الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الطريق الثالث .. مصر وشباب العالم فى منحة الزعيم جمال عبدالناصر للقيادة الدولية زيارة جديدة للتاريخ.. وقراءة جيدة للحاضر

الطريق الثالث .. مصر وشباب العالم فى منحة الزعيم جمال عبدالناصر للقيادة الدولية زيارة جديدة للتاريخ.. وقراءة جيدة للحاضر

تشرفت بدعوة كريمة من وزارة الشباب لحضور إحدى فعاليات منحة الزعيم جمال عبدالناصر للقيادة الدولية والتى تقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الفترة من 28 مايو إلى 17 يونية 2022، تحت شعار «تعاون الجنوب جنوب وشباب حركة عدم الانحياز»، وتهدف المنحة إلى نقل التجربة المصرية التنموية فى رسوخ المؤسسات وبناء الشخصية الوطنية، بالإضافة إلى خلق جيل من القيادات الشابة ذات الرؤية المتماشية مع شراكة الجنوب جنوب، والتوعية بدور حركة عدم الانحياز تاريخيًا ودورها مستقبلاً، وتشبيك القيادات الشابة الأكثر تأثيرًا.



 

وقد استمعت إلى المشاركين من شباب العالم فى جلسة حوارية مميزة عن «الإعلام والوعى ومواجهة الشائعات»، أدارها بمهارة وذكاء الزميل الإعلامى نشأت الديهى، وسبق الجلسة لقاء ودى جمعنا مع الوزير الدكتور أشرف صبحى وعدد محدود من الزملاء الإعلاميين، أكد فيه على أهمية أن يُحيى شباب العالم فى الفترة الراهنة « قيم عدم الانحياز» من جديد كقوة ناعمة ودبلوماسية قادرة على التصدى للحرب، وترسيخ أطر السلام والأمن فى العالم، مشيرًا إلى أن الاستناد على التاريخ يستطيع مساعدتنا فى إيجاد حلول لمشاكل عصرية، وأنه من الأمور المهمة أن تبدأ حركة عدم الانحياز الحديثة مرة أخرى من مصر، ثم استعرض وزير الشباب والرياضة ملامح من خطة وزارته خاصة ما يتعلق بالتطور الكبير الذى أحدثته فى تعاملها مع قطاع الطلائع، أو «النشء» والذى يراه الوزير مصطلحًا أكثر ملاءمة للعصر، واختتم مثمنًا رعاية الرئيس للمنحة، والذى يأتى فى إطار حرص سيادته على رعاية مختلف الفعاليات والأنشطة والمشاركات المصرية العربية والإفريقية والعالمية التى يجتمع فيها العالم أجمع تحت مظلة بلد السلام والحضارة مصر العامرة فى ظل الجمهورية الجديدة.

وتستهدف منحة ناصر للقيادة الدولية القيادات الشابة ذات التخصصات التنفيذية المتنوعة والفاعلة داخل مجتمعاتهم، وبحسب الخطاب التعريفى المرسل من المنظمين، فإنها تستكمل جهود الدولة المصرية فى القيام بدورها المنوط فى تعزيز دور الشباب محليًا، إقليميًا، قاريًا ودوليًا من خلال تقديم جميع أشكال الدعم والتأهيل والتدريب، كما تعتبر منحة ناصر للقيادة إحدى آليات تنفيذ كل من (رؤية مصر 2030 – المبادئ العشرة لمنظمة تضامن شعوب إفريقيا وآسيا - أجندة أفريقيا 2063 - أهداف التنمية المستدامة 2030– شراكة الجنوب الجنوب - خارطة طريق الاتحاد الإفريقى حول الاستثمار فى الشباب - ميثاق الشباب الإفريقى– مبادئ حركة عدم الانحياز)، وهى الأطر المرجعية للمنحة.

