الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أزهريون على جبهة القتال لتحقيق النصر الأزهر وحرب أكتوبر مسيرة دعم مستمر

لا يزال نصر 6 أكتوبر المجيد محفورا بحروف من نور فى ذاكرة المصريين يتوارثون مجد النصر جيلا بعد جيل، حيث مثل هذا النصر تلاحما وطنيا بين جميع طوائف الشعب المصرى، ومؤسساته المختلفة، وظهر جليا دور الأزهر الشريف فى دعم حرب 6 أكتوبر عام 1973، والتى سبقها مساهمات أزهرية على أعلى مستوى لتحقيق النصر فى تلك الملحمة العظيمة.



بالرجوع لملفات الأزهر الشريف والأحداث التى سبقت حرب 6 أكتوبر والتى واكبتها سيجد تحركا أزهريا واسعا لإنجاح هذه الحرب، ولذلك نجد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، يؤكد أن دور الأزهر تجلّى فى حرب أكتوبر المجيدة؛ وذلك من خلال قيام شيخه وقيادته وعلمائه الأجلّاء بالوقوف جنبًا إلى جنبٍ مع الجنود دعمًا لهم، ورفعًا لحالتهم النفسية، وترقيةً لروحهم المعنوية، ويرسّخون فى قلوبهم ونفوسهم محبة الأوطان، وأنها جزء من العقيدة، والشهادة فى سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض من أعظم الأعمال وأرفعها درجة عند الله.

والأزهر الشريف كان حاضرًا وله دور فى حرب أكتوبر، حيث إن علماءه، كما يروى علماء الأزهر، نزلوا مع الجنود ساحة القتال لتثبيتهم معنويا، وكانوا يرافقونهم فى الخنادق وفى أماكن التحصينات، وكان لديهم تصريحات خاصة حمراء اللون يتقدمون بها إلى خطوط القتال الأولى، وينزلون إلى الثكنات العسكرية.

وكان من علماء الأزهر المشاركين فى الحرب، كما قال د.أسامة الأزهرى المستشار الدينى لرئيس الجمهورية فى تصريحات سابقة، الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر والشيخ محمد الفحام والشيخ الشعراوى والعدوى، حيث ساهموا فى التأهيل النفسى من علماء الأزهر للجنود.

ويعتبر الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الراحل أول من اقترح منع تصدير البترول للعدو قبل حرب أكتوبر بـ6 سنوات، حيث تولى مشيخة الأزهر يولية 1964م خلفًا للأمام الشيخ محمود شلتوت، وظل يباشر شئون منصبه خمس سنوات حتى عام 1969م.

وكما نجد التقارير التى كتبت فى مشاركة الأزهر ترصد دورا أزهريا مع الأحداث التى مهدت للحرب ونجاحها فالشيخ الفحام منذ توليه مشيخة الأزهر 17 سبتمبر 1969، اعتبر نفسه جنديا فى ساحة القتال، فكان يجمع الشعب المصرى نحو هدف واحد وهو تحرير سيناء، وفى 11 من أبريل 1972م قام برفقة نخبة من علماءِ الأزهر بزيارة الجبهة لِرفْع الروح المعنوية للجنود والضباط، وعلى الرغم من أن ظروف الشيخ الفحام الصحية ألجأته للراحة وترك المشيخة فى مارس 1973 إلا أن الله استجاب دعاءه وعبر القناة وصلى فى عمق سيناء، وكان بصحبته الشيخ محمد الذهبى ولفيف من علماء الأزهر الأجلاء وكبار قادة الجيش الثالث.

كما كان للشيخ محمد متولى الشعراوى، دور كبير فى انتصارات أكتوبر المجيدة، حيث كان يذهب إلى الجنود فى مواقعهم ويلتقى بهم، ويلقى عليهم من علمه ما يؤكد لهم فضل الجهاد والانتصار لدين الله والوطن.

وتذكر بعض الروايات من بينها رواية للدكتور أحمد الشعراوى بأنه كانت هناك رؤية متشابهة بين الشيخ الشعراوى والشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر وهى رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقود جيش مصر ويعبر القناة لتحقيق النصر»، وعقب رواية الرؤية للرئيس أنور السادات شجع الشيخ الشعراوى الرئيس السادات على خوض الحرب ووعده بالنصر.

وفى تسجيل لمحاضرة ألقاها الشيخ محمد متولى الشعراوى إمام الدعاة، على قادة وجنود القوات المسلحة المصرية فى ذكرى نصر أكتوبر 1973، توجه الشيخ محمد متولى الشعراوى إلى الحضور قائلًا: «أنا ومهمتى وأنتم ومهمتكم، نلتقى فى أننا جميعًا جنود الحق أنا بالحرف وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالسنان».

 الشيخ عبدالحليم محمود

كما ورد العديد من الروايات فى دور الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الراحل فى حرب 6 أكتوبر حيث شارك فى التهيئة المعنوية للجنود لحرب أكتوبر، حتى قبل أن يتولى المشيخة، فقد كان عميدا لكلية أصول الدين بالقاهرة ولقد ترك تصريف أمور الكلية لوكيل الكلية، وتفرغ هو للمساهمة فى تثقيف الجنود وحثهم على نيل الشهادة لاسترداد كل ذرة من ذرات ترابه

وعندما تولى وزارة الأوقاف جعل من مفردات خطاب وزارته تأهيل المجتمع لتحمل تبعات الحرب حتى النصر، وعندما تولى المشيخة فى 27 مارس 1973م كان مهتمًّا بإسهام الأزهريين فى معركة العاشر من رمضان، واستعان فى هذا الصدد بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة.

