الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الطريق الثالث.. لمصر.. لا لعبدالفتاح السيسى الرئيس الواثق.. رزق

الطريق الثالث.. لمصر.. لا لعبدالفتاح السيسى الرئيس الواثق.. رزق

العنوان التمهيدى للمقال مقتبس من أشهر كُتُب أستاذنا الراحل محمد حسنين هيكل، «لمصر.. لا لعبدالناصر»، أقتبسته لأنى مثله أكتب سطورى التالية (وكل ما أكتبه) فقط لأجل خاطر مصر، واضعًا نصب عينى ما قاله (الأستاذ) فى مقدمة هذا الكتاب الهام: «إننى لا أؤمن بالقداسات للبشر وإنما أؤمن بإنسانية البشر وأول مقتضياتها أن كل التجارب قابلة للنقد كما أن أدوار كل البشر (بمن فيهم الأبطال) قابلة للتقييم شرط أن تكون الجدية والموضوعية أساسًا للنقد وأساسًا للتقييم».



وقَفَزَ عنوان هيكل إلى رأسى وسيطر على تفكيرى، وأنا أُتابِعُ المعجزة المصرية التى تجلت فى شرم الشيخ خلال الأسبوعين الماضيين، وأصداء هذا النجاح التنظيمى الكبير عالميًا وإقليميًا ومحليًا، وما أثاره فى نفوس الوطنيين من حماسة وفخر واعتزاز، وما فجره من غيرة أشعلت نار الكارهين، مستغلين حدثًا هامشيًا مدبرًا لإفساد الفرحة، وتفاصيل أخرى صغيرة لإهالة تراب الحقد على الصورة الجميلة، التى تحققت بفضل الله وجهد كل المنظمين، يتقدمهم الرئيس (الواثق) عبدالفتاح السيسى.

وحصدت مصر «العلامة الكاملة» فى الدورة الـ (27) من مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 27»، والتى جرت فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر بمدينة شرم الشيخ، وحظيت بإشادة دولية على نجاحها الكبير فى تنظيم هذا المؤتمر العالمى الذى ضم ممثلى نحو 197 دولة، فاق عددهم 40 ألفا من ممثلى: الحكومات، والشركات، والمنظمات غير الحكومية، ومجموعات المجتمع المدنى، مع حضور أكثر من 120 رئيسًا وملكًا ورؤساء حكومات أبرزهم الرئيس الأمريكى جو بايدن، والفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك.

ويستدعى مشهد النجاح الباهر فى شرم الشيخ، مشاهدَ أخرى سابقةٍ عليه، كى تكتملَ أمامَنا «حكاية وطن» كان على حافَّةِ الهاوية وأنقذَتْه يَدُ الله، وسخَّرَت له جيشًا قويًّا.. عظيمًا، يتقدمه قائد.. ذكى.. شجاع.. أدرك فى لحظة الخطر، أنه لا مفرَّ.. فلبَّى نداءَ شعبِهِ ولا يزال على العهد باقيًا.

إن ما تَمَّ إنجازه خلال حكم عبدالفتاح السيسى، لا توفيه الحروف ولن تستوعِبَه المساحات، فما تحقَّقَ وتلمحُهُ فى وجوه المصريين من رضًا ومحبَّةٍ، وهم الذين منحوه ثِقَتَهُمْ وحلمَهُم وأصواتَهم وتفويضَهم، وتحملوا معه أعنفَ القراراتِ وأصعبَ الآلامِ التى ما كانوا ليقبلوها إلا أملًا فى مستقبل لاحَتْ بشائِرُهُ، وحصادًا ينتظره الجموع، وهو ما توج فى شرم الشيخ التى شهدت عرس الجمهورية المصرية الجديدة التى نجحت وتفوقت فى تنظيم أهم حدث دولى فى 2022، وأدارت ببراعة ومهنية حشدًا كبيرًا من الرؤساء والملوك والأمراء والوزراء ومنظمات المجتمع المدنى خلال أيام قمة المناخ «COP 27»، والتى ظهرت فيه كل أجهزة الدولة المصرية فى كامل رشاقتها التنظيمية وتجلت العبقرية المصرية فى كل تفاصيل الحدث التاريخى، لتؤكد أن مصر على الطريق الصحيح لاستعادة مكانتها وبناء مستقبلها الواعد.