وقبل جلسة الحوار التى جرت حول قيم ومبادئ الإعلام، وقفت أتأمل اللوحة الدعائية للمنحة والتى تتصدر قاعة الحوار ويزينها اسم الرئيس جمال عبدالناصر ساطعًا وصورته الخالدة تلهم الحضور، إلى جواره صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى وابتسامته المعهودة تمنح الجميع الثقة والطمأنينة والأمان، وبين الزعيمين شعرت بالفخر من قدرة بلادى على التصالح مع الماضى والاستفادة من تجاربه، والاستثمار الذكى فى هذا الماضى الذى أصبح تاريخًا يملكه الحاضر وينقله إلى المستقبل، هذا التلاحم والمصالحة بين مراحل وحقب تاريخ مصر الحديث، كانت تحتاج إلى رجل دولة يعلم قيمة بلاده ويدرك أهمية تاريخها ويقدر على عقد مصالحة بين حلقاته المتنافرة، فلقد استنزفتنا لسنوات طويلة قصة الصراع بين الحقب التاريخية، وتحول الماضى إلى ساحة منافسة ومناكفة  بين أنصار كل زمان، لهذا وجب علينا شكر من امتلك هذه الإرادة وأعطى كل ذى حق حقه وأعاد ترتيب صفحات كتاب التاريخ بأمانة تليق بقدرة وقدر مصر، شكرًا من القلب لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، قلتها بداخلى وأنا أستمع إلى السلام الوطنى فى مستهل الجلسة النقاشية المهمة. 

ويشارك فى منحة ناصر 150 قياديًا من شباب وفتيات دول عدم الانحياز والدول الصديقة من 64 دولة من صناع القرار، من خريجى برنامج متطوعى الاتحاد الأفريقى، والقيادات التنفيذية بالقطاعين العام والخاص، ونشطاء المجتمع المدنى، ورؤساء المجالس القومية للشباب، وأعضاء المجالس المحلية، وقيادات حزبية شابة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، والباحثين بمراكز البحوث الاستراتيجية والفكر، وأعضاء النقابات المهنية، والإعلاميين والصحفيين، ورواد الأعمال الاجتماعيين، وقد نظمت لهم وزارة الشباب بحسب ما أوضحه لى الدكتور أحمد عفيفى وكيل الوزارة، عددًا من الزيارات الميدانية إلى مجلس الشيوخ وأكاديمية الشرطة ومتحف وضريح جمال عبدالناصر والمتحف القومى للحضارة المصرية ومنطقة الأهرامات ودار الأوبرا ،بالإضافة إلى عدد من الوزارات ومحافظ الإسكندرية وقناة السويس.

فيما أوضح حسن غزالى منسق عام زمالة (منحة) ناصر ومؤسس مكتب الشباب الأفريقى بوزارة الشباب، أن سبب اختيار اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر للمنحة، يرجع إلى أنه أحد أهم الزعامات الملهمة بالنسبة لشعوب العالم، ويعد مثالاً للزعامة التاريخية الفاعلة، فلقد دعم حركات التحرر العالمية كما ساهم بقوة فى تأسيس منظمات جمعت الشعوب على أهداف عظيمة، ومنها: منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية التى ناضلت بعزم وثبات منذ تأسيسها عام 1958 من أجل تحرر شعوب القارتين، وحركة عدم الانحياز التى لعبت دورًا مهمًا فى الحفاظ على السلام والأمن فى العالم منذ تأسيسها عام 1961، ومنظمة الوحدة الإفريقية التى تأسست فى عام 1963، وتعد أول منظمة تخلق شكلاً واضحًا للتكامل الإفريقى، وأخيرًا منظمة التعاون الإسلامى التى نشأت عام 1969، للتعاون بين الدول الإسلامية وهى الآن المنظمة الحكومية الدولية الثانية فى العالم بعد الأمم المتحدة من حيث عدد الدول الأعضاء.

ولأنى اقتبست منه العنوان، فحقه علينا أن نذكره ونشكره، كبيرنا الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل، حارس بوابة التاريخ المصرى الحديث وشهبندر الصحافة المصرية والعربية، والذى يطرح سؤالا مهمًا وملهمًا فى مقدمة كتابه «زيارة جديدة للتاريخ»، حيث يقول: «كيف أزور الماضى وآخذ معى إليه الحاضر والمستقبل؟»، ولأن إجابة مثل هذا السؤال ربما تستدعى قراءة كل كتب الأستاذ، سأكتفى بنقل اقتباسات موجزة من كتابه سالف الذكر لعلها تشفى: «التاريخ ليس علم الماضى وحده، إنما هو – عن طريق استقراء قوانينه- علم الحاضر والمستقبل أيضًا، أى أنه علم ما كان وما هو كائن وما سوف يكون»، «كلمة زيارة تعنى أننى أعود إلى لقاء أشخاص عرفتهم من قبل، وعودتى إليهم الآن محاولة لتجديد المعرفة ولإبقاء حبلها موصولًا وتوثيق أواصرها إن استطعت»، «زيارة جديدة للتاريخ.. مشاعل من معابد التاريخ لإضاءة تخوم جديدة فى معالم التاريخ».