السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

133 مكتبة بمهرجان سور الأزبكية الخامس للكتاب كنوز مخفية بـ سور الأزبكية

سور الأزبكية.. هو أكثر من مجرد «دكاكين» لبيع الكتب القديمة فهو ممر زمنى ينقلك لعالم آخر حيث تجد نفسك بين نسخ أصلية من الكتب باختلاف تخصصاتها والمجلات والصحف النادرة.



هناك أنت فى زيارة لأحد أهم معالم القاهرة، ربما لا تكون جدرانه أو أكشاكه قديمة لدرجة أن تعد أثرًا ولكن استمرار هذا التجمع لعشرات السنين وإن تبدل شكل المكان يحفظ أهميته وتاريخه الطويل.

 

ولأهميته وخصوصيته الشديدة كان لسور الأزبكية موقع مميز وحضور خاص بمعرض الكتاب الدولى كل عام حتى فوجئنا باختفاء هذا الجناح من المعرض أكثر من 4 سنوات تقريبًا بعد نقله من أرض المعارض فى مدينة نصر إلى التجمع الخامس.

كان هذا دافعًا لتجار السوق لإطلاق ما يمكن وصفه بـ«معرض كتاب الغلابة» إذا جاز الوصف من حيث توفير أمهات الكتب ونوادرها بأسعار فى متناول الجميع، فقاموا بإطلاق «مهرجان سور الأزبكية للكتاب»، والذى ذهبنا لحضور نسخته الخامسة هذا العام ورصد الإقبال عليه من مختلف الأعمار.

بدأ المهرجان 10/8 ويستمر حتى 25/8 القادم ويعتبر هذا المهرجان فرصة حقيقية لكل أفراد المجتمع للرجوع إلى القراءة وشراء الكتب والاستفادة منها بأرخص الأسعار فهو معرض مميز جدا وثرى، فيأتى إليه الزائرون من مختلف المناطق ويتسارعون لشراء والحصول على الكتب، فالكل يستطيع الحصول على الكتب ويجد متعته فى القراءة بأسعار بسيطة جدًا تصل إلى 3 و 5 جنيهات، كما يلجأ إليه الكثيرون فيجد به كتبًا ومراجع غير موجودة الآن بالأسواق وأيضًا مجلات متخصصة فى مجالات علمية مختلفة قديمة وبها معلومات قيمة وانتهى إصدارها أو توقفت، بالإضافة للترجمات والكتب الأجنبية والمعاجم وكتب التفاسير والقواميس بكل اللغات، ولكن يرغب الجميع فى الاهتمام أكثر بهذا المكان الأثرى والثرى وإيجاد مساحة أكبر لعرض الكتب والحفاظ عليها من الإتلاف وأيضًا إتاحة مكان عرض ملائم للمثقف والقارئ.

يقول مصطفى هاشم صاحب مكتبة هاشم بسور الأزبكية وأحد منظمى مهرجان سور الأزبكية الخامس للكتاب: فكرة إقامة مهرجان سور الأزبكية نشأت عندما تم الاختلاف مع إدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب منذ أربع سنوات بعد نقله من مدينة نصر إلى التجمع الخامس، ولم يتم اشتراكنا فى ذلك العام، حيث تم تقليل عدد العارضين من 100 عارض إلى 30 عارضًا فقط، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الإيجار إلى 1200 جنيه للمتر فى 10 أمتار بإجمالى 12 ألف جنيه لليوم الواحد، ولمدة 15 يومًا هيكلفنا كثير جدا وهنضطر نحمل على القارئ وهذا غير معتاد عليه القارئ منا، فكيف نستطيع بيع كتاب بـ5 جنيهات و10 جنيهات وندفع كل هذه المبالغ، ومن هنا فكرنا فى إقامة مهرجان خاص بنا فى سور الأزبكية وبالفعل حقق نجاحًا كبيرًا، وعدنا مرة أخرى للاشتراك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ولكن بأربعين عارضًا فقط.