 ويتمتع الرئيس السيسى عن سابقيه فى حكم مصر بحالة فريدة تربط علاقته بعموم المصريين، حالة ثقة تدفع العلاقة على طريق التناغم والتفاعل الصادق، تجعل الشعب الذى ينكوى بنيران الأزمات الاقتصادية يستمر فى دعم مسيرته الإصلاحية، وتأييد خطته الطموحة لإعادة بناء مصر، وتأسيس الجمهورية الجديدة على أنقاض ما تبقى من الجمهورية القديمة التى وصفها الرئيس فى مطلع حكمه بأنها كانت «شبه دولة».

وكان هذا ما أكدته كلمات الرئيس قبل أسابيع فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد بالعاصمة الإدارية، حيث وصف الحال عندما تولى المسئولية فى 2014 قائلًا: «فيه جزء كبير جدا من اللى اتعمل وناس بتتكلم على كوبرى،.. كوبرى إيه؟ ده مفيش حاجة فيكى يا مصر كانت واقفة على حيلها»، ويكمل رئيسنا (الربانى) المتوكل على المولى عز وجل ويقول: «حد بيقولى أنت بتتكلم كتير عن ربنا ليه.. ربنا حبيبى وغالى عليا.. وأنا اللى شايف عمل إيه معاكم.. وأنتوا ممكن تكونوا شايفين.. بس أنا شايف أكثر.. والله والله والله كرم ربنا على مصر فوق الخيال».

لقد تعددت الإنجازات المصرية وتنوعت فى قمة المناخ، متوجة مسيرة من العمل الجاد خلال السنوات الثمانية الماضية، مدعومة بتوفيق غير محدود من الله، ورغم كل الأحداث المحيطة بالقمة داخليًا وخارجيًا (وهى كثيرة)، إلا أن العالم فوجئ بمصر الراسخة الواثقة فى قدراتها المؤمنة بعبقريتها والتى استلهمت ثقتها من ثقة قائدها الذى أثبتت تحركاته فى القمة مدى ثقته فى الله وفى وطنه وفى نفسه، ولعل ما أثارته الصورة الشهيرة التى التقطت على هامش القمة لرئيسة الكونجرس الأمريكى نانسى بيلوسى وهى تتأبط ذراع الرئيس السيسى، خير دليل على ما نقول، فها هى السيدة التى توصف بـ«المرأة الحديدية» تلين فى مصر، وتعبر فى تصريحاتها الودودة عن «تقديرها لجهود مصر ودورها المحورى كركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها»، وتهنئ الرئيس السيسى على التنظيم المتميز للقمة، مثمنةً عمق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، مؤكدةً فى الوقت ذاته الأهمية الكبيرة التى توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر، لتدشن القمة بعد لقاء الرئيس معها ثم مع الرئيس الأميركى جو بايدن، مرحلة إستراتيجية جديدة فى تاريخ العلاقات بين البلدين. 

إن الثقة هى الملمح الأكثر وضوحا فى حكم الرئيس السيسى منذ خطواته الأولى فى الصعود إلى قمة السلطة، انعكس ذلك على كل قراراته واختيارات حكمه، أعلن ذلك بأكثر من صيغة، فالثقة بالله كانت المحرك الرئيسى فى تلبيته لنداء المسئولية وترشحه للرئاسة، والثقة بالشعب كانت الملهم لدعم ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بالجماعة المارقة التى كادت تختطف الوطن، والثقة فى رجال الجيش منحته القدرة على الإنجاز واتخاذ أصعب القرارات، وقبل كل ذلك منحته ثقته بنفسه طاقة سحرية فى التأثير على المصريين فخرجوا من قمقم اليأس إلى أعالى جبال الأمل، يشيدوا من جديد مستقبل بلادهم بإصرار وثقة انتقلت إليهم من رئيسهم «الواثق».

الثقة تمنح القائد بريقًا خاصًا يرهق أعدائه (أعداء النجاح)، وهى مصل يحميه من التردد ويحصنه عن التراجع ويدفعه بقوة لإنجاز أهدافه، الثقة هى عنوان النجاح، ومصر السيسى على الطريق إلى مستقبل باهر إن شاء الله.