الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مدرسة الكاريكاتير..حجازى فنان عابر للأجيال

الكتابة عن فنان بقدر الرسام المبدع حجازى مسئولية كبيرة، فهو الرسام الأكثر شعبية وتأثيرًا فى تاريخ الكاريكاتير المصرى، وموهبة فذة لن تتكرر وله تاريخ كبير من الأعمال الفنية المتميزة فى الكاريكاتير والرسم الصحفى ورسوم الأطفال، والتى تعد مرجعًا مهمًا لكل الأحداث التاريخية التى شهدتها مصر خلال مسيرته الفنية التى تزيد على 50 عامًا. 



يعد أحمد حجازى الشهير بحجازى (1936-2011) من أغزر الفنانين المصريين إنتاجًا وأكثرهم حضورًا وتأثيرًا، فهو صاحب تجربة فنية متميزة يمتد تأثيرها لأجيال، ومدرسة فى الكاريكاتير لها بالغ الأثر فى نشر الوعى والثقافة والتغيير نحو الأفضل.

تربع حجازى على عرش الكاريكاتير السياسى والاجتماعى طيلة الخمسينيات وحتى الثمانينيات، وأحدث نقلة فى تاريخ الكاريكاتير المصرى الحديث جنبًا إلى جنب صلاح جاهين وبهجت عثمان وجورج البهجورى وإيهاب شاكر ومحيى اللباد وصلاح الليثى وناجى كامل ورجائى ونيس، وذلك على مستوى المواضيع والأفكار المطروحة فى الكاريكاتير وأيضًا الخطوط والأسلوب الفنى.

بدأ الفنان الكبير حياته الفنية رسامًا للكاريكاتير بمجلة روزاليوسف منذ عام 1956،  وظل هو بيته الأول الذى يعتز به، ومنذ ذلك التاريخ وحتى فترة الثمانينيات كانت رسومه تأريخًا لمراحل من أهم مراحل التاريخ المعاصر والتى ناقش من خلالها الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بأفكار جديدة وقوية وجريئة، أكثر تحررًا وتمردًا على التقاليد والأعراف الاجتماعية والأفكار الكلاسيكية الجامدة، وتنحاز بشكل أساسى للطبقات الفقيرة والمطحونة بأسلوب يجمع بين البساطة المتناهية والعمق الشديد، وخطوط انسيابية رشيقة تتسم بالاختزال والبساطة، أيضًا شخصياته الكاريكاتيرية التى تدعو للضحك حتى قبل قراءة التعليق من الفقراء المطحونين وأولاد البلد الظرفاء والموظفين المرتشين والمساطيل والأغنياء وكل أبطال لوحاته الكاريكاتيرية التى صاغها بسخرية لاذعة وعبقرية متفردة.

كان لحجازى وجهة نظر خاصة  ورأى مستقل،لا يرسم بتوجيه ولا يسعى لإرضاء أحد، فعندما تولى الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين رئاسة تحرير أخبار اليوم ترك حجازى روزاليوسف وصباح الخير وذهب إلى هناك، ولكنه لم يستمر لأنه وجد أن هناك من يضعون الأفكار للرسام ليقوم بتنفيذها وهو ما لم يقبله وعاد مرة أخرى لروزاليوسف وصباح الخير، لأنه لم ينسجم مع أسلوب العمل فى أخبار اليوم ورفض أن يكون منفذًا لأفكار الآخرين فهو يريد أن يرسم أفكاره ويكون هو المسئول الأول والأخير عن الكاريكاتير.

ساهم الفنان الكبير فى تأسيس مجلة ماجد الإماراتية سنة 1979 والتى تركت أثرًا كبيرًا على الأطفال فى مصر والوطن العربى وجيل الثمانينيات تحديدًا الذى تعلق بشخصيات المجلة المحبوبة مثل «شمسة ودانة» و«كسلان جدًا وأخوه نشيط» و«موزة الحبوبة وشقيقها رشود» و«ثنائى فريق البحث الجنائى النقيب خلفان والمساعد فهمان» و«أبو الظرفاء» و«فضولى» الشخصية الأشهر للفنان حجازى، والذى كان يظهر فى مسابقة «ابحث عن فضولى» ويتخفى فى أى صفحة من صفحات المجلة ليبحث عنه القراء بشغف كبير.

ترك حجازى أيضًا بصمته الخاصة فى مجلة الأطفال العريقة سمير والتى تصدر منذ عام 1956 عن دار الهلال المصرية، وشارك برسم العديد من القصص المصورة فى المجلة وكان أول ظهور لشخصيات تنابلة الصبيان الشهيرة «شملول وبهلول وتمبول» التى ابتكرها حجازى على صفحات مجلة سمير فى الستينيات، وحظيت باهتمام كبير ونجحت فى جذب الأطفال إليها وأصبحت من أشهر شخصيات المجلة فى تلك الفترة، وتلك هى عبقرية حجازى الذى نجح بشكل كبير وغير مسبوق فى مخاطبة الأطفال فى الوطن العربى كله من خلال شخصيات لها طابع كاريكاتيرى، تنتقد سلبيات المجتمع بشكل ساخر لا يخلو من عمق ومغزى.

تحية إلى الفنان حجازى الذى ألهمنا وعلمنا وتحية إلى تاريخه الفنى العظيم.