وأعلن الشيخ عبدالحليم من فوق منبر الأزهر؛ أن معركة السادس من أكتوبر «حرب مقدسة»، وهى فرض على جميع الدول الإسلامية؛ قائلًا: «ننادى من على منبر الأزهر - هذا الأزهر الخالد الذى كانت تلجأ إليه الأمة المصرية باستمرار عند الأزمات - ونعلنها باسم علماء الإسلام حربًا مقدسة، وجهادًا فى سبيل الله، ومن على هذا المنبر نرسل تحياتنا إلى القائد الأعلى، وإلى القائد العام، وإلى جنودنا الأبطال الذين حققوا المعجزات فى بطولتهم وفى بسالتهم، وأمر من الأمور الذى نعلنه من على منبر الأزهر ونعلنه باسم علماء الإسلام عامة وهو أن الحرب الحالية إنما هى فرض على جميع أقطار الإسلام، وعلى كل مسلم ومسلمة، وأنه إذا قصرت دولة من الدول فى هذه الحرب فقد خرجت على الله ورسوله.. خرجت على تعاليم الله وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم».

 بشارة النصر برؤية الرسول 

بينما يروى الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، فى تصريحت تناقتلها العديد من المواقع الصحفية إن الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الراحل كان مهتما بإسهام الأزهريين فى معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.

ولفت «هاشم»، إلى أن الشيخ عبدالحليم محمود استعان فى هذا الصدد بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وأنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش فى شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه، نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيونى، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: «لا نريد أن نفطر إلا فى الجنة!».

وأشار، فى تصريحات سابقة، إلى أن الشيخ عبدالحليم محمود، قبيل حرب رمضان المجيدة، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر، ثم لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وأن الذى يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

واستطرد قائلا: أنه كانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافًا إليه طمأنة الدكتور عبدالحليم محمود لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التى تحتل جزءًا غاليًا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير.ولفت إلى أنه تطرق إلى تلك الواقعة د.محمود جامع أيضا فى كتابه: «كيف عرفتُ السادات؟»، إذ كتب قائلا: «لا ننسى أنه بشرنا بالنصر فى أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام فى المنام، وهو يرفع راية «الله أكبر» للجنود ولقوات أكتوبر».

 حماية أحداث النصر 

علاقة الأزهر بنصر 6 أكتوبر لم تتوقف عند المساهمة فى أحداث الحرب، بل تعدته إلى الدفاع عن الاحتفال به وحماية أحداث نصر أكتوبر من التحريف، فعقب حكم الإخوان أكد الأزهر الشريف فى بيان له رفضه لدعوات جماعة الإخوان بإفساد الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر واعتبرها مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام التى أمرت بالحفاظ على الوطن.

وقال الأزهر فى بيانه: «إن احتفالات السادس من أكتوبر إحياء لذكرى عظيمة، أعاد فيها الشعب المصرى ببسالة قواته المسلحة العزة والكرامة للأمة العربية والإسلامية كلها، وألقى على العالم درسا حضاريا فى الفداء والتضحية والإبداع، وإن أية أحداث لإفساد هذا اليوم العظيم إنما هو خروج على روح الوطنية المصرية، وعقوق للوطن يتنافى مع تعاليم الإسلام والأديان كلها.

بينما ظهرت حماية الأزهر لأحداث أكتوبر من التحريف واضحا فى بيان أصدره نادى أعضاء التدريس بجامعة الأزهر عقب سقوط حكم الإخوان فى مصر مطالبا بمراجعة جميع المقررات الدراسية حول أحداث حرب أكتوبر وما جاء فيه من ذكر أسماء وتصحيح أى حذف أو إضافة قام بها الإخوان فى فترة حكمهم العام الماضى.

وطالب الأزهر بضرورة أن تظل حرب أكتوبر ضمن مناهج التاريخ الحديث فى مختلف الكليات لأنها تمثل تاريخ الوطن، وتوضح ما قدمه الجيش المصرى من تضحيات من أجل بقاء مصر دولة رائدة عظيمة.

فيما رفض أعضاء تدريس الأزهر جميع الدعوات التى تحاول النيل من الجيش المصرى أو تزرع الفرقة بين قاداته وأفراد الجيش، مؤكدين على ضرورة العمل على الحفاظ على الجيش المصرى بعيدا عن الصراعات السياسية.

بينما قال د.حسين عويضة رئيس نادى تدريس الأزهر إن حرب أكتوبر تمثل نموذجا رائعا لبسالة الجندى المصرى وتفانى قياداته ولا ينبغى إغفال أى حقيقة من حقائق تلك الحرب، مشيرا إلى أنه فى فترة حكم الإخوان كان هناك حديث عن حذف بعض الأسماء مثل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وإضافة فقرات معينة لتفاصيل تلك الحرب، لذلك لا بد على القائمين على التعليم مراجعة ما تتضمنه المقررات الدراسية حول حرب أكتوبر.