زينب حمدي
الفهامة .. ڤيروس «كورونا» أكثر عدلًا منهم؟!
أظهرت الحرب «الروسية- الأوكرانية» كذب وادعاءات الغرب وأمريكا عن الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، وفضحت الوجه القبيح لهذه الدول من العنصرية والظلم والكيل بمكيالين والذى حاولوا إخفاءَه لعقود كثيرة من التشدق بقوانين حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة واتضح أنها شعارات فقط.
وذلك عندما صرَّحتْ مندوبة أمريكا أن الشعب الأوكرانى يجب حمايته وطالبت كل الدول بتقديم جميع المساعدات لهم لأنهم فقط من ذوات البشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الأشقر وهو ما لم تفعله من قبل قَط تجاه أى شعب آخر تعرَّض لنفس الظروف رغم أن ويلات الحرب واحدة ونتائجها واحدة، وكأنها تقول إننا شعب وذوات البشرة الداكنة شعب وإن شعبنا يستحق الحماية والمساعدة لأنه الجنس الأعلى على عكس الشعوب الأخرى الجنس الأدنى وأنهم ليس لهم نفس الحقوق، ولهذا أيضًا من حقهم أن يغزوا الشعوب الأخرى ويقتلوهم ويشردوهم ويهدموا بلادَهم وينهبوا ثراوتهم لصالح شعوبهم ودولهم وهو ما يفعلوه الآن فى هذه الدول، والحقيقة أن ما يقدموه لهذه الشعوب من معونات ما هى فتات يتفضلون ويمنون عليهم وهو لا يُغنى من جوع ولا يمنع من موت وخراب على العكس نجدهم يقدمون لهم السلاح بكرم شديد حتى تستمر الحروب ولا ننسى أنهم مَن غزوا هذه البلاد واستعمروهم ونهبوا ثرواتهم، وهم أيضًا الذين أشعلوا الحروب والفتن العرقية والدينية والطائفية لقتلهم وتجويعهم حتى يظلوا ضعفاء فى حاجة إليهم وحتى لا يثوروا عليهم، وتظل هذه الشعوب فى فقر بلا تعليم أو صحة أو إنتاج أو بناء، وكأن العدالة أن تكون شعبوهم فقط التى من حقها التعليم والصحة والرفاهية والسعادة والإنتاج والبناء والقوة والأمان والحماية من خطر يهددهم حتى يسيطروا على العالم والشعوب الأخرى، وللأسف لم يصلوا حتى إلى أدنى الكائنات وهى الفيروسات فهى أكثر منهم عدالة وقد وضح ذلك فى جائحة كورونا (covid 19) فلم يفرّق بين شعب وشعب أو جنس وجنس أو دولة ودولة فى المرض والموت.
فهل يستوعب شعوب وزعماء الدول العربية الدرسَ قبل فوات الأوان ويتحدون فى وجه الظلم والعنصرية والغطرسة الأمريكية وينبذون الحروب ويُحلون خلافاتهم ومشاكلهم بالتفاوض والسلام بدلًا من الحرب؟.
الحرب لا يخرج منها منتصر ولا غالب ولا تجلب إلا الدمار والقتل والفقر والجموع وضعف الدول، ولا ننسى أن الإرهاب الذى يهدد شعوبنا ما هو إلا صناعة أمريكية وغربية، فالقاعدة وطالبان صناعة أمريكية أنشأتهما لمصالحها والدول الإسلامية فى العراق والشام لم تقم إلا بعد غزو العراق وتدميرها وإشعال الفتن الطائفية والدينية والعرقية بها، حتى تظل ضعيفة لا تهدد إسرائيل!. اللهم بلّغت فاشهد.
الفهم طريق الحرية.