زينب حمدي
الفهامة.. «تركيا» والدعاية الكاذبة
السياحة من أهم مصادر الدخل القومى خاصة والعملة الصعبة «اليورو والدولار».. وتعتبر السياحة العلاجية أحد مصادرها المهمة وقد تنبهت الدول إلى أهميتها فقامت بإنشاء المراكز الطبية المتخصصة على أعلى مستوى وركزت الدعاية لها.
ومن هذه الدول لبنان والأردن ودولة الاحتلال وأخيرًا تركيا والتى ركزت معظم دعايتها على عمليات التجميل مستغلة الهوس الدائر فى العالم الآن بعمليات التجميل سواء فى الإناث والرجال وركزت الدعاية على امتلاكها لمراكز متقدمة على أعلى مستوى تكنولوجى وأطباء مهرة، وتحقق تركيا المليارات من العملة الصعبة، ويقصدها الملايين من كل دول العالم لإجراء عمليات التجميل، حيث يتم استقبالهم فى المطار ونقلهم بسيارات خاصة ومندوبين والعمل على راحتهم حتى إجراء العملية ومغادرة البلد.
وقالت صديقة لى أن كل هذه الدعاية كاذبة حيث تعرضت لعمليات ابتزاز ومشاكل صحية وتشوهات فى وجهها بعد حقن وجهها بالبوتكس والفيلر فى مركز مشهور وعند طبيب جراح تجميل قيل أنه مشهور، أصيبت بعدها بتشوهات فى الوجه وندبات وارتخاء فى جفن العين اليمنى وأصبح الجانب الأيمن مختلفًا عن الجانب الأيسر لوجهها، وأبلغوها أن هذه الآثار سوف تختفى فى خلال أيام وحتى الآن وبعد مرور أكثر من شهرين لم تختف وعندما طلبت مقابلة الطبيب تهربوا وتنصلت إدارة المركز والمؤسسة التى تديره من المسئولية وقالوا أنها مسئولية الطبيب ولم تستطع مقابلته وعندما طلبت تقريرا طبيا بالتدخلات التى قام بها الطبيب وأسماء الأدوية تحججوا بأن الطبيب مشغول مستغلين مدة الإقامة وبالفعل سافرت دون الحصول على تقرير طبى وهو حق من حقوق المرضى.
وأضافت فى ندم: سافرت مع أصدقائى وبعض أقاربى للسياحة وشراء ملابس، حيث إن تركيا تعتبر رغم ارتفاع الأسعار فى العالم من أرخص الدول ويقصدها الأجانب والعرب لهذا السبب ولم أكن أنوى إجراء أى عمليات تجميل، وما حدث أننى عندما ذهبت إلى الصيدلية المجاورة للفندق لشراء دواء للصداع وجدت صيدليا يتحدث العربية قال لى وهو يناولنى الدواء أن وجهى يحتاج إلى بوتكس وفيلر ويوجد هنا مركز كبير جدا وطبيب مشهور وضرورى تروحى المركز وتشوفى بنفسك وفوجئت فى الصباح بتليفون من المركز أخبرونى أن سيارة تنتظرنى أمام الفندق وبها مندوب سيقلنى إلى المركز وهناك وجدت أكثر من موظف وطبيب يلحون على لعمل البوتكس والفيلر وهم يحصلون على الأتعاب كاملة قبل العملية حتى لا يرجع الزبون فى رأيه.
لقد عرضت ما تعرضت له صديقتى حتى لايقع آخرون ضحية للدعاية الكاذبة، خاصة عندما اقتنعت بصدقها ورأيت وجهها ومدى الحزن الذى تعانيه حتى إنها لا تستطيع الخروج أو الذهاب إلى العمل إلا بعد وضع نظارة شمس كبيرة تخفى عينيها ووجهها ولا تعرف متى سيعود وجهها إلى طبيعته وأكدت لى أن ما تعرضت له وصديقتها أكبر دليل على أن الطب هناك على عكس الدعاية التى يطلقونها تجارة كبيرة وبيزنس.
والحقيقة من خبرتى وعملى وحضورى عشرات المؤتمرات فى التخصصات الطبية وتخصص جراحات التجميل وتجميل الوجه أؤكد أن لدينا أطباء على أعلى مستوى من العلم والمهارة الأجانب كانوا يشيدون بهم وبأبحاثهم ولا تنقصهم سوى الدعاية والمراكز الطبية الحديثة تشرف عليها وزارة الصحة ولا ننسى أن مصر كانت من أوائل الدول التى كان يقصدها العرب للعلاج وقد تم إهمال السياحة العلاجية من قبل المسئولين رغم أهميتها للدخل القومى والعملة الصعبة؟
الفهم طريق الحرية.