ويضيف هاشم: ينظم المهرجان من خلال 7 أشخاص من أصحاب المكتبات بسور الأزبكية خلال فترة الإجازة الصيفية، وأول مهرجان بدأ عام 2018م ثم توالى عمله كل عام فى شهر أغسطس وحقق نجاحًا وإقبالاً شديدًا، لذا تم عمله هذا العام للمرة الخامسة ونأمل أن نستمر كل عام فى شهر أغسطس، ويعمل هذا المهرجان على ترويج وعرض وبيع أكثر كمية من الكتب المخزنة حتى نستطيع شراء كتب أخرى وعرضها، ونحصل على هذه الكتب من الأسواق والمخازن بالعديد من المناطق التى تقوم بتجميعها من خلال البيوت أو الروبابيكيا، وهناك دور للنشر تبيع لنا كتبًا جديدة ولكن بأسعار مخفضة، فكل بائع منا له مصادر معينة يحصل منها على الكتب المتخصص بها.

وطبعًا هناك منافسة للحصول على أكثر الكتب احتياجًا وبيعها، ويتم فرز الكتب حسب المؤلف وحسب حالة الكتاب وشكل الطبعة، فقد يتم بيع كتاب بعشرة جنيهات وثمنه بدار النشر 700 جنيه، وقد تجد مرجعًا بـ 20 جنيهًا لباحث معين فى مجال معين ولا يستطيع الحصول عليه أو إيجاده فى أى مكان آخر، ونجد السعادة فى عيون الكثيرين وشكرهم عند إيجاد كتاب ما قد يكون القارئ يبحث عنه عدة شهور ولم يجده، وقد يكون وجده لدينا بالصدفة، لدينا كنوز من الكتب بسور الأزبكية، ولكن تحتاج إلى قارئ يفهم ويقدر ويستطيع فرز وإيجاد الكتب التى تناسب مجال اهتمامه. وكتب الأدباء مثل نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم وأنيس منصور من الكتب الأكثر مبيعًا، وأيضًا سلسلة «ما وراء الطبيعة» للدكتور أحمد خالد توفيق عليها إقبال.

ويضيف هاشم: سوف يتم تطوير المنطقة بالكامل، حديقة الأزبكية والمسارح المحيطة بنا، فأعتقد أن من ضمن سياسة الدولة تطوير هذا المكان أيضًا، وأن تصبح المنطقة بالكامل ثقافية فالمسرح القومى بجوارنا ومسرح الطليعة ومسرح القاهرة للعرائس، فنأمل أن يتم تطوير المكان بالكامل بحيث يتناسب ويتلاءم مع المستوى الثقافى للزائرين والباحثين والقراء.

وفى نفسه السياق، يقول خالد هاشم عضو فى سور الأزبكية وصاحب إحدى المكتبات: هذا المهرجان يتم تنظيمه كله عام فى فترة الإجازة الصيفية لتنشيط حالة المبيعات فى سور الأزبكية، وهذا هو العام الخامس على التوالى للمعرض، يضم السور 133 مكتبة فى جميع المجالات سواء الكتب الدراسية، الأدبيات، التراث الاسلامى، الديكور، كتب الترجمة، والمجلات سواء عربية أو أجنبية وغيرها، وأكثر الكتب مبيعات هذا العام كتب الأطفال من سن 3 سنوات إلى 15 سنة، فمن 3 إلى 6 سنوات يتم الإقبال على الكتب التعليمية وكتب التلوين والرسم، أما فوق العشر سنوات فيبحثون عن الكتب العلمية كالفضاء والكواكب والكيمياء والفيزياء وغيره، وأيضًا هناك إقبال من الأطفال على ميكى وما وراء الطبيعة ورجل المستحيل وملف المستقبل، أما ما فوق العشرين فيبحث عن الروايات والأدبيات. وأسعار الكتب تبدأ من 3 جنيهات، وتوجد كتب بـ5 جنيهات و10 جنيهات وكتب ومراجع بـ20 جنيهًا ولا يجد القارئ هذه الأسعار بأى مكان آخر.

