السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الطريق الثالث.. استنادا لأهم مرجع أمريكى  فى الإعلام التليفزيونى  تقييم أداء قنوات «المتحدة» الإخبارية فى تغطية «COP 27»

الطريق الثالث.. استنادا لأهم مرجع أمريكى فى الإعلام التليفزيونى تقييم أداء قنوات «المتحدة» الإخبارية فى تغطية «COP 27»

تقول الصحفية والأكاديمية الأمريكية كارولين ديانا لويس فى كتابها الشهير «Reporting for Television»، الذى ترجمته المكتبة الأكاديمية بمصر ونشر عام 1992: إن «الصحافة التليفزيونية هى صحافة تتعامل فى المقام الأول مع الحقيقة دون الخيال، وتقتضى فى كل الأحوال من المثابرة والحرص على الدقة والعدالة والتوازن ما يشكل أساس (الوسيلة) الإعلامية»، وهذا التعريف العلمى الراقى كان الإطار الذى تحركت فيه التغطية الإخبارية الاحترافية لـ«قمة المناخ»، والتى قدمها قطاع أخبار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عبر قنواته الثلاث: «القاهرة الإخبارية»، «إكسترا نيوز»، و«إكسترا لايف».



 

ولقد عكست التغطية الفائقة للقنوات الثلاث، تطور المشهد الإعلامى فى مصر خلال العام الأخير، والذى أكد أن «مصر تستطيع» أن تقدم إعلامًا مهنيًا، احترافيا، يرتقى إلى ساحة المنافسة الإقليمية والدولية، ويمثل انطلاق قناة «القاهرة الإخبارية» ونجاحها، تأكيدًا عمليًا على القدرة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى على استعادة «الريادة الإعلامية» التى أسست لها ثورة يوليو 1952، بالعديد من المشروعات الإعلامية الخالدة والتى كان أبرزها إذاعة «صوت العرب»، التى قادت مسيرة التنوير والتغيير فى المنطقة العربية، وساهمت فى دعم حركات التحرر الوطنى فى إفريقيا وآسيا، ثم تبعتها القفزة الإعلامية الكبرى بتشييد مبنى «ماسبيرو» على كورنيش النيل ليبث من استوديوهاته العملاقة إرسال التليفزيون العربى فى يوليو عام 1960، والذى كان إنتاجه البرامجى والدرامى حجر الزاوية فى تشكيل الوعى العربى المعاصر من مطلع الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى.

وعودة إلى كتاب كارولين لويس الذى أظنه مرجعًا علميًا ومحكمًا أكاديميًا يدعم شهادتى على نجاح العناصر المهنية المتنوعة للتغطية الإخبارية الفائقة التى قدمتهما قناتا «القاهرة الإخبارية»، و«إكسترا نيوز» لقمة المناخ، فقد ذكرت المؤلفة فى كتابها المنشور قبل سنوات بعيدة، ما أراه وصفًا تقريبيًا لما جرى على شاشتى القناتين المصريتين فى الفترة من (6: 18) نوفمبر 2022، حيث تقول كارولين: إن «مفتاح توليد القصص الإخبارية هو مزيج من المعرفة والحساسية والحس المرهف، والقدرة على توجيه الأسئلة السديدة، وأفضل (المراسلين) هو الذى يسيطر عليه إحساس قوى بما يجب أن تكون عليه الأشياء، وما هى عليه الآن. وتنشأ معظم القصص الإخبارية الأكثر أهمية من الفارق بين الواقع وما يجب أن يكون».

وتضيف لويس فى موقع آخر من كتابها: «تذكر أن الأخبار تتعلق بالناس، وأن هناك قصصًا إخبارية عن مواطنين يقفون على حافة التغيير»، وتكمل: «إن الأبعاد الإنسانية للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هى دائمًا مادة إخبارية جديرة بالاهتمام»، وكأن وصايا مؤلفة كتاب «التغطية الإخبارية للتليفزيون»، كانت نصب أعين الزملاء فى قطاع أخبار المتحدة، وخارطة طريق إعلامية ومهنية لمن شرفوا منهم بتغطية فعاليات مؤتمر الأطراف «cop27»، التى احتضنتها مدنية شرم الشيخ (الساحرة)، كما وصفها الرئيس السيسى وهو يرحب من قلب مصر الأخضر بضيوف القمة من قادة وزعماء، ورؤساء حكومات، ووزراء لدول بلغ عددها 197 دولة.

وتضع الإعلامية الأمريكية فى كتابها الرائد مبدأين أساسيين للتغطية التليفزيونية، هما: «لا تستخدم الكاميرا كالورق والقلم، واقتصد فى استخدام الكاميرا»، ثم تسأل: «ففيم نستخدم الكاميرا إذن؟، نستخدمها فيما تؤديه جيدًا.. إبراز الحقائق، وكشف المشاعر والأحوال النفسية.. تهيئة المسرح، وإضفاء الطابع الإنسانى على الأمور المجردة».

