السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سر الرقم 121 فى حياة الجوهرى قصة «الحرب والكرة» فى حياة الجوهرى انتصار «أكتوبر» نقطة الوصول «للمونديال» مع الجنرال

كان للرياضة دور بارز فى أكبر ملحمة تاريخية شهدها الوطن العربى وتحدث عنها العالم كله وكانت ومازالت فخرًا لمصر، ومثالًا قويًا يضرب فى العزيمة والإصرار والتحدى، تلك الملحمة العسكرية كانت حرب أكتوبر، إذ إن العديد من النجوم شاركوا بالفعل فى النصر. خلعوا على وجه السرعة الفانلات الرياضية وارتدوا الزى العسكرى، ونفذوا الخطط والمناورات والهجمات المرتدة فى ساحة الحرب، بدلًا من الملعب، يعد من أبرز النجوم الكروية التى شاركت فى حرب 73، هو «جنرال» الكرة المصرية المدرب التاريخى الذى نجح فى قيادة قطبى الكرة المصرية تكتيكيًا، هو الراحل محمود الجوهرى، وهو الذى قاد أيضًا منتخب مصر الأول إلى مونديال 1990 فى إيطاليا ،حيث كان ضابطًا برتبة مقدم فى سلاح الإشارة، وكان جنرالًا بدرجة عبقرى فى تدريب الكرة.



 

الجنرال الراحل محمود الجوهرى، المدرب التاريخى لمنتخب مصر ونجم الأهلى السابق، من النجوم الذين لبوا نداء الوطن، وشارك فى حرب أكتوبر عام 1973، الراحل محمود الجوهرى، أحد أكبر المدربين فى تاريخ الكرة المصرية، كان لاعبًا موهوبًا فى الأهلى ونجح فى تحقيق إنجازات عديدة سواء كلاعب فى الأهلى والمنتخب أو مدرب مع الأهلى والزمالك والمنتخب الوطنى.

لم تكن مسيرة الجنرال الراحل محمود الجوهرى، فى كرة القدم طويلة كلاعب، حيث عرقلت الإصابة نجوميته وموهبته، رغم هذا كانت فترته مليئة بالإنجازات، حيث حقق 8 ألقاب، خلال 10 سنوات فقط، بعدها تعرض لقطع فى الرباط الصليبى عام 1965،بطولاته عبارة عن 6 بطولات دورى وبطولتين لكأس مصر، مسيرته الدولية كانت مليئة بالأرقام التاريخية، أيضًا حيث حصل مع منتخب مصر على كأس الأمم الأفريقية 1959، وتوج هدافًا للبطولة برصيد 3 أهداف سجلها كلها فى مرمى إثيوبيا فى مباراة واحدة «هاتريك»، كما أنه الوحيد الذى حقق لقب البطولة كلاعب وكمدرب بعدما قاد الفراعنة للقب البطولة فى بوركينا فاسو 98.

الجنرال الجوهرى، قبل أن يكون خبيرًا كرويًا ومدربًا للكرة، وقبل ذلك لاعبًا بالنادى الأهلى والفريق الوطنى المصرى، كان واحدًا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذين شاركوا فى النصر، حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها 1957م، وأصبح ضابطًا فى سلاح الإشارة. فى البداية عمل رئيس إشارة من الدفرسوار حتى جنوب الإسماعيلية، ثم رئيس إشارة فى قطاع بورسعيد. وقبل حرب أكتوبر تم استدعاؤه ليكون قائدًا لجناح التكتيك الخاص، ومهمته السيطرة على كل القوات. وكانت رتبته حينها «مقدم»، وتم تكليفه بتخريج ضباط على أعلى مستوى من خلال دورات وفرق تدريبية ونجح فى تخريج دفعتين.

 دور «الجنرال» محمود الجوهرى  فى حرب أكتوبر

فى حرب أكتوبر، تم اختيار الجنرال الراحل محمود الجوهرى، ليكون ضابط اتصال بين القيادة والقوات فى الجبهة. وشارك فى عدة عمليات إغارة، منها غارة على إحدى نقاط العدو القوية فى الدفرسوار. حيث نفذ مخطط تنظيم الاتصالات بين القيادة والقوات بنجاح، ودائمًا كان يردد محمود الجوهرى من تجربته فى حرب 6 أكتوبر أنه تعلم من حرب أكتوبر، أن الإيمان بالله هو سر النجاح. والتدريب الواقعى يؤدى للانتصار، ولا بد أن يتعلم كل شخص من أخطائه. فى حرب أكتوبر نفذنا كل شىء ببراعة وقهرنا العدو ولقناه درسًا قاسيًا، وتقدم الراحل محمود الجوهرى، باستقالته من الجيش بعد معاهدة السلام. وتفرغ لكرة القدم، بعد اعتزال كرة القدم لاعبًا واتجاهه للتدريب أطلق عليه لقب «الجنرال» بعد أن درس العلوم العسكرية وعمل فى القوات المسلحة حتى ترك الخدمة فى 1976.

 قصة «الجنرال» مع الحربية  على لسانه:

«تعد من المواقف الفارقة فى حياتى وتحمل فى نفس الوقت جانب الإثارة والتشويق، حين تخرجت فى الكلية الحربية ولم أحضر حفل تخرجى، حيث كنت وقتها خارج مصر بصحبة البعثة الرياضية المصرية المسافرة إلى روسيا، عبر البحر، وحاولت معرفة نتيجة الكلية، لكن كبير المعلمين فى الكلية، والذى سافر معنا رفض الإفصاح عن النتيجة تماما، ركزت فى مهمتى حيث كنت ضمن فريق الأهلى، الذى يمثل مصر فى تلك المسابقة المقامة لأول مرة للدول الاشتراكية، ثم فوجئت بكبير المعلمين يسلم لى ظرفًا مغلقًا وجدت بداخله نتيجتى بالكلية وترتيبى رقم 121 وسلاحى هو الإشارة وهو السلاح الذى اخترته بالفعل قبل ذلك لأننى عشقته وتعلقت بفنياته العالية.

قبل الحرب تم استدعائى لأكون قائدا لجناح التكتيك الخاص ومهمته السيطرة على كل القوات، وكانت مفاجأة كبيرة لى حيث كنت وقتها برتبة مقدم ثم شاركت فى عمليات إغارة مع الجيش الثانى، بل كنت أحد ضباط الإشارة خلال عملية التصدى لثغرة الدفرسوار، حيث كنت ضابط اتصال بين القيادة والقوات فى الجبهة» .

وكان خير رجل لهذه المهمة ودافع عن الأراضى المصرية، كما دافع عن اسمها ورفع عالمها رياضيَا ليكون رجل الحرب والكرة، وتعد مساهمته فى انتصار 6 أكتوبر المجيد، رسمًا وتكوينًا لشخصية تحمل كل معانى التحدى والفكرة للجنرال، وساهمت بشكل كبير فى الوصول لكأس العالم 90، بعد غياب طويل عن الساحة العالمية.