معظم الكتب مستعملة ونحصل عليها من البيوت سواء شخص توفى وترك مكتبة خلفه، ومن كان يقيم معه لا يحب القراءة، وبعض الأشخاص يقرأون الكتب ثم يبيعونها بعد الانتفاع بها، أو دار نشر تم إغلاقها أو كتب لم يتم بيعها بدار النشر، وأيضًا نشترى كتبًا من الهيئة العامة للكتاب ومكتبة الأسرة. 

ومن جانبه يقول أشرف عبدالفتاح صاحب مكتبة الفنون بسور الأزبكية: أعمل هنا منذ 30 عامًا بالمكتبة وأقوم بالاشتراك فى تنظيم المهرجان مع زملائى ومؤسس جمعية مكتبات سور الأزبكية، فكرة المعرض جاءت لنا بعد نقل معرض الكتاب للتجمع الخامس فأصبح ليس لنا مكان كافٍ للعرض، فالمعرض هنا حقق نجاحًا هائلاً، ووجدنا رغبة الجمهور والزائرين من إقامته كل عام، فتم تكراره وبرغم صعوبة الجو وضيق المكان، نجد القراء حريصين على زيارتنا وانتقاء الكتب التى تنال اهتمامهم.

ويضيف عبدالفتاح: إن سور الأزبكية معلم من معالم الثقافة والحضارة، ويعتبر مزارًا لأن الكثير من الأجانب والعرب يهتمون بزيارته واقتناء الكتب منه عند نزولهم مصر ويجدون به كتبًا نادرة الحصول عليها، وأيضًا الأسرة تأتى إلينا وتصطحب أبناءها لمشاهدة سور الأزبكية والتعرف على العديد من الكتب والمجلات سواء القديمة أو الحديثة.

ويأمل عبدالفتاح من المهتمين والقائمين على الثقافة فى إعادة تهيئة المكان بحيث يستطيع استقبال الجمهور والقراء ويتمكن الزائر من البحث عن الكتب التى يرغب بشرائها وأيضًا قضاء وقت ممتع بالمكان، ولكن المساحات صغيرة جدًا والمكتبات ضيقة فلا نستطيع عرض الكتب بالشكل المناسب، كما نستغرق وقتًا طويلاً حتى نستخرج الكتاب الذى يبحث عنه القارئ نظرًا لضيق المكان ووضع الكتب فوق بعضها، كما أن الممرات بين المكتبات ضيقة جدًا مما يتعب الجمهور ويضايقه. فنحن نسمع عن أنه سوف يتم تطوير ونقل سور الأزبكية ولكن لا نعرف تفاصيل. وأيضًا نجد وزارة الإسكان تنظم مسابقة لرسم نموذج للمكتبة بسور الأزبكية، ولكن المهم أن ننظر إلى المكان ككل وأن يوجد مكان للانتظار ومكان للاستراحة ومكان لبيع المأكولات والمشروبات داخل حدود السور، وذلك لمساعدة القارئ والزائر لقضاء يومه وشراء ما يحب دون تعب أو ملل، فيأتى إلينا مختلف الأشخاص فهناك كبار سن وهناك ذوو القدرات وهناك أمهات يحملن أبناءهن، فمثل هؤلاء يجب توفير مكان مناسب لهم أيضًا لتمكينهم من البحث والاطلاع والحصول على حاجتهم من الكتب. وأيضًا نعانى خصوصًا فى الشتاء من الأمطار رغم عمل عازل فوق المكتبة فإن الأمطار الشديدة تصل للكتب وتعمل على إتلافها.

كما يتمنى عبدالفتاح من المؤلفين بيع نسخ خاصة بسور الأزبكية بسعر أقل حتى يستطيع القارئ متوسط الدخل ومحدود الدخل شراءها، ويكتب عليها طبعة شعبية خاصة لسور الأزبكية وذلك للحد من ظاهرة طبع الكتب وبيعها بطريقة غير مشروعة والحفاظ على حقوق المؤلف.