وهذا ينقلنا إلى الصورة التليفزيونية الرائعة التى قدمتها القناتان الإخباريتان المصريتان، والتى تعنى أولهما «القاهرة الإخبارية» بالشأن الإقليمى والدولى، بينما شقيقتها الكبرى «إكسترا نيوز» فهى قناة محلية باقتدار، وكلاهما يقودهما فريق فنى معتبر، يهتم بالصورة كما ينبغى، وكما يحقق للمشاهد أكبر حالة من الاستمتاع البصرى، وقد نجح مايسترو القيادة الزميل والإعلامى القدير أحمد الطاهرى، فى أن يصنع شخصية بصرية فريدة لكلتا القناتين، أصبحت تميز كلاً منهما، كما أنه منح حرية الإبداع لفريقه الفنى أثناء تغطية قمة شرم الشيخ، فكانت الصورة مدهشة، وكأن رئيس تحرير روزاليوسف، ورئيس قطاع أخبار المتحدة قد قرأ والزملاء من منتجى الأخبار بالقطاع ما كتبته كارولين فى كتابها الفريد، حين قالت: «من الحكمة– عندما تكون فى العمل- أن تطلق العنان للمصور حتى يلتقط مزيدًا من (اللقطات) التى تفيد (التغطية)، ويستطيع المصور (التليفزيونى) أن يضيف كثيرًا جدًا على أى (تغطية)، وقد يرى أشياء كثيرة قد تفوتك، وأنت مشغول بترتيب المقابلات، أو كتابة نص أو مقدمة، أو تغطية موضوع ساخن»، وتكمل: «و(المدير) الناجح هو الذى يتعلم منذ البداية كيف يحرك ويضبط مواهب فريقه، فيظفر بأفضل ما لديهم، حتى تأتى (التغطية) ثمرة لائتلاف مواهب مشحوذة إلى أقصى مداها». وقد عايشت عن قرب حرص الزميل أحمد الطاهرى على الصورة، وتوجيهاته الدائمة لمخرجى القناتين للوصول إلى جودة عالمية، وكأنه يعلم القانون الراسخ الذى أصّلته الأمريكية لويس فى مجال التغطية التليفزيونية: «الحقيقة التى لا جدال فيها.. هى أن الصورة سيئة التكوين تنتقص من الخبر الجيد المتماسك».

ولأن «المقابلة هى خبز أخبار التليفزيون وزبدها»، فقد سجل الزملاء من المذيعين عشرات المقابلات الناجحة والمتميزة، والتى أثْرت الشاشة، وزينت التغطيات الإخبارية، ومنحتها حيوية وعمقًا، وقد عكست هذه المقابلات ثقافة المذيعين وحسن إطلالتهم، وبراعة فرق الإعداد التليفزيونى، وإبداع الفنيين الذين جعلوا الشاشة تنطق بجمال الصورة، وهى شهادة يرددها كثير من الجمهور المصرى والعربى، معبرين عن سعادتهم بما وصل إليه الإعلام المصرى، الذى يتأهب للمنافسة العالمية.

ويُعدّ كتاب «Reporting for Television» أو «التغطية الإخبارية للتليفزيون»، واحدًا من أهم المراجع المعتمدة فى تدرب وتأهيل العاملين فى مجال صناعة الأخبار التليفزيونية، والكتاب يمثل دليلًا موجزًا لكل المتصلين بالنشاط الإخبارى فى التليفزيون، من مندوبين ومحررين ومذيعين ومقدمين لنشرات الأخبار والبرامج الإخبارية، ومعلقين على الأحداث الجارية.

يكفى أن تقرأ الأسماء الثلاثة التى تزين غلافه، مؤلفته: كارولين ديانا لويس (الصحفية الأمريكية المعروفة وعميد كلية الدراسات العليا للصحافة بجامعة كولومبيا، والمراسلة لصحيفة الواشنطن بوست ووكالة الصحافة الدولية upi)، ومترجمه: محمود شكرى العدوى (المدير الأسبق للأخبار بالتليفزيون المصرى، والمحاضر بكلية الإعلام جامعة القاهرة)، أما مقدمة الكتاب فهى بقلم الإعلامى القدير سعد لبيب (رحمه الله)، أول رئيس للتليفزيون المصرى، والخبير الإعلامى بمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، والذى أكد فى مقدمته: أن «الكتاب يجمع بين الفكر الأكاديمى المعتمد على العلم والتفكير المنطقى والتراث المتواصل لفنون الصحافة التليفونية مقارنة بالصحافة المطبوعة، وبين الخبرة العملية الميدانية فى جمع الأخبار التليفزيونية، وإعدادها وصياغتها بالصورة والكلمة، وتقديمها، والخبرة المستمدة من داخل غرف الأخبار وما تتعرض له من ضغوط، وما يسيطر عليه من اتجاهات».

نجحت الدولة المصرية فى تنظيم قمة «إنقاذ الأرض»، وتألقت فى تقديم صورة تليق بحضارتها، وتبشر بما ينتظرها فى المستقبل، ونجحت أيضًا فى أن تستعيد جزءًا من مكانتها على الخريطة الإعلامية الدولية، بعد أن انطلقت قناتها الجديدة «القاهرة الإخبارية»، ليتردد فى كل عواصم العالم دوى «هنا القاهرة»، معلنًا عن ميلاد جمهورية جديدة فى مصر.