرعة أن الجرعات تأخرت لمدة شهرين، ولما سألنا الدكاترة قالوا لنا غصب عننا ده بسبب مشاكل الاستيراد، ولأن الجرعة اللى موجودة فى البروتوكول العلاجى بتاع الولد مش موجودة فى المستشفى الدكاترة قالولنا مش هنسيبه من غير علاج، وبالفعل غيروا الجرعة بجرعة بديلة موجودة فى المستشفى، هو دلوقتى ماشى على الجرعة البديلة الولد الحمد لله حالته مستقرة والعلاج الجديد مأثرش على صحة الولد بشكل سلبي».
إلا أنها تابعت: «العلاج اللى كان بياخده فى الأول نزل حجم الورم كتير، والمفروض إن الجرعات القديمة اتلغت واتعمل بدالها جرعات جديدة، وبعد أربع جرعات من العلاج الجديد الدكتور عمل تقييم للحالة لقى إن الورم منزلش حجمه
ولسه الحجم زى ماهو، والدكتور قال عامة نحمد ربنا إن هو مزادش جحمه ده إنجاز بس لو كان نزل حجمه كان هيبقى إنجاز أكبر».
«اقتصاد المستشفى بيقع»
واستطردت «أم محمد» كلامها والقلق يظهر فى نظراتها التى أخذت تحوم حول وليدها قائلة: «التغيير اللى حصل جوه المكان كبير مش بس غيروا البروتوكول فى الجرعات المخففة اللى المفروض يأخدها، لأ جوه المستشفى كل حاجة أصبحت أقل، دلوقتى لو طلبنا كارت دخول يقولولنا «يا جماعة حافظوا بقى شوية» المستشفى مستواها بيقل، أنا مثلا الكارت ضاع منى وجيت أقول للسكرتيرة ردت قالتلى «بالله عليكى تحافظوا شوية يا جماعة.. انتو مش حاسين بالأزمة اللى المستشفى بتمر بيها» الكارت ده مهم مينفعش يضيع هو والأسورة ومينفعش تسحبى معامل أو تركبى كانيولا وبعد كده تشيليها معادش فى الكلام ده كل الكلام ماشى على إن اقتصاد المستشفى بيقع».
وعن مبادرة الأهالى بالتوعية بما يحدث فى المستشفى قالت: «ياريت نقدر نعمل حاجة مش هنتأخر واحنا بالفعل نزلنا على النت منشورات بتناشد الناس تتبرع للمستشفى للأطفال اللى فيها مش عشان ولادنا بس، أنا مكنتش اتصور فى يوم من الأيام إن ابنى هيبقى هنا، كنت بسمع الإعلانات فى التلفزيون ومستهونة بالموضوع فى يوم وليلة بقيت هنا.. بقول للناس نفس الكلام ساعدونا، أنت مش ضامن ابنك ولا بنتك تبقى هنا».
ومن حيث الخدمة بالمستشفى قالت: «المستشفى ممتازة المكان ده أول مكان أشوفه فعلا بالوضع ده بيتساوى فيه الفقير والغنى والدكتور والممرض، المعاملة محترمة جدا، الاستشارى بيقعد معانا أكتر وقت يشرح لنا الحالة وفى الطوارئ نلاقى معاملة كويسة جدا، فى نظافة واهتمام ورعاية، المكان ده الوحيد فى مصر اللى بيهتم بالنظافة والاهتمام والرعاية والخوف على أطفالنا».
واختتمت «أم محمد» كلامها برسالة للمسئولين وللمواطنين قائلة: «بالله عليكو ساعدونا فى حالات بتموت».
من الصعيد للقاهرة بحثًا عن الحياة
وفى خضم حديثنا مع أهالى أطفال مستشفى 57357 جاءتنا صرخة أب من الصعيد يأتى إلى القاهرة لعلاج ابنته التى بدأت رحلة علاجها منذ ثلاثة أشهر، فيقول أحمد كمال على من محافظة المنيا: «معايا بنتى جنا تأتى للعلاج عمرها 8 سنوات اكتشفنا المرض من 3 شهور كنا بنعمل لها عملية لوز وحصلها شوية أعراض رعشة فى الإيد وزغللة فى العين بسيطة رحنا كشفنا عند دكتور مخ وأعصاب واكتشفنا وجود ورم فى المخ فى المرحلة الثالثة، وحولنا على المستشفى هنا جئنا هنا ولم يكن هناك أى مشاكل وعملنا العملية وباشرنا العلاج».
استطرد الأب المكلوم الحديث عن صغيرته بينما يحتضن ابنته الأخرى بشدة كمن يخشى فقدانها قائلًا: «الطريق طويل، حاليا أنا واخد شقة هنا احنا كنا جايين إمبارح من البلد على أساس إنها هتبدأ فترة الإشعاع المحددة بـ34 جلسة، أصبحت مقيم هنا والشغل على الله».