ويقول محمد أحمد محمود بمكتبة الرحمة بسور الأزبكية: أعمل بسور الأزبكية منذ 11 عامًا وأقوم ببيع الكتب الإنجليزية والقواميس والمراجع والكتب الهندسية والطبية، وهذا المهرجان له تأثير كبير على حركة بيع الكتب، ولكن هذا العام رغم كثرة الزائرين ووجود بعض الوجوه الجديدة، ولكن نسبة المبيعات أقل، وأكثر الكتب مبيعًا الروايات البسيطة، أما الكتب العلمية والمتخصصة فليس عليها إقبال هذا العام حتى الآن. ونتمنى توسيع المكان والاهتمام به من قبل الدولة ووزارة الثقافة.

 معلومات ثرية

وبالحديث مع الزائرين والقراء عن سر اهتمامهم بالمعرض وحرصهم على زيارته تقول م. س: أعمل designer وأحرص على النزول إلى سور الأزبكية باستمرار وليس بالمهرجان فقط، وأحب قراءة الروايات، كما أجد بعض المجلات بها معلومات ثرية وغير موجودة بأى مكان آخر وبأسعار بسيطة، وأعتقد أن هذه المجلات القديمة هى كنز للقارئ وخصوصًا فى مجالات متخصصة، وأحب القراءة للكاتب أحمد خالد توفيق وأيضًا اشتريت رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» للكاتب محمد النعاس سمعت أنها شيقة وحصلت على جوائز فقررت شراءها. وعند نزولى سور الأزبكية أنفق حوالى من 400 إلى 500 جنيه فى شراء الكتب، حيث أجد كتبًا تعجبنى غير التى خططت لشرائها. سور الأزبكية ثرى بالكتب، ولكن يحتاج اهتمامًا أكثر وتنظيمًا أكثر ومساحة أكبر وأن تكون له قيمة أكثر من ذلك خصوصًا أنه يتعلق بالكتب والثقافة.

 كتب مدرسية

أما «ن. م» فتقول: أنهيت دراستى بالثانوية العامة هذا العام ولى 3 أخوات بالمدرسة بالابتدائى والإعدادى وكنت أنزل مع والدتى لشراء الكتب فى السنوات الماضية، أما الآن فأنزل بمفردى لشراء الكتب الخارجية الخاصة بالمدرسة لإخوتى قبل بدء العام الدراسى، وأحب قراءة الروايات فأشترى من هنا لأن سعرها أرخص من المكتبات الخارجية، وأيضًا أحب قراءة كتب علم نفس.

أما مريم وسلمى فهما صديقتان قررتا النزول وشراء الكتب معًا فمريم بالسنة الرابعة بكلية الطب جامعة الأزهر وصديقتها سلمى بالسنة السادسة بطب الأزهر، وتقول مريم: أبحث عن بعض الكتب الدينية والتفاسير، أما سلمى فتبحث عن كتب Anatomy بالطب وتقول:  أحسن شىء بسور الأزبكية أنى أجد الكتب بنفس المعلومات طبعة قديمة، ولكن بسعر أقل كثيرًا من الخارج، فلا يهمنى شكل الطباعة، ولكن أهم شىء الحصول على المعلومة نفسها، فكل الكتب التى أبحث عنها أجدها هنا، وأحب أيضًا قراءة كتب التنمية البشرية. المكان هنا قيم جدًا، ولكن المشكلة الوحيدة هنا الزحمة وضيق المكان.

وأيضًا تقابلنا مع طفلين أحدهما بالسنة الرابعة والآخر بالصف الثانى الابتدائى مع والدتهما ويبحثان عن كتب مدرسية، كما أنهما شغوفان بالكتب المصورة والملونة ويجدان متعة فى البحث ومشاهدة العديد منها.