الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من مدح الرسول للمسرح السينمائى: «بردة البوصيرى» جرعة روحية مسرحية بصورة سينمائية

ما هى بردة البوصيرى؟



قصيدة البُردَة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدُّريّة فى مَدح خير البَريّة، إحدى أشهَر القصائد فى مدح النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، كتبها محمد بن سعيد البوصيرى فى القرن السابع الهجرى الموافق القرن الحادى عشر الميلادى. وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوى إن لم تكن أفضلها، حتى قيل إنها أشهَر قصيدة مدح فى الشعر العربى بين العامّة والخاصّة.

وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا فى البلاد الإسلامية، يقرأها بعضُ المسلمين فى معظم بلاد الإسلام كل ليلة جُمعة. وأقاموا لها مجالس عُرفت بـمجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النبى. وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول». فالبوصيرى بهذه البُردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثرٌ فى تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق. وعن البُردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، فالبُردة درسٌ فى كرم الشمائل.

ويُذكر أنها أمسية دينية تم تقديمها عام 1982 بساحة المساجد بالإسكندرية وشارك فيها العديد من الفنانين والفنانات، ومنهم عبدالوارث عسر وحمدى غيث.

 البردة من الثقل إلى التنغيم

ورُغْمَ أن بُردة البوصيرى لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية؛ فإنها تبدو ليست بسهلة على الأذُن نسبة إلى الألفاظ التى تبدو من الوهلة الأولى صعبة الفهم، فهذه هى المعادلة الصعبة التى نجح فيها المُخرج «خالد جلال» على مسرح الإبداع الفنى بدار الأوبرا المصرية، فنفّذ وترجَم هذه القصيدة بروح فنان يجعل المتلقى مشاركًا فى أجواء كواليس اللوحة بوجدان ثم بوعى.فيجعلك منذ البداية تستنشق رائحة البخور التى تكسر الحاجز الوهمى بين المتلقى وخشبة المسرح وبإضاءة مختلفة الخفوت، ثم تستمع إلى نغمات الإلقاء والغناء التى تجمع بين الدّفء والطرب والاستمتاع فى التأرجح بين أجواء وأزمنة عديدة بمختلف الطبقات الصوتية التى تجعل الإيقاع أكثر مرونة فى استقباله، فبذكاء فنّى يكرر المُخرج العديد من الجُمَل؛ فيريد أولًا إعطاء فرصة للمتلقى بفهم بعض الألفاظ؛ خصوصًا لما بها من مفردات ومعانٍ متنوعة، ثم يوضح مهارات الإلقاء عند الممثلين الذين يرتدون ملابس موحّدة بسيطة عليها بعض الزخارف والحروف الإسلامية مستخدمين تعبيرات صوتية فنية، تجعل ما يقال يلمس الوجدان بنعومة، وكأنك فى حالة ذكر سينمائية مسرحية، بلقطات وزوايا فردية ومزدوجة، وجماعية تنتقل بحركة شجَن مدروسة وصارمة بين الممثلين والممثلات الذين يعرفون كيف تنقل الإضاءة منهم وعليهم عن طريق أجسادهم المتشابكة وكأنها عدسة كاميرا مكبرة لا تقبل الخطأ، وهذا من أصعب ما يُقدم على المسارح، فذلك يتطلب موهبة كبيرة فى الإلقاء والأداء الفنى واللغوى والجسدى، ولهذا أصبح ذلك النوع من العروض يكاد يقترب من الانقراض فهو له طبيعته الروحية والتدريبية المستقلة بذاتها.

 مخرج الاختيار الأصعب «من المسرح للسينما»

لا يلجأ مُخرج (البردة) إلى الحلول السهلة المعتادة كتمثيل المَشاهد لبعض الجُمل والمعانى، ولا يقوم بتوظيف رقصات تعبيرية وطقسية؛ بل قدّم لوحة عن طريق الغناء والإلقاء والآلات الموسيقية بإيقاع يتوافق مع المعالجة الروحية النابعة من فريق العمل، وعن طريق أجسادهم، فجميعهم لا يختفون عن خشبة المسرح طوال مُدة العرض لنكتشف فى النهاية أنهم هم لوحة الديكور المُرصّعة على المسرح. فحين ينتهى العرض تجد نفسك تمتلئ بجرعة حنين حداثية بمذاق مختلف ولا تشعر أنك كنت تستمع إلى قصيدة من القرن السابع الهجرى دون زخارف إضافية فلوحته ملتزمة الإيقاع دون حواشى أو إفراط.

 البُردة درس ثابت لفن الإلقاء فى مركز الإبداع

تُعتبر بُردة البوصيرى درسًا تعليميًا أساسيًا لكل دفعات استوديو مركز الإبداع الفنى لمادة الإلقاء؛ نظرًا لما تتميز به من خطوط لغوية مميزة، فقد تم إنتاج العرض منذ عشر سنوات فى عام 2012، ويُعاد تقديمه بالأبطال أنفسهم من أبناء استوديو مسرح مركز الإبداع الفنى.  

فريق عمل بُردة البوصيرى

«البُردة» رؤية وإخراج المخرج خالد جلال، مخرج منفذ علا فهمى، والبطولة لفنانى العرضيَن المسرحيَّين (قهوة سادة) و(سلم نفسك) نجوم الدفعة الثانية والثالثة من استوديو مسرح مركز الإبداع الفنى، موسيقى وألحان عماد الرشيدى، قيادة أحمد محروس.