أما عن مخاوفه فيما يتردد حول إغلاق المستشفى بسبب نقص التمويل قال: «ربنا يسترها ويقّدر إن واحد يتبرع لأن الناس حالتها صعبة وكلنا حالتنا صعبة، إن شاء الله المستشفى مش هتتقفل لأن ربنا سبحانه وتعالى موجود وكبير هتتقفل هنروح فين، والناس دى هتروح فين».
تحويل حالات
وبخلاف الكثيرين ممن بدأوا خوض رحلة العلاج، كان هناك العديد من الحالات التى تنتظر مصيرها على قائمة انتظار المستشفى ما بين القبول أو الرفض ما بين الحلم بالنجاة أو الموت، وبين عدد من الأمهات اللاتى جلسن خارج المستشفى ينتظرن تحديد مصير أبنائهن، كانت هناك سيدة احمرت وجنتاها من البكاء على حال رضيعها صاحب العام والشهرين، جاءت من محافظة البحيرة لتجلس على باب المستشفى فى انتظار العلاج وإنقاذ رضيعها.
تقول والدة الطفل «حمزة» بينما تنهمر دموعها: «اكتشفنا الأمر فى 13 ديسمبر الحالى لما اتأخر فى المشى رحنا للدكتور وطلب أشعة بالصبغة وقالنا إن عنده ورم فى الجانب الشمال من دماغه فى عصب العين، فى دكاترة قالت لنا نعمل عملية وفى دكاترة قالولنا نيجى هنا، وجينا كل المسافة دى دخلنا للدكتور وكشف عليه وقالولى عنده ورم، وقالولى هنناديكى تاني».
وأخذت فى البكاء وهى تردد أنا خايفة يقولولى مفيش مكان، خايفة ابنى يحصله حاجة، فيما استطرد الأب قائلا: «بقالنا فى القاهرة 3 أيام قاعدين عند قرايبنا، أول يوم جيت لوحدى من غير الطفل وبعد كده جيت اليوم الثانى قالولى اتأخرت عالميعاد، وجيت اليوم وأدينى قاعد مستنى الكشف، وبينما يجلس الأب والأم فى الانتظار جاءهما الرد برفض قبول الحالة نظرا لعدم وجود مكان، وتم تحويل الطفل إلى مستشفى أبو الريش، فيما أخذت الأم فى النحيب خوفا على مصير رضيعها حديث الولادة».
معاناة أم
لم يكن المرض هو أصعب ما يواجه أهل المريض ولكن السفر من محافظات بعيدة للعلاج كان أحد المصاعب الشديدة التى لطالما واجهت مرضى 57 وأسرهم، وخلال جولتنا داخل استقبال المستشفى التقينا إحدى الحالات التى كانت تتلقى العلاج فى فرع المستشفى بطنطا -التى تم إغلاقه قبل أشهر-، لتروى لنا السيدة «أم أحمد» ما تواجهه منذ إغلاق المستشفى وما تعرضت له من مصاعب فى علاج ابنها، قائلة: «احنا من الغربية، بدأت علاج ابنى أحمد 9 سنوات فى مستشفى 57 فرع طنطا من 3 سنين المرض رد عليه أربع مرات، كنا بناخد العلاج والجلسات فى مستشفى طنطا وكانت الدنيا كويسة دخلنا مواجهناش أى مشاكل أخدنا علاج سنة وربنا شفاه ورجع المرض له تانى فى شهر 8 اللى فات.. كنا سامعين إن المستشفى هتقفل وبعد ما قفلت كملنا هنا ومكانش فى أى مشاكل واجهتنا أننا نكمل العلاج هنا وأول ما جينا مضينا على إقرار إن إحنا نكمل العلاج هنا فى 57 لأن مستشفى طنطا دلوقتى بقت تابعة لمستشفى الجامعة «معهد الأورام»، والعلاج فيها مش زى هنا».
وتابعت: «من فترة عرفنا إن التبرعات بدأت تقل، وبعدها ابتدى العلاج يقل وابتدت كل حاجة تبقى مش موجودة والعلاج ناقص وبقينا نجيبه احنا على حسابنا، احنا بنيجى كل شهر مرة للقاهرة عشان علاج أحمد عشان هو فى المرحلة الرابعة فى المرض».
وأردفت قائلة: «أنا زعلت إن مستشفى طنطا قفلت لأنى كنت بطلع فى أى وقت لو الولد تعب مكانش بيهمنى الساعة واحدة أو تلاتة هى قريبة مننا لكن إنى أطلع 12 أو 1 بالليل عشان أوصل هنا صعبة شوية، دلوقتى لو حصل له حاجة بدّيله مسكنات على ما نوصل هنا مسافة السفر».
فرع طنطا الأزمة مستمرة
خلال الحديث مع أهالى الأطفال وجدنا أن الأزمة ليست مقتصرة على الفرع الرئيسى للمستشفى بالقاهرة، ولكن الأزمة المالية قد ضربت فرع طنطا قبل شهور، ما دفع المؤسسة لتسليم فرع المستشفى لجامعة طنطا ليتم إدارته وتشغيله من خلالهم.
