الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ع المصطبة.. مكاسب تطوير مسار العائلة المقدسة

ع المصطبة.. مكاسب تطوير مسار العائلة المقدسة

 ما تقوم به الدولة من إعادة تأهيل وتطوير الطرُق المؤدية لمناطق مسار العائلة المقدسة أمرٌ بالغ الأهمية؛ خصوصًا أنه يتواكب مع إدراج الفاتيكان هذا المسار ضمن مسارات الحج المعتمدة لديه.



لكن؛ قبل كل ذلك علينا أن نحدد الأهداف والأولويات لخطة التطوير، وأعتقد أن الهدف الأساسى لهذه الخطة يتمثل فى خَلق مساحة جديدة للسياحة الدينية فى مصر، نحن بحاجة ماسّة إليها لتعظيم مصادر الدخل من العملات الأجنبية فى وقت يعانى فيه العالم بأسْره من تبعات أزمات متتالية بدءًا من جائحة كورونا مرورًا بالأزمة الأوكرانية الحالية، ويعلم الله ماذا ينتظر العالم من أزمات اقتصادية طاحنة على الأبواب.

أمّا الهدفُ الثانى، الذى يجب التركيز عليه؛ فيتمثل فى القوة الناعمة التى يمكن أن تحظى بها مصر جراء تدفق السائحين من مختلف دول العالم، وما تتركه هذه الزيارات من انطباعات إيجابية عن المجتمع والحريات الدينية التى تشهدها مصر حاليًا.

من أجل تحقيق هذين الهدفين وغيرهما من الأهداف علينا أن نعتمد خطة ذات أولويات محددة وجدولاً زمنيًا واضحًا، على قمة هذه الأولويات تأتى الفئات والشعوب المستهدفة لهذه السوق السياحية الجديدة، وربطها بالمناسبة الدينية الرئيسية لهذا الحدث وهو تذكار دخول العائلة المقدسة إلى مصر.

لهذا علينا أن ندرك طبيعة الخريطة الدينية والمذهبية للدول التى تمثل مخزونًا كبيرًا لهذا النوع من السياحة الدينية، كما علينا أن نحسن الاستفادة من اعتماد هذا المسار ضمن مسارات الحج الدينى الكاثوليكى.

فى هذا الصدد؛ فإن المخزون البشرى السياحى يتمثل فى دول شرق أوروبا، التى لا يزال الوازع الدينى يمثل عنصرًا فاعلًا لديها، سواء فى الدول الكاثوليكية مثل بولندا، أو الأرثوذكسية مثل روسيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق واليونان، بالإضافة إلى المخزون الكاثوليكى الهائل فى دول أمريكا اللاتينية التى تمثل مثل هذه المسارات الدينية مكانة خاصة لديها، وهناك أيضًا أكثر من 70 مليون كاثوليكى فى الولايات المتحدة الأمريكية.

تحديد الخريطة الدينية يُعد الأساس فى البدء بعمل الدعاية المناسبة لجذب انتباه السياح من هذه المناطق، ويمكن أن نستفيد من خبرات مصرية كان لها حتى الأمس القريب دورٌ مهمٌ فى الفاتيكان ومنهم على سبيل المثال المونسنيور يؤانس لحظى الذى عمل لسنوات بالقرب من قداسة بابا الفاتيكان ومن دوائر صُنع القرار فى دولة الفاتيكان.

ومن أجل خَلق حركة سياحية دائمة لمسار العائلة المقدسة يجب أن يكون تدشينه كبيرًا، على غرار موكب نقل المومياوات، ومن هذه السُّبُل إقامة قداس احتفالى تحت سفح الأهرامات فى يوم تذكار دخول العائلة المقدسة مصرَ بحضور بابا الفاتيكان والعديد من القيادات السياسية والدينية للدول المستهدف جذب السياح منها، على أن يسبق ذلك دعاية مكثفة عبر وسائل الإعلام بهذه الدول من أجل الترويج للحدث وجعله حدثًا سنويًا تبدأ من خلاله مسيرة ممتدة وفق جدول منظم لزيارات هذه المناطق الممتدة من القاهرة وبعض أديرة وادى النطرون شمالًا حتى دير المُحَرَّق فى أسيوط جنوبًا.

أيضًا؛ فإن مثل هذا المسار يستوجب توفير بنية تحتية فندقية لإقامة السياح فى كل محطة سينتقلون إليها عبر هذا المسار، كما يمكن تفعيل رحلات «الكروز» النيلية، والسفارى الصحراوية حيث تنتشر العديد من مواقع المسار.

أعود مرة أخرى وأكرر أن ما يتم الآن من تطوير للطرُق ومناطق مسار العائلة المقدسة، أمْرٌ جيدٌ بل وأكثر من ممتاز، لكن لا معنى له ما لم يتم نقل كل هذه الجهود إلى العالم الخارجى، وتشكيل لجنة للترويج لهذا النوع من السياحة الدينية تعتمد فى برامجها وخططها وأولوياتها ثقافات وطبيعة المجتمعات المستهدفة، ولا يزال أمامنا نحو السنة حتى يحل علينا تذكار دخول العائلة المقدسة مصر يمكن خلالها الإعداد بشكل جيد لهذا الحدث بالشكل اللائق الذى يخلق حركة سياحية دائمة على مدار أشهُر السنة وليس فى تذكار دخول العائلة المقدسة فقط، وهى حركة سياحية نحن فى أشد الحاجة إليها لتعظيم عائدات الدولة من العملة الصعبة.