الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ع المصطبة.. قطايف رمضانية

ع المصطبة.. قطايف رمضانية

لا أتابع خلال شهر رمضان أكثرَ من مسلسلين وأنتظر نهاية الشهر لمتابعة ما أعلم أنه مسلسل جيد عبر الإنترنت بعيدًا عن الفواصل الإعلانية الكثيفة التى تشتت الذهن وتحرمه من متعة المشاهَدة.



هذا العام أشاهد مسلسلى الاختيار 3، والكبير الجزء السادس، فى مسلسل الاختيار جذبنى جدًا هذا الكم من التسجيلات لقادة الجماعة الإرهابية، وهى منتقاة بعناية فائقة، تفضح مخططات هذه الجماعة لتقويض الوطن ومحاولة الانقضاض عليه وطمس هويته.

ما يميز هذه التسجيلات أنها ليست مجرد تسريبات صوتية يشكك فيها أحد، ولا مجرد فيديوهات ضعيفة التصوير؛ بل هى تسجيلات واضحة، تم توظيفها بعبقرية منقطعة النظير فى كل حلقة.

ورُغْمَ أن ما جاء بها ربما يكون معلومًا لدى الكثيرين من المجتمع المصرى؛ فإن أهميتها تكمن فى كونها موثقة بالصوت والصورة وبشكل لا يقبل التشكيك.

فوق كل ذلك فإن توثيقها فى عمل درامى يعيد تذكيرنا بجرائم هذه الجماعة التى أرادت اختزال الوطن فى تنظيم خائن قادته كاذبون ومتآمرون، كما أنه توثيق للأجيال القادمة كى لا ننسى ما فعلته «الإرهابية» بالمجتمع المصرى.

لذلك لم أستغرب على الإطلاق حملات اللجان الإلكترونية لمهاجمة هذا المسلسل ومحاولة الحط من قَدره، فالجماعة الإرهابية لطالما كانت تراهن على ضعف الذاكرة المجتمعية، لكن الآن فى ظل التوثيق بالصوت والصورة باتت محاولات غسل سمعتها القذرة مهمة مستحيلة.

أمّا على الجانب الفنى؛ فأنا لستُ بناقد متخصص، لذلك فإن انطباعاتى عن العمل لا تعدو كونها انطباعات مُشاهد عادى حاله حال غيره من المشاهدين، وبالفعل أذهلنى أداءُ الفنان ياسر جلال لدور الرئيس عبد الفتاح السيسى، وواضح جدًا دراسته للشخصية بكل تفاصيلها بشكل متميز.

الأمرُ نفسُه بالنسبة للكثير من الشخصيات التى لعب اختيار الفنانين الذين أدوها وأيضًا المكياچ دورًا كبيرًا لتقريبها من الشخصيات الواقعية، وأعتقد أن هذا الأمر بالغ الأهمية؛ لأن العمل يتناول شخصيات كانت منذ سنوات على مسرح الأحداث ومعروفة لعموم المشاهدين ومن ثم فإن الاهتمام بعنصر المكياچ كان أمرًا بالغ الأهمية.

 الكبير

لا أنكر ارتباطى العاطفى بمسلسل الكبير، فهو بمثابة جرعة من المتعة من أجل المتعة، فهو لا يناقش قضايا بعينها، إلا أنه كوميديا مجردة وجرعة خفيفة لمجرد الضحك.

الملاحَظ فى الجزء السادس من المسلسل أنه حتى الآن لم يشبع رغبة المشاهدين؛ وذلك من وجهة نظرى كمُشاهد عادى يرجع إلى سببين؛ الأول أنه كانت هناك حالة من الترقب لمشاهدة الجزء الجديد وربما كمشاهدين كان سقف توقعاتنا أكبر من المقدم فعليًا على الشاشة، ومن ثم جاءت ردود الفعل تجاه ما عرض من حلقات دون المتوقع أيضًا.

أمّا السبب الثانى فيكمن فى المقارنة بين الجزء الأخير المعروض حاليًا والأجزاء السابقة.

لا أعلم كيف تم تمرير هذا الإعلان عن الملابس الداخلية، رُغم ما يشهده من تنمُّر وقلة ذوق وإهانة للمُشاهد البسيط من الطبقات الفقيرة الكادحة.

كيف تسمح شركة لنفسها أن تروج لمنتجاتها على حساب الاستهزاء والحط من قدر فقير يرتدى ملابس داخلية مهلهلة؟ وكيف تسمح بأن تربط بين موافقة الطبيب الكشف على مريض بنوعية ما يرتديه من ملابس داخلية؟!

هذا الإعلان فيه من الإسفاف والتنمُّر والحَط من قدر الفقراء ما يستوجب صب أقسى اللعنات على جميع من وقفوا وراءه، دون أدنى إحساس بالخجل من أنفسهم ودون الاعتذار على ما ارتكبوه بحق الفقراء، ويكفى أن نتخيل إحساس أى فقير يشاهد مثل هذه الإعلانات وهو يرتدى ملابسَ داخلية يعلم الله ما بها من ثقوب تفضح وقاحة هذا الإعلان.