وكشف الدكتور محمود زكى رئيس جامعة طنطا، أن مستشفى 57357 فرع طنطا متوقف عن العمل ومغلق منذ سبتمبر الماضى، وأن هناك تواصلا دائما مع إدارة المستشفى بالفرع الرئيسى للتباحث حول إعادة فتح الفرع بطنطا من جديد.
وأضاف فى تصريحات لـ«روزاليوسف»، إن مستشفيات جامعة طنطا تفتح أبوابها أمام أى مريض وكل الأطفال، متابعا: «الأمور هتتحسن قريبا».
وأكد رئيس جامعة طنطا، أن الدولة قادرة على مواجهة أى مشكلات من هذا النوع، ولديها آليات كثيرة من خلال وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية.
فرع طنطا تم افتتاحه عام 2015، ليقدم العديد من الخدمات الطبية لمرضى المستشفى بنفس معايير جودة الخدمات الصحية المقدمة بالفرع الرئيسى بالقاهرة.
ووفق تقرير صدر عن المؤسسة يضم فرع مستشفى 57357 طنطا، 47 سريرًا ويخدم منطقة الدلتا، وقد واجه الفرع التزامات مالية تصل إلى نحو 130 مليون جنيه.
ووفق تقرير المؤسسة، فإن تكلفة علاج المريض بفرع طنطا تفوق تكلفة علاجه بفرع القاهرة بحوالى 30 - 45 % ولتحقيق الكفاءة التشغيلية من الناحية الاقتصادية وافقت الإدارة على زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى بطنطا إلى 95 سريرًا، وبالفعل تم البدء فى عمل التوسعات فى فبراير 2020، ولكن حتى الآن لم تنته شركة المقاولات من %40 من هذه التوسعات، بسبب الأزمة المالية، إلى أن توقف العمل بالمستشفى.
طلب إحاطة
طلب النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب، من الحكومة سرعة التدخل لإنقاذ الأوضاع المالية داخل مستشفى 57357 بعد الاستغاثات التى نشرها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى وتفاعل معها عدد من الفنانين على رأسهم عمرو يوسف، إضافة إلى شيكابالا لاعب الزمالك الذى رفع قميصًا كُتب عليه «انقذوا مستشفى 57357»
وقال «قاسم» فى طلب إحاطة قدمه للمستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجهًا للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى إنَّ أزمة المستشفى الرئيسية تكمن فى نقص التبرعات والتمويل خلال الفترة الأخيرة، والتى ألقت بتداعياتها على الأوضاع اليومية الخاصة بعلاج الأطفال، حيث ارتفعت نفقات العلاج والخدمات التى يقدمها المستشفى مشيرًا إلى أن التبرعات انخفضت خلال آخر 6 شهور بنسبة تراوحت بين 80 إلى و88 بالمئة مقارنة بنفس المدة فى الأعوام السابقة، وهو ما دعا المستشفى لاتخاذ قرار مؤخرا بفك آخر وديعة يملكها المستشفى من أجل الصرف على علاج 18 ألف طفل مصاب بالسرطان، وهو ما يكفى لمدة عام واحد فقط، فى حال استمرار التبرعات بنفس الوتيرة الراهنة.
وقال النائب فى طلبه إن انخفاض التبرعات تزامن مع أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، مما تسبب فى ارتفاع تكاليف العلاج بنحو ثلاثة أضعاف عن ذى قبل، مشيرا إلى أن إدارة المستشفى اتخذت قرارا فى الآونة الأخيرة باقتصار متابعة الأطفال المتعافين من السرطان حتى سن 22 عامًا، بدلًا من 25 عامًا كمالعتاد وفقًا للبروتوكول الطبى المعمول به منذ إنشاء المستشفى فالطفل المصاب بالسرطان كان يعالج لمدة 3 سنوات بالمستشفى، ثم يجرى متابعته حتى سن 25 عاما، وهذا تغير حاليا مشيراً إلى أن مستشفى 57357 يتابع حالة 18 ألف طفل مريض بالسرطان، بين محجوزين داخل المستشفى للعلاج، أو مترددين على العيادات، أو فى إطار المتابعة بعد الشفاء والمستشفى لن يستطيع استقبال أى حالة من قائمة الانتظار التى بلغت 17500 حالة تم الكشف عليهم وتشخيصهم وينتظرون تلقى الجرعات.
وأكد النائب محمود قاسم أن المستشفى الآن يقوم بإبلاغ المرضى الجدد بالتوجه إلى مستشفيات أخرى مثل معهد الأورام أو أبوالريش اليابانى أو معهد ناصر وفى الماضى كانوا يبلغون أهل الحالة بالانتظار وسيتم التواصل معهم وعلاجهم طبقا للبروتوكول العلاجى وترتيب الطفل فى القائمة موضحاً أن هذه الأزمة تعد امتدادًا لأزمة إغلاق فرع المستشفى بطنطا خلال الشهور الماضية.