الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. براءة السينمائى المتحرش «هارفى وينستاين»

عكس الاتجاه.. براءة السينمائى المتحرش «هارفى وينستاين»

هذا الخَبر ليس فنيًا، الخَبر القنبلة يعكس انقلابًا فى السياسة الأمريكية الداخلية على نفسها ويعكس اضطرابًا سياسيًا ضخمًا فى عقل من يديرون المؤسّسات الحاكمة فى البلاد، فأن يتم السماح بالاستئناف وبإعادة محاكمة المنتج ورجُل الصناعة هارفى وينستاين تمهيدًا لتبرئته ولسوف يخرج من مَحبسه بكفالة ثم تتم إعادة محاكمته وهو حُر على الأسفلت، بعد الاعتراف بخلل فى الإجراءات القضائية والاعتراف بتضارب أدلة الشهود (كده فجأة) وأن الاتهامات قديمة ومرسلة وبلا أدلة إثبات من قِبَل فنانات شهيرات ادعين أنه تحرش ببعضهن واغتصب بعضهن الآخر، وعلى إثره فقد أودع السجن بسرعة مذهلة بعد محاكمة سريعة، وعلى إثر إيداعه السجن قد انهارت وبيعت مؤسّسته الفنية «ميراماكس» صاحبة الاستحواذ الأكبر على استوديوهات هوليوود، وانهار بيته وتركته زوجته واختفى أصدقاؤه وخلانه!



كانت رئيسة محكمة الاستئناف بولاية نيويورك Janet DiFiore الأسبوع الماضى قد أصدرت قرارها بالموافقة لمحامى «هارفى وينستاين» بالنظر فى طلب الاستئناف على حكم إدانة موكله وسجنه، أى السماح له بحصوله على إعادة محاكمة عادلة وهو الذى حوكم بـ23 عامًا فى سجون نيويورك بعد أن وُجِد مُدانًا- فى عهد ترامب - فى جرائم جنسية بالعام 2017 إثر عدد كبير من الاتهامات بالتحرش والاغتصاب قُدِمَت ضده من فنانات وكذلك من صفوة نساء المجتمع الأمريكى، حتى صدر الحُكم بسجنه 23 عامًا فى فبراير من العام 2020 بعد أيام من خروج ترامب من البيت الأبيض، وكأنهم «سلقوا وكروتوا الحُكم» وكأن القاضى الذى أظنه كان جمهوريًا أو أنهم أرادوا فرض أمْر واقع خوفًا من القاضى الديمقراطى الذى سيعينه «بايدن» والذى سيعيد فتح القضية من جديد، وهوَ ما حدث بالفعل الأسبوع الماضى وبعد عامين ونصف للمتهم فى الحبس.

ما علاقة ذلك لما يحدث لترامب بعد إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ وما معنى هذا بعد هذا الهجوم المفاجئ للـ «سى آى إيه» على بيت الرئيس السابق بفلوريدا؟ والتصريح بأنهم وجدوا لديه كراتين وثائق خاصة سرقها من البيت الأبيض فى يناير 2020 (وهو بيلم عزاله).. وكأنهم يمسحون بأستيكة حقبة ترامب وقراراته وأولها الحُكم السابق على «هارفى وينستاين» وإعادة الاعتبار لسُمعته.

ولا تنسى أن رئيسة محكمة الاستئناف التى أعادت «وينستاين» إلى محاكمة جديدة «چانيت ديفيور» كانت قديمًا عضوة بالحزب الجمهورى حتى 2007 ثم تحولت وتركته وانقلبت عليه لتلتحق بالحزب الديمقراطى منذ ذلك التاريخ حتى الآن.

ولا تنسى أن صاحب استوديوهات هوليوود ورجل الصناعة والملياردير المتنفذ «هارفى وينستاين» هو الآخر عضو بالحزب الديمقراطى.. ولا تنسى أن من يحكم الآن هو الحزب الديمقراطى وأن أفراده هم من يديرون الأمور هناك وهم الذين يرفضون عودة الجمهورى «ترامب» للحُكم، ولا يريدون للحقبة المقبلة أن تكون جمهورية بتاتًا ولو بالدم، وأن يستمر البيت الأبيض وأغلبية مجلس النواب والمؤسّسات المتحكمة ديمقراطية الهوى بغض النظر عمّن يحكم سواء كان «بايدن» أو نائبته الخرساء أو شخص ثالث.

يقول محامى وينستاين «آرثر إيدالا» إنه يتمنى بإعادة محاكمة موكله أن يصدر الحكم بتبرئته وأن تعترف المحكمة أن موكله لم يلق فى السابق محاكمة عادلة!.. فى تلك الأثناء سيتم السماح لشهود آخرين مُنِعوا سابقًا من الإدلاء بشهاداتهم لصالح المتهم.. والذى حدث فى العام 2017 أنه تم السماح فقط لشهود الإدانة بلا أدلة وهن نساء جماعة «MeToo» وأغلبهن بَطلات فى أفلام أنتجها لهن «هارفى» وحصلت بعضهن من خلال هذه الأدوار على جوائز الأوسكار.

ما هو وضع «چوينيث بالترو» وحبيبها السابق «براد بيت» واللذين كانت لشهادتهما قوة السّحر الأسْوَد التى حصل بموجبها المتهم على حُكم الإدانة، إذ اعترفت بأن المتهم تحرّش بها وكان يحاول اغتصابها لولا تدخُّل «براد بيت» الذى هدده ومنعه من ذلك، وهى الشهادة ذاتها التى أقرها «براد بيت» أمام قاعة المحكمة.. هل سيُعاد الاستماع إلى براد وچوينيث؟

أظن أنه ستكون هناك محاكمة لنساء جماعة «MeToo»، وربما قد يعترفن بأنهن قد دُفِعن لذلك وأن بعضهن قد أدلى بشهادته ضغطًا من رجال مخابرات، وأظن أنه ستكون هناك محاكمة لسنوات حكم ترامب وليس لأجهزة مخابراته وحزبه وحدهم.

هناك استئناف قادم؟ نعم، وهناك إعادة محاكمة ليس من أجل هارفى وينستاين وحده؛ بل من أجل كل الرجال الذين أُدينوا ووُضِعوا- فى سلته- إثر اتهامات الفنانات لهم بالتحرش وبالاغتصاب، بعضهم ثبتت عليه التهمة واعترف مثل «كيفن سبيسى» و«وودى آلان» و«رومان بولانيسكى» وبعضهم لم تقدم واحدة منهن دليلاً يثبت اتهاماتها، أو بمعنى أدق: لم يعترف باقى المتهمين المدانين والمسجونين بالتهمة، وهذا ما سوف يلعب عليه «آرثر إيدالا» محامى «وينستاين».

أليس هذا صدعًا تحت طبقة الأسفلت الأمريكى المستوية اللامعة؟ هل سيرضخ الجمهوريون فى انقلاب المحكمة العليا بولاية نيويورك عليهم؟