الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. رسائل «السيسى» لأمريكا والعالم

أنا وقـلمى.. رسائل «السيسى» لأمريكا والعالم

بَعد قمّة جدة للأمن والتنمية- التى عُقدت الأسبوع الماضى بالمملكة العربية السعودية- أعتقد أن الكرة أصبحت الآن فى ملعب الإدارة الأمريكية؛ خصوصًا بَعد اعتراف الرئيس الأمريكى «چو بايدن» بأن بلادَه قد أخطأت فى طريقة التعامل مع دول منطقة الشرق الأوسط.. ولو نظرنا لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى سنجد أنها بمثابة خريطة طريق جديدة لمنطقتنا العربية؛ حيث إن سيادته حدّد خمسة مَحاور مهمة لكى يتحقق الأمنُ والاستقرارُ والازدهارُ فى المنطقة، أولها كيفية التعامُل مع أزمات الماضى الممتدة حتى نتمكن من الانطلاق نحو المستقبل، ويقصد هنا ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة شاملة ونهائية للقضية الفلسطينية، وهو ما يُسَجِّل موقفًا رائعًا للسياسة الخارجية المصرية، ورُغْمَ غياب الرئيس الفلسيطينى محمد عباس؛ فإن عرض هذه القضية على قمّة جدة بحضور الرئيس الأمريكى أمرٌ فى غاية الأهمية.. أمّا المحورُ الثانى فهو يؤكد على ضرورة بناء المجتمعات من الداخل على أسُس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، ونبذ الأيديولوچيات الطائفية والمتطرفة، وإعلاء مفهوم المصلحة الوطنية؛ وذلك لضمان استدامة الاستقرار بمفهومه الشامل.. وفيما يتعلق بالمحور الثالث فهو خاص بالأمن القومى العربى، على أنه كُلٌّ لا يتجزأ للتصدّى لأى مَخاطر تحيط بعالمنا العربى، مع الأخذ فى الاعتبار مفهوم الأمن الإقليمى المتكامل؛ وذلك عن طريق إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.



أمّا المحور الرابع الذى تحدّث عنه «السيسى»؛ فهو تأكيده على رفض مصر والدول العربية للتدخلات الخارجية، ولوجود الميليشيات المسلحة المدعومة من قوى خارجية على أراضيها، وقال «السيسى» إن قضية الإرهاب تُعتبَر تحديًا رئيسًا عانت منه الدول العربية على مدار عقود عدة، لذا من الضرورى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بكل أشكاله وصوره، والقضاء على جميع التنظيمات والميليشيات المسلحة المنتشرة فى بقاع عدة من عالمنا العربى، والتى تحظى برعاية بعض القوَى الدولية الخارجية لخدمة أچندتها الهدامة، وعلى داعميها أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة، من منطلق أنه لا تهاوُن فى حماية أمننا القومى، وما يرتبط به من خطوط حمراء.. ثم جاء المحورُ الخامسُ والأخيرُ وكان مرتبطًا بضرورة تعزيز التعاوُن والتضامُن الدولييْن؛ لرفع قدرات دول المنطقة فى التصدى للأزمات العالمية الكبرى والناشئة، كقضايا نقص إمدادات الغذاء، واضطرابات أسواق الطاقة والأمن المائى، وتبعات أزمة سد النهضة، وتغير المناخ، بالإضافة إلى القضايا التى فرضتها الأزمات الأخيرة على المنطقة- الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية- التى أضافت أعباءً جديدة على المنطقة.

 إن وثيقة الرئيس السيسى التى طرحها فى قمة جدة وما تحويه من رسائل مهمة- ليست للولايات المتحدة الأمريكية فقط بل للعالم كله- تؤسِّس لمرحلة جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، ورؤية مختلفة تعتمد على إمكانات عربية وتوظيفها لتحقيق الأمن القومى.. وتحيا مصر.